«اتفاق الرياض».. طوق نجاة اليمن في بحر الفوضى الحوثي
الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 12:51 م
طباعة
نورا بنداري
يستعد اليمن- الثلاثاء 5 نوفمبر2019 برعاية سعودية وتنسيق إماراتي- لتوقيع "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بهدف توحيد اليمنيين من أجل التخلص نهائيًا من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ولهذا تفاعل اليمنيون من خلال موقع «تويتر» مع هذا الحدث، مؤكدين ثقتهم بدول التحالف العربي من أجل دعم أمن واستقرار اليمن، بل ورفع يمنيون أعلام كل من الإمارات والسعودية في مدينة «عدن»، كتعبير عن امتنانهم بتوقيع اتفاق الرياض الذي يؤسس لشراكة واسعة نحو استكمال الحرب ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.
وفي إطار ذلك؛ نشرت وسائل إعلام سعودية في 5 نوفمبر 2019، المبادئ الستة التي يرتكز عليها "اتفاق الرياض"، لحل الأزمة في جنوب اليمن وتخفيف معاناة اليمنيين، وتمثلت هذه المبادئ فيما يلي؛ الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي؛ وتوحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لإنهاء انقلاب "مليشيات الحوثي"، ومواجهة تنظيمي «القاعدة و داعش»، وتشكيل لجنة من التحالف بقيادة السعودية لمتابعة تنفيذ الاتفاق، وأيضًا وقف الحملات الإعلامية المسيئة، إضافة إلى مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الحكومة اليمنية لمشاورات الحل النهائي.
وبعدما تم الإعلان عن هذه المبادئ، علق عدد من الناشطين اليمنيين على موقع توتير عليها، حيث أكدوا أن اتفاق الرياض يمثل مشروعًا عربيًا يؤسس لشراكة وثيقة مع مختلف الأطراف الوطنية نحو استكمال مشروع التحالف العربي في محاربة المد الإيراني والتنظيمات الإرهابية.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي «نزار هيثم» في تصريحات صحفية له، أن اتفاق الرياض بمثابة حكم الإعدام لمشاريع الحوثي والإخوان، لأنه بعد تحرير عدن وطرد الحوثيين، حاولت التنظيمات الإرهابية الموالية للإخوان بسط نفوذها على مناطق الجنوب كبديل للحوثيين، لكن تم إفشال مؤامرة الاخوان وتدمير كل مخططات الفوضى بأيدي المقاومة الجنوبية وبدعم لا محدود من الإمارات.
وأشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي «عيدروس الزبيدي» في تصريحاته لصحيفة «الوطن السعودية»، أن اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، وذلك لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا، ورفع المعاناة عن شعبنا، وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.
على جانب الآخر، علق «أنور قرقاش» وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تغريدة له على «تويتر» على الاتفاق، قائلًا: إن تحالف الحزم بقيادة السعودية أثبت حضوره العسكري والسياسي وحافظ على التوازن الاستراتيجي في المنطقة، إضافة إلى أن مراسم توقيع اتفاق الرياض بجهود سعودية استثنائية دليل على حيوية التحالف وقدراته وأهميته.
يذكر أنه بعدما تم التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى في 31 أكتوبر 2019، بدأت عملية إعادة انتشار وتمركز قوات التحالف في عدن بقيادة السعودية، وفي مواقع حيوية أبرزها موانئ المدينة ومطارها وقصر المعاشيق الرئاسي ومواقع أخرى وفقًا لمقتضيات تنفيذ الاتفاق وإعادة ترتيب الأوضاع العسكرية والأمنية في عدن.
ومن المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاق 5 نوفمبر الجاري؛ برعاية العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز» وولي عهده الأمير «محمد بن سلمان»، وبحضور الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، وممثلين عن الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
و أوضح «صالح أبو عوذل» رئيس تحرير صحفية «اليوم الثامن» اليمنية، أن المبادئ التي نص عليها «اتفاق الرياض» الذي تقوده السعودية وبشراكة وثيقة مع الإمارات وبقية الدول العربية التي وقفت في التصدي للمشروع الإيراني والتنظيمات الإرهابية، تمثل عاصفة حزم لصناعة سلام حقيقي يؤسس لمرحلة من الشراكة الوثيقة، ويحصن الانتصارات التي تحققت بتحرير الجنوب من ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية.
وأكد «أبو عوذل» أن اتفاق الرياض جاء ليؤكد على أن السعودية والإمارات، ومن خلال مشروع التحالف العربي يمضيان بثبات نحو مستقبل مشرق وآمن للمنطقة، بعد أن حاولت بعض الأطراف الاقليمية زرع بذور الفوضى والعنف والإرهاب، إلا أن التحالف العربي من خلال هذا الاتفاق، استعاد زمام المبادرة الذي أعاد إلى الأذهان انطلاق "عاصفة الحزم"، بعد أن شعر الجنوبيون أن بلدهم قد سقطت في أتون الفوضى والاحتلال الحوثي - الإيراني، ومن ثم جاء اتفاق الرياض ليشكل لبنة أولى في سبيل اعادة الأمن والاستقرار للمنطقة برمتها، واعادة الاستقرار لن يتم إلا بمنح الجنوبيين حقهم في تقرير المصير.