في ندوة دراسات الشرق الأوسط بباريس: عبد الرحيم علي: أردوغان انفصل في 2001 عن «أربكان» في محاولة لضم تركيا للاتحاد الأوروبي
السبت 09/نوفمبر/2019 - 09:42 ص
طباعة
خاص باريس
قال الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس: إنه منذ أن أسس أربكان حركة الـ«ميللي جوروش»، بدا في تهيئة الأرضية المناسبة في تركيا لتمكين الإسلام السياسي، ففي عام 1970 أسس حزب النظام الوطني (MNP)، الذي لم يلبث وأن تم حله عام 1971، ومن ثم بدأ أربكان في تأسيس حزبه الثاني عام 1972 الذي عُرف باسم حزب السلام الوطني (MSP)، الذي كان مصيره الحل أيضًا عام 1980، عندما استولى الجيش التركي على مقاليد الأمور في البلاد.
جاء ذلك خلال ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، المنعقدة تحت عنوان «كوارث السياسة الخارجية التركية وأخطارها على أوروبا»، حيث أكد أن «أربكان» لم ييأس، فقد عاد مرة أخري عام 1983 بحزب جديد أسماه حزب الرفاه (RF)، الذي حظرته المحكمة الدستورية العليا في تركيا بسبب انتهاكه لبنود الدستور التي تفصل بين الدين والدولة، وحينما كان أربكان وأردوغان وجول محظورين من ممارسة السياسة، قام أعضاء آخرون في حزب الرفاه بتأسيس حزب الفضيلة (FP)، وذلك في أواخر عام 1997، الذي تم حظره أيضًا عام 2001 عن طريق المحكمة الدستورية التركية.
وتابع رئيس دراسات الشرق الأوسط بباريس، حينما تم السماح لأربكان وأردوغان وجول بالعودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى، كان هناك انشقاق واضح بين الجيل القديم بزعامة أربكان والجيل الأحدث في الحركة مثل أردوغان وجول، لذا أصبح أربكان زعيم حزب السعادة عام 2001، بينما بدأ كل من أردوغان وجول في تأسيس حزبهما العدالة والتنمية (AK) في العام نفسه.
وأضاف «علي»، توفي أربكان عام 2011، ولكننا نستطيع أن نقول إن الفكر الإسلامي الذي كتبه أربكان في ستينيات القرن الماضي في بيانه الخاص (المانيفستو)، هو القاعدة الأساسية لحزب العدالة والتنمية الذي أنشأه وترأسه أردوغان فيما بعد، وهو ذاته الفكرة والأيديولوجية التي تستند إليها الحركة الإسلامية التي تحمل اسم «الميللي جروش» والتي أنشئت أساسًا في أوروبا، إلا أنها توسعت ونشطت في الولايات المتحدة وأستراليا، وخرج كل من أردوغان وجول من رحم الـ«ميللي جوروش» (MG)، إلا أنهما انفصلا عنها بسبب صراعات الدائرة الداخلية لأربكان التي كانت تركز على المكاسب المادية لحركة الـ«ميللي جوروش» في أوروبا؛ حيث بلغ دخلهم من الحركة مليون يورو شهريًّا من ألمانيا فقط.
وشارك في الندوة عدد من الخبراء السياسيين وخبراء الإسلام السياسي، منهم الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، وبيير برتلوه، ورولاند لومباردى، وجواكيم فليوكاس وجارين شنورهوكيان.
كما حضر الندوة، لفيف من الخبراء والمهتمين بشؤون الشرق الأوسط وأوروبا، وكذلك عدد من الصحفيين العرب والفرنسيين.