من أجل تجديد دمائها.. «الشباب» تجبر سكان جنوب الصومال على تعلم اللغة العربية
الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 02:51 م
طباعة
أحمد عادل
أطلقت حركة «الشباب» الإرهابية في الصومال السبت 2 نوفمبر الجاري، حملة بين سكان بعض الأقاليم الصومالية الخاضعة لسيطرتها لتعليم اللغة العربية، وبخاصًة سكان الأقاليم الجنوبية الحدودية مع كينيا؛ ما فسره محلل سياسي بأنه يحمل دوافع غير معلنة للحركة تتمثل في رغبتها في تجنيد المزيد من العناصر للانضمام إلى صفوفها.
وبحسب موقع «الصومال الجديد»، أكد القيادي في الحركة محمد أبو عبد الله، أن الحملة تأتي في إطار مساعدة سكان الأقاليم الجنوبية لفهم الدين الإسلامي، وأنه أصدر تعليماته إلى جميع المدارس في تلك الأقاليم لاستخدام المناهج المكتوبة باللغة العربية، كما وجه تحذيرات من تجاهل هذه التعليمات، وأصدر تعليمات للتجار بإزالة اللافتات المكتوبة باللغة المحلية، واستبدالها بأخرى مكتوبة بالعربية.
وبالنظر إلى الوضع في جنوب الصومال، تصاعدت في الأسابيع الأخيرة وتيرة العنف والهجمات التي تشنها الحركة، فضلًا عن توسع مساحة تحركاتها، مستغلة الفراغات والاضطرابات الأمنية.
وبرزت العمليات الإرهابية للحركة في جنوب الصومال، في يوليو الماضي، شن عناصر الحركة هجومًا إرهابيًّا، على فندق في مدينة كيسمايو الساحلية؛ ما أدى إلى مقتل 26 شخصًا، وفي مطلع أغسطس الماضي قُتل خمسة أشخاص في هجوم انتحاري مزدوج بسيارتين ملغومتين على قاعدة عسكرية بمنطقة شبيلي السفلى جنوب البلاد، وفي 26 أغسطس من نفس الشهر، لقي اثنان من قوات الشرطة الصومالية مصرعهما إثر استهداف دراجة نارية، كانا على متنها، بلغم أرضي بالقرب من مدينة ونلوين.
ويعد إقليم جوبا لاند من أهم الأقاليم المطلة على المحيط الهندي والقريب من الحدود الكينية والإثيوبية، إضافة لما له العديد من المميزات الطبيعية؛ إذ يمر به نهر جوبا، وتبلغ مساحته 110 آلاف كم تقريبًا، ويبلغ تعداد سكانه حوالي المليون ونصف المليون نسمة، ويوجد به إحدى كبريات المدن الصومالية، كسمايو، التي تعد البوابة البحرية الجنوبية للصومال.
وتعتبر كينيا، من أبرز الدول المتداخلة في إقليم جوبالاند، لما يمثله من أهمية قصوى لأمنها القومي، كونه معقلًا رئيسيًّا لعناصر الحركة المسلحة، الذين يتخذونه نقطة انطلاق نحو تنفيذ العمليات الإرهابية.
من جانبه، قال ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي: إن تلك الحملة تأتي في إطار رغبة الحركة في تسهيل إجراءات ضم وتجنيد عناصر جديدة لها؛ بهدف تنفيذ عمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة.
وأكد «ناصر» في تصريح لـه، أن حركة الشباب المجاهدين تسعى لانخراط تلك العناصر التي تعلمها اللغة العربية في أفكارها وأنشطتها المتطرفة، من أجل ضمان انضمام المزيد من المسلحين.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن الحركة في سعيها الدؤوب لتعريب المناهج وكل أساليب الحياة في المناطق الخاضعة لها في الجنوب الصومالي، لا ترى في ذلك غير أنها في حاجة ماسة ومُلحة لتجديد دمائها، بإلحاق مجندين جدد خاصة من الصبية والشباب، مشيرًا إلى أن هؤلاء المجندين الجدد لن يكونوا معروفين لدى قوات الجيش والشرطة، ومن ثم يصبح من السهل قيامهم بعمليات إرهابية.