على عكس «بن لادن».. مقتل «البغدادي» حياة جديدة لـ«داعش»
الثلاثاء 12/نوفمبر/2019 - 02:03 م
طباعة
معاذ محمد
نشرت صحيفة الإنبندنت البريطانية، الأحد 10 نوفمبر 2019، تقريرًا بعنوان: «اغتيال بن لادن كان قاتلًا للقاعدة لكن موت البغدادي قد ينفث حياة جديدة في داعش»، ناقشت خلاله الفرق بين التنظيمين عقب مقتل قائدهما.
وبحسب التقرير، فإن مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، في مايو 2011، كان ضربة قاتلة للتنظيم كـ«منظمة متماسكة»، واعتبرته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أحد أعظم إنجازاتها، غير أن زواله أدى إلى ظهور جماعات أخرى، بما في ذلك اثنتان أثبتتا أنهما أكثر قوة وشراسة «جبهة النصرة في سوريا، وداعش»، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يحدث نفس الشيء السابق، عقب مقتل «البغدادي».
ووفقًا للتقرير، فإن الروايات متضاربة حول كيفية مقتل «أبوبكر البغدادي»، وأثيرت الشكوك في الشرق الأوسط بسبب فشل الولايات المتحدة في تقديم أدلة تثبت وفاته أو نشر صور لجثته، موضحًا: «لم نر أبدًا أين بن لادن أو ابنه حمزة أو البغدادي؟ لماذا تم التخلص منها جميعًا في البحر؟».
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن هناك نظرية أخرى حول مقتل زعيم تنظيم داعش، تتمثل في أن هذه القضية قد تكون مصممة من قبل كبار مساعديه، والذين يلومونه على فقدانه السيطرة على المنظمة والسماح لها بالتفكك بعد هزيمتها العسكرية، لذا قرروا إزالته واستبداله بقيادة جديدة قادرة على إعادة توحيدها وبنائها.
وأكد التقرير، أن «البغدادي» كان يفتقر إلى الكاريزما وتجنب الأضواء، وترك إدارة شؤون التنظيم لعدد من المرافقين، مشددًا على أن إزالته لن تؤثر على «داعش» لهذه الأسباب، مشيرًا إلى أن ذلك تبين أيضًا من خلال إعلان الخليفة الجديد «أبوإبراهيم الهاشمي» بشكل سريع، والأخير يتمتع بخبرة عسكرية، لكونه كان ضابطًا في جيش صدام حسين.
الخطوة المقبلة لـ«داعش»
يقول التقرير، إنه من المحتمل أن يخطط «داعش» لهجمات انتقامية، خصوصًا ضد الولايات المتحدة والغرب، مشيرًا إلى أن طريقة موته «تفجير نفسه بدلًا من الاستسلام» قد تكون مصدر إلهام المحبين له للانتقام لموته بطريقة بطولية، مشددًا على أنه ربما تضاعفت الرغبة في ذلك بعد وصف «ترامب» المهين له كـ«جبان مات كالكلب».
كما أنه بحسب تقرير الإندبندنت، ستكثف القيادة الجديدة جهودها لتجنيد المزيد من الشباب المسلمين في جميع أنحاء العالم في صفوفها، لتعويض الآلاف الذين قتلوا أو أصيبوا أو أسروا في القتال العنيف الذي توج بتدمير «داعش» في سوريا والعراق.
وأشار التقرير البريطاني، إلى أن قرار «ترامب» بنشر قوات أمريكية للسيطرة على حقول النفط السورية، أتاح لـ«داعش» فرصة ذهبية، فيمكنه الآن حشد الدعم من كلا جانبي الحدود العراقية السورية، لشن حملة مقاومة ضدهم.
وأوضح تقرير الإندبندنت، أن مقتل «البغدادي» هيأ الطريق أمام «داعش» للتوفيق مع الجماعات الأخرى مثل جبهة النصرة وغيرها من فروع تنظيم القاعدة، والبدء في التعاون والتنسيق مع الإجراءات، خصوصًا أن الصراعات السابقة بينهم كانت ترجع إلى العداء الشخصي بين «البغدادي وقادتهم»، وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني، القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام.
وشدد التقرير، على أن مقتل «البغدادي» لا يشهد نهاية داعش، مؤكدًا أن خلاياه ستظل نشطة ليس في العراق وسوريا فقط، وإنما في اليمن وأفغانستان وليبيا وسيناء والساحل والفلبين وأماكن أخرى، متابعًا: «على عكس بن لادن، يمكن لخلفاء البغدادي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبئة على مستوى العالم بنقرة واحدة».