الملثمون.. ورقة «جنرال إيران» لقمع انتفاضة الشارع العراقي
الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 02:03 م
طباعة
علي رجب
دخل العراق مرحلة الاغتيالات وعودة الملثمين لاستهداف السياسيين المؤيدين لحراك الشارع، الذي ضاق ذراعًا بالهيمنة والوصاية الإيرانية على مفاصل الدولة، إذ كشف المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، عن رصد تحركات مريبة لمسلحين مجهولين في محيط مكان إقامة «العبادي»، محذرًا من استهداف القادة العراقيين؟
وقال المكتب الإعلامي للعبادي، فى بيان مساء الجمعة الأول من نوفمبر الجاري، في بيان له: إنه تم رصد تحركات مريبة لمسلحين مجهولين تترصد مكان إقامة العبادي، وحدث أن تولت حمايته الانتشار وتأمين الموقع.
وأكد البيان: أنّ العبادي في منزله ولم يغادره، ومستمر بالعمل لخدمة القضايا الوطنية، وإيقاف حملات القتل والترويع للنشطاء والمتظاهرين السلميين، ولن تزيده محاولات الترهيب وإيصال الرسائل الخشنة.
في 6 أكتوبر الماضي تعرضت العديد من مكاتب القنوات الفضائية، للهجوم من قبل مسلحين، إذ هاجموا مكتب قناة «العربية» في بغداد، كما تداول عراقيون صورًا ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مجموعة من المسلحين الملثمين يطلقون النار على المتظاهرين، وهم يركضون هربًا من الرصاص الحي، ومقاطع أخرى تظهر سيارات تدهس المحتجين.
وأبدى العديد من المتظاهرين تخوفهم من لجوء «ميليشيا مجهولة» إلى تنفيذ سلسلة اغتيالات، واستهداف النشطاء ومسؤولين في الحكومة، رافضين قرار إقالة قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي.
وكشف الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي صباح الخزاعي، عن وجود ملثمين يستهدفون المتظاهرين والاحتجاجات، وقال عبر حسابه على موقع «تويتر»: «الملثمون.. الملثمون.. مَنْ هُم هؤلاء؟ يصطادون المتظاهرين في شوارع بغداد الثائرة!».
وأضاف الخزاعي: إنهم من «سرايا الخراساني» و«سرايا سيّد الشهداء» وهما من أكثر الميليشيات ولاء لقاسم سليماني! أين المجتمع الدولي؟ ألا يستحق الأمر منكم أن تدافعوا عن العراقيين الأبرياء؟.
كذلك أكد الإعلامي العراقي عمر الجنابي عبر حسابه على «تويتر» أن المتظاهرين في بغداد يقولون إن فصيل سرايا الخراساني التابع لقاسم سليماني هو من أطلق النار عليهم.
وتابع: «كثير من الأصدقاء سجنوا واختفوا وقتلوا بلا أي ذنب، وحتى الآن كثير من العائلات لا تعرف مصير أبنائها، سيبقى العراقي يعيش بدوامة الخوف والعنف ما لم ينتهي النظام».
وقد استيقظت مدينة البصرة جنوبي العراق، 3 أكتوبر الماضي، على وقع جريمة نكراء طالت الناشطين حسين عادل المدني وزوجته سارة، إذ وجدا مقتولين بطريقة بشعة في منزلهما وسط منطقة الجنينة.
وأفاد مسؤولون أمنيون بمقتل الناشط ورسام الكاريكاتير العراقي حسين عادل وزوجته سارة الخميس، على يد مسلحين اقتحموا منزلهما في مدينة البصرة جنوب العراق.
كما قال الإعلامي العراقي سفيان السامرائي، عبر «تويتر»: عصابات وميليشيات السيستاني والخامنئي ستقتحم المظاهرات من جهة السعدون للتصادم مع المتظاهرين في التحرير عبر سيارات رباعية الدفع أطلقتها كتل حزبية بينها ميليشيات بدر والمهندس والخزعلي ومقتدى.
وأوضح الإعلامي العراقي أن القتل الممنهج ضد الثوار العراقيين جاء بإيعاز من قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني) الذي اجتمع ظهرا بخلية الأزمة، وقرر سحق المظاهرات فجرًا.
من جانبه، يقول الدكتور محمد بناية، الباحث المختص في الشأن الإيراني: إن لجوء إيران إلى سياسة الاغتيالات أمر وارد بقوة، فهي سياسة إيرانية معروفة استخدمها الحرس الثوري في بداية الثورة الإيرانية لاغتيال معارضي نظام الخميني في ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح بناية في تصريح لـه أن كل تقارير المعارضة الإيرانية والنشطاء العراقيين تؤكد أن إيران تلعب دورًا في حمامات الدم التي أريقت في الشارع العراقي، وأن قاسم سليماني يدير عملية قمع، وإنهاء انتفاضة تهدد النظام السياسي في العراق، وتعيد هيكلته وبنائه من جديد وهو ما قد تخسر معه إيران نفوذها وهيمنتها على دولة الرافدين.
ولفت الباحث في الشأن الإيراني إلى أن هناك جيلًا جديدًا في العراق يريد نظامًا سياسيًّا يعيش فيه حرًا وكريمًا وذا سيادة، وليس نظامًا خضاعًا للهينة والوصاية من قبل طهران وأذرعها المسلحة.