نشرت صحفية «ديلي ستار» البريطانية، تقريرًا السبت 2 نوفمبر 2019، ناقشت فيه كيفية خيانة تنظيم القاعدة لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، ومشاركتها في مقتله.

«القاعدة» خانت «البغدادي»

وأشارت الصحيفة، إلى أن «البغدادي» كان قد لجأ إلى محافظة إدلب، التي تهيمن عليها الجماعات المرتبطة بالقاعدة، واختبأ لديهم، معتبرة أنه اختار هذه المنطقة كـ«غطاء مثالي».

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن تنظيم القاعدة خان «البغدادي»؛ مضيفة أنه ربما تم التضحية به من قبلهم؛ لإضعاف عناصر تنظيم داعش المنافسين لهم.

ونقلت الصحيفة عن ديفيد أوتو، خبير مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في جلوبال ريسك الدولية، قوله: «عليك أن تختبئ في مكان لا يتوقعه منك أحد»، مشيرًا إلى اختيار زعيم داعش لمكانه في منطقة القاعدة.

ويرى «أوتو» أيضًا، أنه ربما يكون جهاديي تنظيم القاعدة، كشفوا عن موقع أبو بكر البغدادي، لتعزيز أنفسهم وإضعاف خصومهم الإرهابيين.

وأشار الخبير في مكافحة الإرهاب، إلى أن هناك منافسة بين داعش والقاعدة، وربما أخفى «البغدادي» نفسه في منطقة إدلب، باعتبارها أنها مكان آمن بالنسبة له، مشددًا على أنه «ثبت خطأه».

ونوه التقرير، إلى أنه على الرغم من اعتراف «داعش» بمقتل الزعيم السابق أبو بكر البغدادي، والمتحدث السابق أبي الحسن المهاجر، الخميس 31 أكتوبر 2019، وإعلانه تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي قائدًا جديدًا له، إلا أن المقاتلين حذروا الولايات المتحدة الأمريكية من الابتهاج بالأخبار.

وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه تأكيدًا لدور الزعيم الجديد، قال «داعش» إن «كل من يفي بما تعهد به مع الله، فسوف يضفي عليه مكافأة عظيمة».

هيئة تحرير الشام

من جهته، أعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي، الذي يتولى جمع المعلومات الاستراتيجية عن قادة داعش، الاثنين 28 أكتوبر 2019، أن هيئة تحرير الشام، والتي يتزعمها أبو محمد الجولاني، ساعدت في تحديد مخبأ «البغدادي».

وذكرت المخابرات العراقية، أن هيئة تحرير الشام كان لديها معلومات قبل عدة أشهر عن وجود «البغدادي» في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، مؤكدة أنها خصصت مجموعات من عناصرها للبحث عنه.

وأضافت المخابرات، أن الهيئة ألقت القبض على أبو سليمان الخالدي، أحد ثلاثة مقربين من زعيم التنظيم في إدلب، كانوا يجلسون معه عندما ظهر في فيديو مصور، أبريل 2019.

«القاعدة» تستغل مقتل «البغدادي»

وبحسب صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية، في تقرير، الخميس 31 أكتوبر 2019، فإن تنظيم القاعدة والمنتسبين له، لم يعلقوا على مقتل «البغدادي»، إلا أنهم بعد ساعات من انتشار خبر موته، قاموا بالاحتفال ومناقشة ما يعنيه هذا الأمر بالنسبة لمستقبل الجهاد.

وأشارت الصحيفة، إلى أن كثيرًا من مقاتلي «داعش» جاءوا من تنظيم القاعدة، موضحة أن الأخير منح أفضل وأكبر فرصة بعد مقتل القائد لإعادتهم تحت مظلته من جديد.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في كلمة ألقاها الأحد 27 أكتوبر 2019، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية، في إدلب شمال سوريا، بعدما فجر سترة ناسفة في نفسه؛ خوفًا من إلقاء القبض عليه.

واعترف تنظيم «داعش» الإرهابي، الخميس 31 أكتوبر 2019، بمقتل «أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، وأبي الحسن المهاجر، الرجل الثاني به».

كما أعلن التنظيم عن تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة لـ«البغدادي»، وأبي حمزة القرشي، متحدثًا باسمه، وفقًا لما نقلت وكالة رويترز، عن نسخة صوتية من وسائل إعلام تابعة لـ«داعش».