العتبة الرضوية.. الباب السري لتمويل «إرهاب نظام خامنئي»
الأحد 10/نوفمبر/2019 - 09:48 ص
طباعة
علي رجب
كشف تقرير للمعارضة الإيرانية، عن الدور الخفي الذي تقوم به مؤسسة «العتبة الرضوية المقدسة»، في خدمة أهداف نظام المرشد الإيراني، من تمويل ودعم الارهاب والميليشيات الموالية لطهران في الدول العربية والعالم، مطالبًا بوضعها على قوائم الإرهاب.
التقرير الذي يفضح تمويل نظام خامنئي للإرهاب، أعدته اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية « NCRI » وحصل الموقع، على نسخه منه، يؤكد أن نظام الملالي ودون أن يثير أي إهتمام، قد وظف مؤسسة «العتبة الرضوية المقدسة»؛ لتمويل جزء من مدفوعاته في مجال تصدير الإرهاب والتطرف الديني، لاسيما من أجل تجنيد جواسيس محترفين عملاء، إضافةً إلى سرقات ونهب مسؤولي النظام من إيرادات هذه المؤسسة الضخمة، التي بنيت على مر القرون على أساس الأوقاف الشعبية لمزار الإمام رضا، الإمام الشيعي الثامن في مشهد في شمال شرق إيران، والذي يحظى باحترام كبير من قبل الشيعة.
ومن بين أعمال الإمبراطورية المالية للعتبة الرضوية المقدسة، تقديم المساعدة المادية والروحية للإرهابيين في الخارج وعائلاتهم، وتعزيز التطرف الإسلامي، وإيجاد العناصر المحتملة، وتحويلهم إلى جواسيس محترفين، ودعم ميليشيات ومرتزقة النظام الإيراني في مختلف البلدان.
ميزانية العتبة
مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة، إن لم تكن أغنى مجموعة اقتصادية في إيران، تعتبر، وفقًا لمسؤوليها، أكبر أوقاف العالم الإسلامي.
وأوضح تقرير اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن كل النُذر والأوقاف للإمام الشيعي الثامن، كانت تابعة لمؤسسة «قدس رضوي» أو العتبة الرضوية، ويعين المسؤول عنها من قبل الولي الفقيه، ويرأسها حاليًا أحمد مروي.
وتدير مؤسسة «قدس رضوي»، أكثر من 50 شركة كبيرة، و 43٪ من مساحة مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة، من حيث عدد السكان في إيران، أي أكثر من 13 ألف هكتار، كما تمتلك أراضي وحدائق وآبار وقنوات في جميع أنحاء البلاد، وأكثر من 300 ألف مستأجر، من همدان وأذربيجان الشرقية، وجلستان وجيلان إلى طهران، وسمنان ويزد.
وتقدر القيمة التقريبية لأراضي مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة وحدها، ما عدا ممتلكاتها الأخرى، بحوالي 20 مليار دولار، وتـتمتع هذه المؤسسة باستقلالية تامة في حقل النفط الخاضع لسيطرتها، ولها منصات احتكارية خاصة بالنفط، وتتمتع باستقلالية تامة في الاستيراد والتصدير من المنطقة التي تسيطر عليها.
كما أن ملكية جزء من السكك الحديدية، وكذلك الصناعات الثقيلة والصناعات الأم، مثل شركة فولاذ مباركة، وأقسام واسعة من مناجم وموارد البلاد، هو جزء من ملكية مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة.
تمويل الإرهاب
من أهم المؤسسات التابعة للعتبة الرضوية المقدسة، هي منظمة «أفق نو»، والتي فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات في 13فبراير 2019، وتتمثل مهمتها الرئيسية في توفير التغطية الثقافية للأنشطة الإرهابية؛ لقوة القدس، والحصول على معلومات أمنية، وأعمال مثل تجنيد العملاء والميليشيات ووكلاء لفيلق القدس في الدول العربية والأجنبية.
راعية مؤتمرات الارهاب
كذلك تلعب مؤسسـة «العتبة الرضوية المقدسة»، دورًا نشطًا في تقديم الدعم المالي والدعم المادي واللوجستي للجماعات والتيارات الأصولية والإرهابية، التابعة لنظام الملالى منذ سنوات، ولا سيما أن قادة مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة، لديهم اتصالات مكثفة على وجه التحديد مع قادة حزب الله اللبناني والميليشيات الطائفية في العراق.
إبراهيم رئيسي «رئيس السلطة القضائية الآن»، الذي زار لبنان في أواخر يناير 2018 والتقى بقادة حزب الله بشكل خاص، بما في ذلك الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وزار المواقع العسكرية لحزب الله في جنوب البلاد، خلال الأيام الـ200 الأولى من وجوده في مؤسسـة «العتبة الرضوية المقدسة»، وتحديدًا في 14 أغسطس 2016، أطلق برنامجًا بعنوان «الاحتفال بالمقاومة الإسلامية».
في 11 مايو 2019، التقى أحمد مروي، الرئيس الجديد لمؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة، مع عدد من عائلات القتلى في جماعة حزب الله الإرهابية، ووفقًا لصحيفة «أستان» الايرانية اليومية، فقد زار 35 شخصًا من عوائل قتلى مجموعة حزب الله الإرهابية، و28 شخصًا من عوائل قتلى الحشد الشعبي في مشهد، على نفقة العتبة الرضوية.
ونظمت مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة، في 14 أغسطس 2016، أول اجتماع للعتبات المقدسة للعالم الإسلامي؛ بهدف توحيد جبهة الأمة الإسلامية، وتعزيز صفوف المقاومة، وتوسيع ثقافة الاستشهاد، والثبات وحماية الأماكن المقدسة والحجاج، وفق مسؤوليها.
ووفقًا لمسؤولي المؤسسـة، فهناك برامج تسمى «تحت ظلال الشمس»، وهى برامج خاصة تنفذ في أكثر من 20 دول آسيوية وإفريقية وأوروبية مختلفة، بما في ذلك لبنان والعراق والهند وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وجورجيا وهولندا وبنجلاديش، وإندونيسيا وألمانيا، وغيرها من الدول، كما أن المؤسسـة تغطي أيضًا بلدان إفريقية، بما في ذلك زامبيا وناميبيا وساحل العاج وكينيا وتونس وبوركينا فاسو ونيجيريا ورواندا والسنغال وملاوي وأوغندا.
إرهاب إيران في إفريقيا
ولا تقتصر أنشطة مؤسسـة «العتبة الرضوية المقدسة» على تعزيز التطرف واستيعاب العناصر الأصولية على الشرق الأوسط، بل تعدتها؛ لتصل إلى إفريقيا، فقد التقى الملا محمد مهدي سيباوي، رئيس مكتب الاتصالات الدولية والتعاون في المؤسسـة، مع حسن أبو خليل، رئيس حزب الله لشؤون غرب إفريقيا في 19 مارس 2018؛ لمواصلة التعاون وتجنيد أفراد من إفريقيا وسوريا ولبنان.
كذلك ترتبط «العتبة الرضوية» بزعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا والقائد الشيعي المعروف إبراهيم الزكزاكي، الذي تعلم في الحوزة العلمية الإيرانية، منذ تولي الملالي السلطة، ويتبع أسلوب تفكير المرشد علي خامنئي، ويتحدث بصراحة عن إخلاصه لنظام الملالي.
وأكد تقرير المعارضة الإيرانية، أن القمع الداخلي، وتصدير الإرهاب والتطرف، والحروب الإقليمية، هو جزء من الحمض النووي لهذا النظام.
وأضاف التقرير، أن نظام الملالي يستخدم جميع الإمكانات؛ من أجل الحفاظ على بقاء حكمه، مشددًا على أن هذه المؤسسة ومؤسسات أخرى شبيهة، سخرت لخدمة أهداف المرشد الإيراني.
وطالب تقرير المعارضة الإيرانية، بوضع مؤسسـة «العتبة الرضوية المقدسة» وبقية الأجهزة المشابهة لها على قوائم الإرهاب، ومنع استخدام وتسخير أموال الشعب الإيراني للقمع، والإنفاق على تصدير الإرهاب والتطرف الديني.