انقسامات بين اليمين واليسار ومسيرة في باريس ضد معاداة المسلمين في فرنسا
الأحد 10/نوفمبر/2019 - 10:47 ص
طباعة
حسام الحداد
تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأحد 10 أكتوبر 2019، مسيرة ضد الخوف من الإسلام، ما سبب انقسامًا في اليسار، وأثار انتقادات حادة من جانب اليمين القومي الذي يرى فيها تحالفًا مع ”الإسلاميين“.
وتبدأ المسيرة التي دعت إليها شخصيات ومنظمات بينها ”الحزب الجديد المناهض للرأسمالية“ و“رابطة مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا”، الساعة الـ 12:00 بتوقيت غرينتش من محطة القطار غار-دو-نور باتجاه ساحة الأمة (بلاس دو لا ناسيون). وأطلقت دعوة إلى التظاهر في تولوز أيضًا.
وأطلقت الدعوة إلى هذه المسيرة في الأول من نوفمبر في صحيفة ”ليبراسيون“ بعد أيام من هجوم استهدف مسجدًا في بايونا (جنوب غرب) تبناه ناشط يميني قومي يبلغ من العمر 84 عامًا. وقد أسفر عن إصابة شخصين بجروح خطيرة.
وكتبت الصحيفة أن الرسالة المبدئية هي تأكيد ”الكف عن الخوف من الإسلام“ و“الوصم المتزايد“ للمسلمين الذين باتوا ضحايا ”تمييز“ و“اعتداءات“، ويشكل ”الاعتداء على مسجد بايونا (…) أحدث مظاهره“.
لكن وسط جدل حول الحجاب والعلمانية، تبدو الطبقة السياسية الفرنسية منقسمة حول المشاركة في هذا التجمع.
ومن جديد، تتأرجح فرنسا التي تضم أكبر عدد المسلمين بين دول أوروبا الغربية، يشكلون 7,5 % من سكانها، وتشهد صعودًا لليمين القومي الذي أصبح القوة السياسية الثانية في البلاد، بين إدانة ”وصم“ المسلمين والاعتراض على ”التطرف“.
ودفع استخدام عبارة ”إسلاموفوبيا“ وهوية بعض موقعي الدعوة إلى المسيرة، جزءًا من اليسار وخصوصًا من الحزب الاشتراكي إلى الامتناع عن المشاركة، أو إلى الحد من دعمهم المبدئي للتحرك مثل ما فعل النائب الأوروبي المدافع عن البيئة يانيك جادو.
من جهتها، تعتبر زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني القومي مارين لوبن أن ”كل الذين سيتوجهون إلى هذه التظاهرة سيكونون شركاء للإسلاميين، أي الذين يدفعون في بلدنا بأيديولوجيا استبدادية تهدف إلى محاربة قوانين الجمهورية الفرنسية“.
ورأى ماجد مسعودين العضو اليساري في المجلس البلدي لضاحية باريس سان دوني وأحد الذين دعوا إلى المسيرة، أنّ ”هناك إرادة بتخريب التظاهرة بالتأكيد“.
وأضاف مسعودين ”نواجه تحالفًا تثير طبيعته الدهشة (وهو) بين الحزب الاشتراكي والتجمع الوطني وحتى الحكومة، الذين وقفوا جميعًا ضد المسيرة المناهضة للعنصرية“.
وتابع أنه يعتقد أن ”عددًا كبيرًا من الأشخاص سيحضرون“ للمشاركة في هذه ”المسيرة التقدمية“ لأنّ ”هناك وضعًا يحتاج فيه الناس إلى أن يقولوا كفى“.
ويتوقع أن تشارك في المسيرة شخصيات عديدة بما في ذلك سياسيون مثل: جان لوك ميلانشون زعيم حزب ”فرنسا المتمردة“.
وقال زعيم اليسار الراديكالي في فرنسا ”أرى أن الانطلاق من خلاف على كلمة، ينكر البعض في الواقع أن للمسلمين الحق بأن يدافع عنهم أشخاص غير مسلمين يريدون الحد من الأجواء الحالية المعادية لهم“.
يذكر أن "اتحاد الجمعيات المسلمة بدائرة 93" بباريس، و"هيئة مناهضة العنصرية ومعاداة الإسلام" و"اتحاد المسلمين" قد نظموا يوم السبت 14 مارس 2015، مسيرة للتنديد بظاهرة معاداة الإسلام.
وقد أكدت أميرة، إحدى المشاركات في المسيرة حينها، "أن لا علاقة للمسلمين بفرنسا بالأعمال المتطرفة التي استهدفت باريس مؤخرا، وأن المسلمين مسالمون".
وقال ضو مسكين، رئيس "أئمة فرنسا" إن "رجال الدين المسلمين هم الوحيدون من رجال الدين الذين يتعرضون للإقصاء في فرنسا".
وفي مداخلته، قال رئيس "هيئة مناهضة العنصرية ومعاداة الإسلام، "إن من أعمال معاداة الإسلام في فرنسا ما يصل إلى حد نزع السلطات لرضيع في الثلاثة أشهر من أمه بسبب تهمة لم تثبت".
ويذكر أن فرنسا أصبحت تشهد مؤخرا تزايدا في الأعمال المعادية للإسلام، بحسب أرقام لجمعية "التصدي للأعمال المعادية للإسلام"، التي سجلت ارتفاعا فيها بنسبة بلغت 70 بالمائة بعد اعتداءات باريس.