بعد استهداف اجتماع لـ"داعش".. هل فشل التحالف الدولي في قتل "البغدادي"؟
الأحد 09/نوفمبر/2014 - 02:45 م
طباعة

قالت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير لها، إنه رغم توالي ضربات التحالف الدولي التي تشن يومياً على معاقل تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة، والتي بلغت حتى الآن نحو 800 غارة جوية، استهدفت معاقل التنظيم ومنشآته، بالإضافة إلى المركبات والمدرعات ومصافي النفط والمخابئ، إلا أن هناك شيئاً غامضاً، في أنها لا توجه إلى الهدف الرئيسي زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.

الأمر يبدو صعبا على قوات التحالف من حيث التركيز على الهدف، فهل التحالف الدولي متخوف من إصابة الهدف أولا، ويريد تصفيه أعضائه؟ هناك تساؤلات عديدة في هذا الشأن، حيث يرى مراقبون أن استهداف البغدادي في الوقت الحالي أمر غاية الخطورة على تحقيق الأهداف التي دُشن من أجلها التحالف، وهي القضاء على التنظيم بأكمله وليس قائده فقط.
كما يرى آخرون أن مقتل البغدادي، أمر سهل تحقيقه الآن، ولكن التحالف لديه مخطط واضح وهدف محدد يتعامل وفقا لهما الآن، مشيرين إلى أن مقتل البغدادي الآن ليس هو الحل للقضاء على التنظيم كله، ولكن استهداف العناصر القوية التي تقوم بالهجمات المسلحة هو الهدف الرئيسي.
والطبيعي أن مقتل البغدادي الآن ليس حلا لتصفية التنظيم بالكامل، حيث إنه من المحتمل أن يكون البغدادي مجرد صورة أمام العالم حتى لا يؤثر مقتله على التنظيم، وقد يكون الزعيم الأكبر متخفيا وليس في الصورة؛ للحفاظ على آلية العمل داخل التنظيم.

ووفقاً لمسئول في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن أيّاً من الضربات الجوية التي تمّت حتى الآن لم يستهدف "قطع رأس الحية" زعيم داعش البغدادي.
التحالف منذ أن بدأ القصف الجوي على العراق في 8 أغسطس الماضي، لم تجرؤ واشنطن على شن هجوم يهدف تحديداً إلى قتل البغدادي أو أي من القادة الكبار في التنظيم، ويعود ذلك لغياب "التكتيك" في استراتيجية الحملة العسكرية الدولية بقيادة أوباما؛ حسبما ذكرت "فورين بوليسي"، ويرجع هذا، لأن الحملة على تنظيم "الدولة"، مشابهة للاستراتيجية المستخدمة في اليمن والصومال.
فورين بوليسي، نقلت عن مصادر مطلعة، أن المئات من مقاتلي الدولة لقوا مصرعهم بعد شهور من قصف التحالف الدولي، ولكن لم يتم استهداف أي من قادة التنظيم.
من جهته قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، اللواء كرتس جي كيلوج: "لقد قلنا منذ بداية الحرب إنه يجب تعطيل قدرة التنظيم على القيادة والسيطرة، وبصفة عامة أستطيع أن أُجزم أننا سنواصل الضربات الجوية في سوريا والعراق لحين القضاء عليه"، مؤكداً أن المسألة تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، مضيفاً: "الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في تطور مستمر وسنقوم بجلب المزيد من الموارد لدعم الجيش العراقي، وسنزيد تركيز ضرباتنا لاستهداف كبار قادة التنظيم".
ولفتت المجلة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة تحديد أماكن "البغدادي" ورجالاته وذلك يتطلب وجود حملات عسكرية على الأرض أكثر من الضربات الجوية؛ لأن مثل تلك المعلومات لن تتوافر إلا بتواجد فرق برية.

جاء تصريح مجله فورين بوليسي، ليعقبها إعلان الجيش الأمريكي، أمس السبت، أن الضربات الجوية للتحالف الدولي استهدفت قادة في تنظيم الدولة كانوا مجتمعين قرب مدينة الموصل شمالي العراق، وأن 50 شخصاً على الأقل قتلوا جراء الضربات الجوية، بينما تضاربت الأنباء بشأن مصير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية: إن قياديين في تنظيم الدولة كانوا يجتمعون في بلدة القائم قرب الموصل.
ووفقاً لرويترز فإنه تم نقل 50 جثة إلى مستشفى الموصل.
كما تضاربت الأنباء بشأن مصير زعيم التنظيم "أبو بكر" البغدادي عقب الغارة، لكن القيادة المركزية الأمريكية، قالت إنها لا تستطيع التأكيد ما إذا كان البغدادي، متواجدا في مكان الغارة، مشيرة إلى أن الضربات دمرت موكبا من 10 شاحنات مسلحة تابعة للتنظيم.
وقالت القيادة الأمريكية في بيان لها إنها "لا تستطيع تأكيد ما إذا كان زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي كان مشاركاً" في هذا الاجتماع.

فى الوقت ذاته، نقلت قناة "الحدث" العراقية عن مصادر عشائرية، أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي أُصيب بجروح خطيرة من جراء ضربة جوية لطائرات التحالف الدولي في مدينة القائم الحدودية، والتي أدت إلى مقتل عددٍ من قيادات التنظيم.
كانت طائرات التحالف الدولي استهدفت مساء أمس السبت اجتماعاً لقيادات تنظيم داعش بجزيرة القائم الحدودية غرب الأنبار وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى، ما أحدث إرباكاً شديداً بين صفوف عناصر التنظيم الذين قطعوا كل الطرقات في القائم؛ من أجل نقل جرحاهم إلى مستشفى القائم الذي غصت ردهاته بالمصابين والأشلاء.
الجدير بالذكر أنه في الحروب السابقة التي خاضتها أمريكا في العراق وأفغانستان، كان ضباط الجيش الأمريكي يتمركزون في القرى والمدن ويشرفون على مشاريع الأعمال المدنية، وبهذا تم بناء علاقات مع السكان المحليين الذين أبدوا استعدادهم لتبادل المعلومات؛ إلا أن العلاقات التي بنيت في العراق خلال العقد الماضي، لم تبقى على حالها عندما غادرت القوات الأمريكية في عام 2011، إذ مع رحيل الأمريكيين، غادر عدد كبير من الجواسيس البلاد أيضاً.
وتحاول العمليات الخاصة الأمريكية ومسئولون بالاستخبارات إعادة بناء هذه الاتصالات الآن، ولكن على نطاق أضيق بكثير وتحت ظروف مختلفة في العراق، وهناك استثناء وحيد في سوريا، وهو أن الولايات المتحدة تعمل مع المقاتلين الأكراد السوريين هناك لتحديد أهداف التنظيم وقصفها.
وأشارت "فورين بوليسي"، إلى أنه يجب القضاء على البغدادي وأن هناك حاجة ماسة لملاحقته، فعندما تقوم بقتل الزعيم، سيتضاءل الخطر، على حد وصفها، ومنذ بدء الضربات الجوية، تكيف عناصر التنظيم مع الوضع الجديد وباتوا يختبئون في المناطق والأحياء الأكثر ازدحاماً بالسكان، وقللوا من استخدامهم للاتصالات ولم يقوموا بأي تحركات كبيرة

كان تقرير صدر عن شركة معلوماتية أمريكية، قال إنه على الرغم من الكم الهائل من الدعاية والتحليل لتنظيم "الدولة"، من بداية ظهوره عام 2011، إلا أنه من الصعب إيجاد معلومات حول قيادته وهيكلته.
وأضاف التقرير أن البغدادي حاصل على موقف "السلطة دون منازع"، وليس بحاجة إلى أن تكون لديه رؤية وأنه رغم عدم معرفة مكان وجوده، إلا أنه يعتقد أن البغدادي يدير التنظيم من معقله في مدينة الرقة السورية ويقضي بعض الوقت في الموصل بالعراق.
وأشار التقرير إلى قول خبير الإرهاب كولن كلارك: إن "عدم نجاح ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حتى الآن باستهداف البغدادي يعود إلى نقص المعلومات الاستخباراتية التابعة للأجهزة الأمريكية، وافتقار خطة أوباما في الحرب على داعش للتكتيك السليم، وعدم وجود استراتيجية واضحة يسير على خطاها التحالف".
أحد المحللين الاستراتيجيين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية توماس ساندرسون يقول: إن الولايات المتحدة تسعى لبناء شبكات من العلاقات اللازمة لجمع الاستخبارات من خلال عناصر على الأرض في العراق وسوريا، ولكن هذا العمل صعب.
وأكد ساندرسون أنه يجب القضاء على البغدادي حيث قال: "هناك حاجة ماسة لملاحقة البغدادي، فعندما تقوم بقتل الزعيم، سيتضاءل الخطر".
ومنذ بدء الضربات الجوية، تكيف عناصر داعش مع الوضع الجديد وباتوا يختبئون في المناطق والأحياء الأكثر ازدحاماً بالسكان، وقللوا من استخدامهم للاتصالات ولم يقوموا بأي تحركات كبيرة.
يقع الآن على الولايات المتحدة، مسئولية كبيرة في كيفية تحديد موقع البغدادي، كما يجب عليها تحديد دور البغدادي وهل يمثل العمود الفقري للتنظيم؟ أم هناك بديل آخر له، وما هي آلية عمل التنظيم؟ من هم سماسرة السلطة الحقيقية؟ في حال الوصول إلى حقيقة هذه المعلومات سيكون من السهل استهداف زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أولاً، للقضاء على داعش