للمرة الرابعة.. طهران تلعب بالنار وتنديد دولي بالتصعيد «الاستفزازي»
الجمعة 08/نوفمبر/2019 - 09:54 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
خطوات متهورة ولعب بالنار، هكذا يمكن وصف الخطوات التي تقدم عليها طهران، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، مايو 2018، بعد خروج إيران عن الأهداف الفعلية له، واستغلالها رفع العقوبات الدولية عنها في التدخل في شؤون دول الجوار عبر أذرع وميليشيات إرهابية، خاصة تلك التي تضر بمصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
وبدلًا من أن يسلك نظام الملالي طريق المفاوضات مع باقي دول الاتفاق 5+1، إلا أنه اتخذها ذريعة وعاد لممارسة نشاطه النووي، معلقًا تجاربه النووية على القرار الأمريكي رغم الوعود الأوروبية والدولية له.
انتهاك جديد
في انتهاك جديد هو الرابع من نوعه في طريق تقليص طهران التزاماتها تجاه الاتفاق النووي، وبعد انتهاء مدة زمنية حددتها إيران بصورة فردية، أعلن رئيس البلاد حسن روحاني عبر التلفزيون الرسمي، الأربعاء 6 نوفمبر، أنه سوف يعيد تشغيل منشأة فوردو النووية، والتي أقيمت تحت الأرض، مضيفًا أن بلاده ستضخ غاز اليورانيوم مجددًا خلال أجهزة الطرد المركزية بالمنشأة النووية.
وقد أثارت الخطوة الإيرانية الأخيرة ردود فعل دولية واسعة النطاق، إذ تأكد للجميع أن طهران لن تلتزم مطلقًا ببنود الاتفاق النووي.
وظهرت بوادر الاحتجاجات الدولية، في وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء 6 نوفمبر 2019، القرار الإيراني بـ«الخطير»، مضيفًا في مؤتمر صحفي على هامش زيارته الحالية إلى العاصمة الصينية بكين: «للمرة الأولى وبدون تحديد سقف، قررت إيران الخروج من الاتفاق النووي، وهو ما يعد تغييرًا كبيرًا، سأجري مناقشات في الأيام المقبلة»، مشيرًا إلى أنه يجب استخلاص النتائج بصورة جماعية من قبلنا وإيران كذلك.
فيما عقبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان رسمي على الموقف الإيراني قائلة: «لقد تابعنا التقارير الإعلامية المتعلقة بمنشأة فوردو، مفتشو الوكالة يتواجدون على أرض الواقع في طهران، ويراجعون كل الأنشطة ذات الصلة، وسوف يرفعون تقارير عن أي أنشطة في المنشأة لمقر الوكالة الرئيسي في فيينا».
وفي سياق متصل، أكدت "برلين" أن الموقف الإيراني غير مقبول نهائيًا، وطالبت وزارة الخارجية الألمانية طهران بضرورة التراجع بصورة كاملة عن القرار الجديد، وجميع الانتهاكات السابقة للاتفاق النووي.
تصرف غير مبرر
يتخذ نظام الملالي من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في عام 2018، ذريعة للهروب من التزاماته الدولية على الرغم من المواقف المختلفة التي تطالبه بالتفاوض، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 8 مايو 2019، في بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، إذ أكد رغبته في الاجتماع بالقادة الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق ومنح طهران المستقبل الذي تستحقه، مطالبًا قادتها بالتفكير في الشروط الـ12 الأمريكية، والتي توفر أساسًا شاملًا للاتفاقية المقبلة.
وهو ما شدد عليه أيضًا المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران "برايان هوك" في تصريحات صحفية، قائلًا إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد التفاوض على اتفاق نووي جديد مع طهران، وسوف يتم التصديق عليه من قبل الكونجرس كمعاهدة، مشيرًا إلى أن بلاده لا تريد حربًا ولكنها قد تضطر لذلك إذا ما اعتدت "طهران" عليها أو على حلفائها.
كما طالبت دول أوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان رسمي، الجمعة 13 سبتمبر 2019، بضرورة توقف النظام الإيراني عن أنشطته المشبوهة، وإعادة التعاون الكامل مع وكالة الطاقة الذرية، والتوقف عن إثارة القلق لدى الدول الغربية.
ويرى الخبير فى الشئون السياسية رامي العلي، في تصريحات تلفزيونية أن إيران تريد التأثير على الإطار الدولي عبر هذه التصعيد المتتالي، بالإضافة إلى الضغط على الدول الراعية للاتفاق النووي مثل روسيا وأوروبا، خصوصًا أن كلًا منها يشعر بالتهديد من هذه الخطوات المتلاحقة، ولكنها أعلنت رفضًا قاطعًا لما تفعله "طهران".
وأضاف: إنه كان من المفروض أن تقبل الإدارة الإيرانية بشروط واشنطن وتتخلى عن صواريخها الباليستية، والتوقف عن التدخل في شؤون الدول بالمنطقة، ولكن إيران أرادت أن تلعب على حافة الهاوية بهدف الحصول على بعض التنازلات، خصوصًا أنها استطاعت القيام بذلك، ولكنها لم تفهم أنها أمام إدارة مختلفة تمامًا في البيت الأبيض.