عنصرية وانتهاكات أردوغان.. شمال سوريا منطقة لا تلائم عيش الأكراد

السبت 26/أكتوبر/2019 - 02:10 م
طباعة عنصرية وانتهاكات أميرة الشريف
 
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبريره القذر للعدوان علي سوريا، حيث زعم أن نزوح عشرات الآلاف من المواطنين الأكراد بعائلاتهم وأطفالهم شمال شرق سوريا هو بسبب أن المناطق صحراوية تلائم عيش المواطنين العرب ولا تلائم أسلوب حياة المواطنين الأكراد .
وتوعد أردوغان في تصريحاته، السبت الماضي، لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT، المسلحين الأكراد إن ظهروا في المنطقة الآمنة بسوريا بعد فترة الانسحاب بأن تركيا ستستخدم حقها في سحقهم.
وشن الجيش التركي علي مدار أسبوعين هجوما على "وحدات حماية الشعب"، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لإبعاد هذه الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، عن الحدود الجنوبية لتركيا، ثم توقفت العمليات بعد اتفاق مع الولايات المتحدة. 
وكان صب أردوغان، الخميس الماضي جام غضبه على أعضاء من الكونجرس الأميركي طالبوا بسرعة إصدار تأشيرة دخول لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني، كي يتسنى له زيارة الولايات المتحدة وبحث الموقف في بلاده.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية رفضت، الخميس، العرض الروسي بالانسحاب من مناطق في شمال سوريا، مقابل وقف العدوان التركي، بحسب ما نقل المرصد السوري عن مصادر قيادية في قسد.
وأوضح المرصد أن قيادة "قسد" رفضت العرض الروسي بانسحاب قواتها من الحدود أو فتح المجال لهجوم تركي، واعتبرت ذلك "ابتزازا مرفوضا بشكل قاطع، ولا يتناسب مع حجم ودور روسيا كدولة عظمى وفاعلة في الملف السوري".
من جانبها أكدت القوات الكردية أن عناصرها معنيون بالدفاع عن الحدود والشعب السوري مهما كان الثمن، وأن المشكلة تكمن في الإطار السياسي الذي يجب أن تلعب روسيا فيه دورا فاعلا لإيجاد حل سياسي.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أعلن في وقت سابق الخميس، أن القوات الكردية بدأت الانسحاب من مناطق في سوريا قرب الحدود التركية، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء.
في حين نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن مصدر بوزارة الدفاع قوله، إن موسكو سترسل قوات إضافية قوامها 276 من الشرطة العسكرية و33 وحدة من العتاد العسكري إلى سوريا خلال أسبوع.
يذكر أن انتشار الشرطة العسكرية الروسية كان قد بدأ الأربعاء، على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، بموجب اتفاق مع تركيا لإخراج المقاتلين الأكراد من المنطقة، بحسب ما أعلنت موسكو.
ويشكل وصول الشرطة إلى كوباني بداية تمهد أيضا لدخول قوات أمنية تابعة للنظام السوري وأخرى روسية لإبعاد وحدات حماية الشعب 30 كيلومتراً على الأقل في عمق سوريا بموجب الاتفاق الروسي التركي.
ووفق تقارير إعلامية، تمثل كوباني رمزية خاصة للمقاتلين الأكراد الذين حاربوا مسلحي تنظيم "داعش"، عندما كانوا يحاولون الاستيلاء على المدينة في 2014-2015 في واحدة من أشرس معارك الحرب السورية.
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد أعلن الخميس، أن تركيا والفصائل الموالية لها مستمرة في شن هجمات على الجبهة الشرقية لمنطقة رأس العين رغم إعلان الأتراك انتهاء العمليات العسكرية.
وانتقدت تركيا الولايات المتحدة لمعاملتها قائد قوات سوريا الديمقراطية "كشخصية سياسية شرعية"، مما يبرز استمرار التوتر مع واشنطن رغم انتهاء العملية العسكرية التركية في سوريا.
وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون: "نشعر بقلق بالغ إزاء معاملته، هذا الشخص زعيم بارز في حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة وآخرون منظمة إرهابية، وهو هارب من العدالة".
وطالب عبدي الجهات الضامنة (روسيا وأميركا) لوقف إطلاق النار، القيام بمسؤولياتها في لجم الأتراك وإيقاف عملياتهم.
كما ناشدت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، أميركا بالتدخل لوقف العدوان، مؤكدة أن تركيا ووكلاءها ما زالوا ينتهكون وقف إطلاق النار، شمال سوريا.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد بدء العملية العسكرية التركية في سوريا، لكن ترامب لمح الأربعاء إلى أنه سيعقد اجتماعه المقرّ مع أردوغان 13 نوفمبر المقبل في البيت الأبيض.

شارك