في ولاية غلمدغ.. «الشباب» الإرهابية تراقب صراع الحكومة الصومالية و«أهل السنة»
الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 02:17 م
طباعة
أحمد عادل
احتدم الصراع بين قوات الحكومة الصومالية وما يسمى تنظيم أهل السنة والجماعة، في مدينة دوسمريب، التابعة لولاية غلمدغ الواقع في وسط الصومال، وسط تحذيرات الأوساط الصومالية، من تدفق عناصر الحركة الارهابية المسماة بشباب المجاهدين، و محاولة قفزها على الصراع الدائر .
تعود بداية الأزمة الى الأحد 24 أكتوبر 2019، حينما فتح جندي من القوات الحكومية، النيران على مقر الشيخ محمد شاكر رئيس حكومة ولاية غلمدغ، وعلى الفور تحركات عناصر إرهابية تابعة لأهل السنة؛ للرد على قوات الحكومة الفيدرالية، واستولت على مقر إدارة مدينة دوسمريب عاصمة ولاية غلمدغ.
وتعتبر ولاية غلمدغ إحدي الولايات المتصارع عليها من قبل فهد ياسين رجل قطر في الصومال، وإدارة تنظيم أهل السنة والجماعة، والتي تعاني منذ فترة كبيرة من الانقسامات والأزمات السياسية.
وكان رئيس حكومة غلمدغ، الشيخ محمد شاكر وأحد رموز تنظيم أهل السنة والجماعة في الأقاليم الوسطى في الصومال، صرح في خطاب ألقاه في مناسبة عيد الاستقلال والوحدة، التي أقيمت في عاصمة الولاية دوسمريب، أنهم يسعون إلى تشكيل ولاية موحدة تتعاون مع الحكومة الفيدرالية غير معارضة لها.
تطور الأزمة.. وحجم أهل السنة
تطورت الأزمة في اليوم الثاني لاندلاعها، اي الإثنين 25 أكتوبر 2019، حيث نقلت الحكومة الفيدرالية أفراد القوات الصومالية الخاصة إلى مدينة دوسمريب، لتأمين الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء حسن علي خيري إلى المدينة بهدف حل الخلاف القائم بين حكومته وعناصر ما تسمى جماعة أهل السنة ، ولأن العلاقة بين الطرفين متوترة منذ توصلا إلى اتفاقية بشأن ترتيب الأوضاع في إقليم غلمدغ، فالخلاف وصل ذروته بعد تعيين الحكومة الفيدرالية لجنة لتسيير انتخابات ولاية غلمدغ دون الاستشارة مع "أهل السنة" التي وصف ما قامت به الحكومة خرقا للاتفاقية المبرمة بين الطرفين،
ولعبت جماعة أهل السنة والجماعة، دورًا كبيرًا في التصدي لحركة شباب المجاهدين من مناطق وسط الصومال باتجاه الولايات الجنوبية عام 2009، ومن مارس 2015 وحتى ديسمبر 2017، كانت هناك حالة من الاقتتال المتقطع بين الحكومة والجماعة، وانتهى الأمر بتوقيع "اتفاقية جيبوتي" في ديسمبر 2017، الذي ينص على ضرورة إشراك الجماعة في إدارة وحكم الولاية.
وبحسب موقع الصومال الجديد، حذر حسين شيخ محمود مدير معهد هيرال ( أحد المعاهد ومراكز الدراسات البحثية الأمنية )، الأحد 3 نوفمبر 2019، في مقابلة مع إذاعة غوب جوغ المحلية في مقديشو، من تداعيات الصراع الدائر في ولاية غلمدغ بين الحكومة الصومالية وتنظيم أهل السنة والجماعة.
وأكد مدير معهد هيرال، أن ما تقوم القوات الحكومية الصومالية، من خلال العمليات العسكرية التي أطلقتها في خلال الـ24 ساعة الماضية، وانتزاعها السيطرة على مدينتي متبان في إقليم هيران وغري عيل في إقليم غل غدود من تنظيم أهل السنة والجماعة إلى أن ما يجري سيلحق ضررا بجهود تشكيل إدارة ولاية غلمدغ.
من جانبه، قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الإفريقي: إن ولاية غلمدغ تشهد منذ فترة صراع بين الحكومة الصومالية وأهل السنة والجماعة، وعلى أثر ذلك الصراع، من المحتمل أن تنتقل عناصر حركة الشباب إلي ولاية غلمدغ.
وأكد عزالدين في تصريح خاص له، أن ولاية غلمدغ تتمتع بموقع متميز بالنسبة لعناصر حركة الشباب؛ حيث تقع بالقرب من سيطرة مسلحي الحركة التابعة لتنظيم القاعدة، ومن السهل الهيمنة على تلك الولاية باستغلال حالة الانقسام السياسية العسكرية بين تنظيم أهل السنة والحكومة الفيدرالية .
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن ذلك الوجود لعناصر الحركة الإرهابية، سيعطي سهولة لها في شن وتنفيذ عمليات إرهابية على جيبوتي وإثيوبيا؛ حيث تعتبر ولاية غلمدغ قريبة من الدولتين المشار إليهما في السابق.