على خطى «أشبال الخلافة» الداعشية.. إيران تسيطر على أطفال سوريا بـ«كشافة الولاية»
الإثنين 11/نوفمبر/2019 - 08:06 م
طباعة
علي رجب
مؤسسة إيرانية تعمل في سوريا، هدفها تجنيد وتعبئة الأطفال وحشوهم بالعقيدة الخمينية؛ ليكونوا أتباع الملالي وجنوده في المستقبل، وربما قادة سوريا أيضًا، هذه المؤسسة تدعى «كشافة الولاية»، كشكل من أشكال الاستثمار العقائدي، في الاستراتيجية الإيرانية في سوريا.
على خطى «أشبال الخلافة»
ومؤخرًا، افتتحت إيران فرع لـكشافة الولاية في محافظة دير الزور، والتي تشكل أهمية كبرى في الاستراتيجية الإيرانية في سوريا؛ حيث تشكل محافظة «ديرالزرو» نقطة مركزية في طريق«طهران-بغداد- ساحل البحر المتوسط».
ونشرت شبكة «صدى ديرالزور» الموالية للحكومة السورية، الأحد 10نوفمبر 2019، صورة لواجهة المؤسسة، أو المركز، وقالت: إنه افتتح اليوم وحمل اسم «كشاف»، وتقوم برعايته «اللجنة الشعبية للصداقة السورية الإيرانية»، في دير الزور.
تركيز إيران على النشء السوري، يأتي أيضًا ضمن خطة طويلة؛ لتغيير هوية سوريا، وصبغها بالصبغة الخمينية، فلدى طهران مخطط لتغيير هوية قبائل دير الزور العربية؛ لتأمين طرق «طهران- بغداد- البحر المتوسط».
خطة الملالي
«كشافة الولاية»، جزء من خطة نظام الملالي، الاستراتيجية؛ للسيطرةعلى النشء السوري، والذي بدأ مع اندلاع االحرب الأهلية في سوريا، عندما أنشأت طهران مجموعة «كشافة الولاية»، والتي تعتبر من أهم المنظمات المهتمة «بتشييع الأطفال وتوجيههم عقائديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا»، من خلال أنشطتها المختلفة التي تتركز بالقرب من الأضرحة والمراقد التي تخص «المذهب الشيعي»، وفقًا للنظرية الخمينية المعروفة بـ«ولاية الفقيه»، حتى باتت مجموعات الكشافة، تنتشر في كل مدرسة تتبع المذهب، أسوة بكشافة «الإمام المهدي»، التي تنتشر في لبنان والعراق أيضًا.
وأسست كشافة الإمام المهدي، في سوريا على يد قائد بالحرس الثوري الإيراني حسن شاطري،«قتل في 12 فبراير 2013»، الملقب بـ«حسام خوش نويس» سوريا بطريقة طائفية موالية لإيران، أسوة بكشافة تحمل نفس الاسم، تتبع لميليشيات حزب الله اللبناني.
الولاء لمرشد إيران
وتهدف«كشافة الولاية»، أو «كشافة الإمام المهدي»، إلى «إنشاء جيل إسلامي، وفق التصور الخاص بولاية الفقيه، والالتزام بتعاليم المرشد العام الإيراني على خامنئي».
ومن خلال تتبعنا صفحة «كشافة الولاية سوريا»، غرز مفاهيم ثقافية ودينية جديدة بداخلهم، أهمها تصّور الكشفية باعتبارها «الوطن»، ورئيسها هو المرشد الأعلي في إيران «خامنئي»، من خلال وضع صوره وأعلام إيران في كل زاوية، ناهيك عن العبارات التي تُمجد «الثورة الإسلامية الإيرانية»، والتي وضعت من ضمن أهدافها «توعية وتأسيس جيل من الشباب المتفهم للقضية الإسلامية، وعدم انجرارهم وراء اليد الاستعمارية الممتدة إلى الجذور».
كما تقوم «كشافة الولاية» بتنظيم النشاطات والمعارض، وتشارك في المسيرات المؤيدة لنظام الأسد، كما تقوم كشافة المهدي في سوريا، بتدريب الأطفال تدريبًا عسكريًّا، فضلًا عن غرس تربية دينية، خصوصًا في ذهن الأطفال، من خلال حضورهم دروسا دينية في الحسينيات؛ حيث يتم تعريفهم إلى الفكر الشيعي، وغرس أفكار الثأر والتشيع في أذهانهم.
وتقدم الكشافة وفقا للصور والفيديوهات التي نشرت على حساب «كشافة الولاية-سوريا»، بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تدريبات عسكرية ورياضية للأطفال، تشبه إلى حد كبير التدريبات التي يتلقاها الجنود في المعسكرات؛ ما يكشف الحقيقة التي تكمن وراء مثل تلك المؤسسات، والتي تتلاءم وممارسات تجنيد الأطفال، معتبرة أن أنشطة «كشافة الولاية-سوريا»، التابع لمجمع الصراط الثقافي بمقام السيدة زينب في دمشق؛ حيث تقوم بنشاط لغسل عقول الأطفال غسلًا منظمًا، من خلال إقامة المعارض والرحلات الترفيهية للأطفال، من مناطق دمشق الجنوبية، والمشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام.
وأعد المجمع مراكز تدريب خاصة، مجهزة بأدوات للقفز والزحف وبعض التمارين القاسية، ناشرةً صورًا لبعض الأطفال باللباس العسكري، ويحملون علم إيران وصور الخامنئي في مسيرات ومواكب «حسينية»، في مناسبات متعددة.
كذلك تتظر الكشافة بشكل كبير في المناسبات الدينية الشيعية، وأبرزها عاشوراء «ذكى استشهاد الإمام الحسين في كربلاء»، ومولد الأئمة لدى الشيعة الاثنى عشرية.
كما نظمت كشافة الولاية سوريا، موكبًا كشفيًّا عاشورائيًّا، جال في أرجاء منطقة السيدة زينب، تقدمه حملة الرايات الحسينية والفرقة الموسيقية، وبمشاركة واسعة من العناصر الكشفيين.
الكشافة باتت تشكل رافدًا بشريًّا أساسيًّا للجسم العسكري للحرس الثوري و«حزب الله»، في سوريا.
المستشارية الثقافية الإيرانية.. ممول الكشافة
تُمّول جمعيات «الكشافة» إضافةً إلى مؤسسات أخرى، تلعب نفس الدور، من خلال «المستشارية الثقافية الإيرانية» في دمشق، التي ترسل هيكلية ومخططًا المؤسسات إلى «جمعية الفرات للسلام والسلم الاجتماعي»، التي تتخذ من منطقة المزة في دمشق مقرًا لها، وفق بحث أجراه مركز «حرمون للدراسات المعاصرة»، في نيسان 2018.
وأشار البحث، إلى هذه الجمعيات، تقوم بنشاط واسع النطاق، يشمل إقامة المعارض والرحلات الترفيهية للأطفال من مناطق دمشق الجنوبية، والمشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام.
على خطى داعش
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد بناية، أن كشافة الولاية أو كشافة الإمام المهدي، هي أشبه بصورة من صور التنظيمين العقائدية في تجنيد الأطفال، كمعسكرات «اشبال الخلافة»، تابعة لداعش.
وأضاف بناية في تصريح له، أن إيران تعمل ضمن استراتيجية «كشافة الولاية» أو كشافة الإمام المهدي إلى خلق جيل من أطفال سوريا، يؤمن بولاية الفقيه، ويكون أداة للسيطرة على سوريا وتغيير هويتها، للهوية الخمينية.
وأوضح ، أن كشافة الولاية تعمل على زرع الولاء التام للمرشد الأعلي في إيران، وهو ما يشكل ضمان حكم وبقاء نفوذ إيران داخل سوريا، وأيضًا يشكل أطفال كشافة الولاية وقودًا لمعارك إيران المستقبلية، في ظل استمرار استراتيجية طهران للتمدد والنفوذ في الدول العربية، وأيضًا أفريقيا وآسيا وأوروبا.
واعتبر بناية، أن الأمل في بقاء أطفال سوريا بعيدًا عن الاستهداف الإيراني، يتمثل في الوعي لدى آباء ومثقفي سوريا، في إنقاذ هؤلاء الأطفال من مخططات إيران العقائدية، وإسقاط نظام ولاية الفقيه في طهرن.