أردوغان يواصل خرق الهدنة.. ومطالب أمريكية بتدمير اقتصاد تركيا
الجمعة 08/نوفمبر/2019 - 02:04 م
طباعة
محمد عبد الغفار
في عدوان عسكري نددت به القوى الدولية، اجتاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشمال السوري لتغيير المنطقة ديموجرافيًّا، تمهيدًا للسيطرة بصورة كلية عليه، والبدء في تنفيذ مخطط العثمانية الجديدة أو الوهم الذي يراود أردوغان لإعادة ذكريات أجداده.
وعلى الرغم من سوء الأحوال الداخلية في الدولة السورية، إلا أن أردوغان اصطدم بقوات سوريا الديمقراطية، التي قررت التعاون مع الجيش السوري، والدفاع عن منطقة الشمال، بعد أن نجحت في القضاء على تنظيم داعش في معركة الباجوز.
- مقتل إرهابيين أتراك
وواجه الجيش التركي- منذ إعلانه العدوان على سوريا- مقاومة واسعة؛ حيث نجحت قوات سوريا الديمقراطية في التصدي لهجوم مسلح من إرهابيين موالين لتركيا في بلدة عين عيسى، قرب الحدود السورية التركية، والتي يغلب عليها أكثرية كردية، الخميس 7 نوفمبر 2019.
ووفقًا لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ميليشيات موالية لتركيا بادرت بالهجوم على قرى البلدة، وذلك في محاولة لحصار المقاتلين الأكراد الموجودين بها.
إلا أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية نجحوا في صد الهجوم التركي، والذي استخدمت به الطائرات المسيرة والقصف المدفعي المكثف، واستطاعوا إسقاط 11 إرهابيًّا مواليًا لأنقرة، وإحداث عشرات الإصابات بهم.
ويأتي هذا الهجوم التركي رغم إعلان وقف إطلاق النيران بصورة مؤقتة ما بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية المنتشرة في المنطقة بوساطة أمريكية، 17 أكتوبر 2019، ووفقًا لبيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فإن إدارة أردوغان أسقطت 25 قتيلًا خلال 3 أيام فقط من وقف إطلاق النيران، بعد تكثيفها للهجمات الجوية على مدينة رأس العين.
- مطالب أمريكية بتكثيف العقوبات
مع خرق تركيا المكثف للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس 7 نوفمبر 2019، إدارة دونالد ترامب بضرورة فرض عقوبات صارمة على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد انتهاك بلاده للاتفاق.
وكتب النائبان الديمقراطيان كريس فان هولين وريتشارد بلومنتال وجيان شاهين، والنائبان الجمهوريان لينزي جراهام ومارشا بلاكبيرن، في خطاب إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، قالوا فيه «تقييمًا للمخاطر في شمال سوريا، لم نعد نمتلك الوقت الكافي للسكوت».
وأضاف الخطاب «القوات التركية لم تلتزم بأماكنها المفروضة في الاتفاق، واتجهت إلى مهاجمة القوات الكردية الموجودة خارج نطاق المنطقة الآمنة، في أكثر من مرة هدد الرئيس بتدمير اقتصاد أردوغان إن لم يلتزم، نحن نطالبه باتخاذ عقوبات اقتصادية قوية، وسوف نسعى لإقرارها في الكونجرس».
وتوصلت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إلى قرار بعد أسبوع من انطلاق الغزو التركي للشمال السوري، ويقضي بضرورة إيقاف العلمية العسكرية لمدة 120 ساعة للانسحاب الآمن لقوات سوريا الديمقراطية، ووقف إطلاق النار بشمالي سوريا، وهو ما لم تلتزم به تركيا.
ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، 4 نوفمبر 2019، طالبت الأمم المتحدة من المجتمع الدولي ضرورة عدم التعاطي مع مقترحات الدولة التركية بتوطين عائلات المرتزقة والإرهابيين في الشمال السوري؛ بحجة المنطقة الآمنة.
وطالبت الأمم المتحدة في بيانها بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق؛ بهدف التعرف على ممارسات تركيا والإرهابيين الموالين لها، ودورهم في تهجير المدنيين بعد عدوان نبع السلام.
واعتقد المحلل العسكري الأردني محمد أبو غوش في تصريحات إعلامية أنه لا يوجد خطر على القضية السورية سوى من تركيا؛ نظرًا لأنها تريد أن تقيم حزامًا أمنيًّا على أراضٍ سورية، لذا ما تفعله هو أمر مخالف للقوانين الدولية، ولن تلتزم بأي اتفاق يتم توقيعه.
وتابع المحلل العسكري أن تركيا مع إصرارها على الوجود والهجوم في الشمال السوري لن تجد سوى المقاومة، ولن تكون قواتها في شهر عسل بهذه المنطقة، وسوف تؤدي إلى حرب شاملة بين الدولتين، ولكنها تحاول استغلال الظرف التاريخي.
وأشار أبو غوش إلى أن داعش والإرهاب في الشمال السوري جاء إلى المنطقة عبر دخوله من الأراضي التركية، التي تزعم أنقرة الآن بأنها تريد مقاتلته، ولم يقف ضدهم سوى قسد والجيش السوري والتحالف الدولي، وعلى العكس دعمت أنقرة الإرهابيين، والأكراد هم مواطنون سوريون حملوا السلاح لدعم بلادهم، لذا من حقهم مقاومة الاحتلال التركي.