منعًا لسيناريو العراق ولبنان.. الحوثي يعتقل كل من يشك في عدم ولائه
الإثنين 11/نوفمبر/2019 - 08:53 م
طباعة
إسلام محمد
على وقع الانتفاضة الشعبية، التي اشتعلت ضد المشروع الإيراني في كل من العراق ولبنان، يعيش زعماء ميليشيات الحوثي في اليمن، والمدعومة من إيران، حالة من القلق؛ خوفًا من تكرار سيناريو الاحتجاج في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
حملة اعتقالات موسعة
وشن زعيم الميليشيا، حملة اعتقالات ضد ضباط وجنود، كانوا موالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح؛ لخشيته من انتفاضتهم ضده، شملت منتسبين للمخابرات والأمن المركزي.
وزعم الحوثي في خطاب ألقاه، السبت 9 نوفمبر 2019، أن ما يحدث في لبنان والعراق؛ هدفه إحداث ثغرات في المشروع الحوثي.
وأفادت تقارير اعلامية، بأن الميليشيا، اعتقلت نحو 26 ضابطًا من جهاز الأمن السياسي في صنعاء، على رأسهم العميد علي الشاحذي، رئيس دائرة التوجيه المعنوي، وأودعتهم سجنًا خاصًا في نفس الجهاز، ووجهت لهم تهمًا عديدة، بينها الخيانة، وقبضت على أعداد من الجنود وضباط الأمن المركزي؛ ليتم ايداعهم إلى جانب مئات الضباط والجنود، الذين يقبعون في سجون الميليشيا، بعد رفضهم حضور دورات إرشاد شيعية، وشجبهم لأسلوب العصابات، الذي تدير به الميليشيا مؤسسات الدولة.
كما تزايد مؤخرًا في صنعاء، حديث قيادات الميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران، عن «مكافحة الفساد»، خاصة مع اندلاع احتجاجات شعبية في العراق ولبنان، اللذين يسيطر فيهما أذناب طهران على الحكم.
ودشنت الميليشيات الإرهابية، «حملة لمكافحة مظاهر الابتزاز والرشوة والاستغلال غير المشروع لاحتياجات المواطنين»، وأعلن رئيس ما يسمى بـ«المجلس السياسي»، التابع لها بصنعاء، مهدي المشاط، عن «المضي قدمًا في معركة مفتوحة مع الفساد المالي والإداري»، وخصص أرقامًا؛ لتلقي شكاوى المواطنين، الذين يتعرضون للابتزاز.
والمفارقة، أن هذه الجهود المزعومة، تتزامن مع حملات ميدانية يقوم بها مسلحوا الحوثي؛ لابتزاز المواطنين، وفرض إتاوات عليهم تحت مسمى دعم «المجهود الحربي»، ودعم فعاليات إحياء المولد النبوي.
تنامي المقاومة
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني، محمد عبادي: إن اليمنيين اليوم، باتوا أكثر تحفزًا ضد الميليشيا الإيرانية، فالمقاومة تتنامى يوميًّا في مناطق سيطرتها؛ بسبب عجزها عن إدارة الأمور، فهي تزداد ضعفًا وشراسة، في آن واحد، وهذا ما يفسر رعبها من انطلاق هبَّة شعبية ضدها، وإطلاق حملة وهمية ضد الفساد، رغم أن فساد قادة الميليشيا، أشهر من أن يذكر
واضاف للمرجع، أن الميليشيا الإيرانية تخشى هبة شعبية ضدها في مناطق سيطرتها، مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الثانية، لمقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح على أيديهم، فقد شكلت تلك الواقعة نقلة فارقة في المشهد، عبر إنهاء الشراكة بين الحوثييين وحزب المؤتمر؛ ما وضع الميليشيا في وضع مأزوم؛ لأنها واجهت ضربة من أعماق سيطرتها، وكسرت سياسات الاحتواء التي اتبعتها؛ لتمرير مشروعها الإرهابي ووضعت أمامها موجات غضب شعبي متجددة.
وتابع، أنه على الرغم من أن الحوثي يحكم سيطرته على العاصمة، فإن صنعاء قد تكون على موعد قريب مع انتفاضة، تزلزل عرش الميليشيا، وتنهي سيطرتها تمامًا.