العملية الأولى تحت لواء زعيمه الجديد.. «داعش» يبحث عن إعادة إنتاج الذات

الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 02:30 م
طباعة العملية الأولى تحت شيماء يحيى
 
محاولة جديدة تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي لإثبات الوجود عقب مقتل زعيمه «أبي بكر البغدادي»، إذ هاجم مسلحون تابعون للتنظيم، مساء الخميس 31 أكتوبر، نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي شمال بغداد؛ ما أسفر عن مقتل جندي، وإصابة خمسة آخرين.



ووفقًا لبيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة العراقية، قام مسلحون تابعون لـ«داعش» بالهجوم على نقطة التفتيش في بلدة الطارمية على بعد حوالي 60 كم شمال بغداد.



وذكر البيان أن مقاتلي «داعش» استخدموا أسلحة خفيفة وعبوتين ناسفتين، عندما هاجموا نقطة التفتيش، فيما أعلن التنظيم الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم في بيان أصدره الجناح الإعلامي للتنظيم.

الهجوم الأول 

يعتبر هذا الهجوم، الأول عقب إعلان تولي إبراهيم الهاشمي القرشي زعامة التنظيم خلفًا لأبي بكر البغدادي، الذي قُتل في هجوم لقوة أمريكية خاصةً شمالي سوريا على مقر اختبائه.



وكان «داعش»، قد اعترف الخميس 31 أكتوبر، في تسجيل صوتي على لسان المتحدث الجديد باسم التنظيم «أبي حمزة القرشي» بمقتل زعيمه أبي بكر البغدادي، ونائبه أبي الحسن المهاجر، كما أعلن اختيار الزعيم الجديد.

باقية وتتمدد

تمثل الاحتجاجات التي يشهدها العراق أحد الأسباب الرئيسية التي من المحتمل أن يستغلها التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في الداخل العراقي، وذلك بعدما تم القضاء عليه بصورة شبه كاملة في عام 2017 بعد معركة الموصل.



واستغل «داعش» حالة الفوضى والفراغ الأمني التي تعيشها البلاد من مظاهرات ضد تردّي الأوضاع المعيشية، وهي المظاهرات التي تطالب باستقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، والتنديد بالتدخل الإيراني في العراق، لإعادة إنتاج ذاته، خاصةً أن العراق يمثل رمزية للتنظيم.



وبعد إعلان القضاء على وجود التنظيم في العراق بمعركة الموصل في يوليو 2017؛ والتي أدت إلى إنهاء وجود الخلافة المكانية للتنظيم، كانت هناك بعض الهجمات المتفرقة التي قام بها عناصره في محاولات لإثبات الوجود، ففي 25 يوليو 2018 شنوا هجومًا على بلدات عدة من محافظة السويداء جنوب سوريا أسفر عن مقتل 150 شخصًا، وفى 24 أكتوبر 2018 شن التنظيم هجومًا لاستعادة الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرته شرق سوريا؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، واستيلاء التنظيم على الأراضي الواقعة على طول الحدود العراقية، وفي 17 يناير 2019 نفذ التنظيم هجمات واسعة النطاق شمال شرق نيجيريا؛ ما أدى إلى تشريد أكثر من 8000 شخص.



وعقب معركة «الباغوز» فوقاني في سوريا فبراير 2019، والتي أنهت وجوده فى سوريا، شن التنظيم عمليات عدة في أنحاء متفرقة، أبرزها في 21 أبريل 2019؛ إذ تبنى تفجيرات انتحارية على 3 كنائس و3 فنادق في كولومبو، بسيرلانكا، أسفرت عن مقتل 250 شخصًا على الأقل.



وفي تصريح سابق لـ«المرجع» قال الباحث في الِشأن السياسي، محمد ربيع الديهي: إن مقتل «البغدادي» أثار تساؤلًا مهمًّا حول مستقبل تنظيم داعش، ومقتل «البغدادي» لن يؤثر كثيرًا على مستقبل التنظيم، فالجميع كان يُدرك أن «البغدادي» لم يكُن القائد الذي يُدير شُؤونه، وإنّما مُجرّد واجهة أو رمز، ولذلك سيكون التنظيم خلال الفترة القادمة أكثر عنفًا ودموية، من خلال عمليّات انتقاميّة لمَقتل زعيمه في أكثر من مكانٍ في العالم.



وأكد أنه لا يمكن تجاهل التهديدات التي أطلقها أعضاء التنظيم بالرد والانتقام من الولايات المتحدة؛ نتيجة مقتل قائد التنظيم، فمن المؤكد أن الذئاب المنفردة ستقوم بدور كبير جدًّا من خلال تنفيذها بعض العمليات التي ترغب من خلالها أن تثبت ولاءها لقائد التنظيم الجديد، ولإثبات أن فكر التنظيم مازال موجودًا.

استمرار أيديولوجية داعش

ويقول عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، في تصريح لـه: إن هناك قوى خارجية من مصلحتها استمرار الإرهاب في العراق، وهناك احتمالية لعودة «داعش» مرة أخرى، لكن تحت مسمى آخر، فالقرشي الآن، يخلف البغدادي، وأيديولوجية «داعش» ما زالت قائمة، والخطورة هنا في احتمالية انتشار فكر التنظيم بشكل كبير في العالم العربي والعالم الإسلامي.



ويرى «عطا» أن الأفكار لا تنتهي، بل تظل باقية ومستمرة، لكن المسميات تختلف فهناك تنظيمات مختلفة، وموقف المنتمين لـ«داعش» من الدول الأوروبية والأمريكية غير معلوم، فإما أن يتم ردهم لبلادهم، ومحاكمتهم وفق قوانين بلادهم، أو يتم وضعهم في سجون تحت حراسة الأكراد.

شارك