طهران تسعى لالتهام كعكة إعادة الإعمار في سوريا

الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 02:05 م
طباعة طهران تسعى لالتهام إسلام محمد
 
أعلنت طهران أنها أبرمت اتفاقًا مبدئيًّا مع سوريا، السبت 2 نوفمبر؛ لإعادة بناء شبكة الكهرباء المحلية.



وذكرت ذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء، أن وزيري الكهرباء في البلدين وقعا مذكرة تفاهم في طهران، تشمل تشييد محطات كهرباء، وخطوط نقل، وتقليص الخسائر في شبكة الكهرباء السورية، وإمكانية ربط شبكة الكهرباء بالبلدين عبر الأراضي العراقية.



وقال وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي: إن شبكة الكهرباء السورية تلف أكثر من نصفها، وإن دور طهران مهم في إعادة إنشائها.

ومن جانبه، قال أسامة الهتيمي، الخبير في الشأن الإيراني: إنه تكشف جليا لكل المتابعين، ومنذ اللحظة الأولى للتدخل الإيراني في سوريا، أن العامل الأيديولوجي لم يكن هو الدافع الرئيسي فحسب لهذا التدخل، وإن هناك ثمة أسبابًا أخرى، يأتي على رأسها العامل الاقتصادي، إذ أدركت إيران أن من أهم النتائج المحتملة للحرب التي اندلعت في سوريا بعد عسكرة الثورة هو انهيار في العديد من بُنى الدولة ومؤسساتها، ومن ثم فإن إيران لابد وأن تكون على أتم الاستعداد للمشاركة في أكبر قدر من عمليات إعادة الإعمار.



وأضاف في تصريح لـه أن إيران سارعت منذ السنوات الأولى لتدخلها والاصطفاف بجانب النظام السوري بقيادة بشار الأسد إلى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الاقتصادية في العديد من المجالات، أهمها النقل والاتصالات والكهرباء، وهي الاتفاقيات التي لم يتم البدء في تنفيذ أغلبها نظرًا لظروف الحرب، وعدم الاستقرار، وهو ما يدلل على أن إيران كانت تقصد بالدرجة الأولى تحقيق الأسبقية، وعدم الدخول في منافسة مع شركات أخرى للقيام بهذه المهام.



وتابع أنه على الرغم من أن لجوء كل من إيران والنظام السوري إلى الاستعانة بالدور الروسي عام 2015 لم يكن ترفًا، فإن إيران تضررت على المستوى الاقتصادي بشكل كبير من الوجود الروسي الذي استطاع أن يحقق دعمًا كبيرًا للنظام السوري، الأمر الذي شجع روسيا على أن يكون لها نصيب الأسد من الكعكة الاقتصادية في سوريا، لتصبح موسكو المنافس الأقوى واللدود للنفوذ الاقتصادي الإيراني في سوريا.



واختتم الخبير في الشأن الإيراني قائلا: إن إيران ومع التطورات الجديدة الحادثة على الأراضي السورية، واستشعار الأطراف المعنية أن الوضع آخذ في التحسن، بعد أن اتسعت الرقعة الجغرافية التي له السيطرة عليها، تسعى إلى تفعيل الدور الاقتصادي، والبدء في مرحلة إعادة الإعمار؛ لتحقق ربما من وراء ذلك ثلاثة أهداف، الأول يتعلق بالشأن السوري؛ حيث التأكيد على النصر السياسي لحليفها السوري، والثاني يتعلق بها ذاتها؛ حيث كسر العزلة الدولية التي أرادتها لها أمريكا، فضلًا عن الإشارة إلى قدرتها على إقامة مشاريع، والثالث هو ضمان نصيبها من الكعكة السورية.

شارك