«أردوغان» يتلاعب بأجانب «داعش» لتهديد الغرب
الأربعاء 13/نوفمبر/2019 - 03:37 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في خضم المعارك السياسية المحيطة بملف «التنظيمات الإرهابية» وبالأخص «أجانب داعش» المستخدمين كورقة ضغط متبادلة بين الكيانات الدولية، هددت الحكومة التركية بإرسال متطرفين إلى دولهم، مدعية أنها قامت بالفعل بترحيل أمريكي منهم.
ومن جهتها نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرًا إخباريًّا نقلًا عن «قناة هابر 7 التركية» التي حرصت على إذاعة لقطات مصورة وفيديو لرجل مجهول يرتدي ملابس سوداء عالقًا على الحدود بين تركيا واليونان بعد رفض الأخيرة استقباله، وعلقت الصحيفة بأن هذا المجهول داعشي أمريكي قررت أنقرة أن يكون أول العناصر المُرحلة، مشيرة إلى أن المعلومات الدبلوماسية التي حصلت عليها لا تؤكد بشكل قاطع ماهية الاحتجاز التركي للمشتبه به وإذا ما كان قبل أو بعد رفضه من قبل اليونان.
الإثنين 11 نوفمبر 2019 صرح الناطق باسم وزارة الداخلية التركية، إسماعيل تشاتكلي بأن حكومته بدأت بالفعل في عملية ترحيل العناصر الأجنبية الداعشية المحتجزين لديها، وأنه تم بالفعل ترحيل مواطن أمريكي، ومن المقرر أن يتم ترحيل سبعة مواطنين ألمان إلى بلادهم في 14 نوفمبر.
وأضاف "تشاتكلي" أن الحكومة تستعد أيضًا لترحيل اثنين من الإيرلنديين و11 فرنسيًّا وثلاثة مواطنين من الدنمارك، ولكن لم يفصح عن هويتهم أو أسمائهم بشكل دقيق أو مفصل، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل إرسال ثلاثة من مسلحي «داعش» إلى مراكز الترحيل.
وفي تصريح آخر لوزير الداخلية، سليمان سليمان سويلو، تم التأكيد على أن أنقرة ستبدأ خلال الأسبوع الجاري ترحيل الأجانب من "داعش" حتى لو جردتهم دولهم من كامل الجنسيات فهذا لايعني شيئًا لتركيا، معللاً ذلك بأن بلاده ليست فندقًا للمسلحين الأجانب، كما ذكر "سويلو" أن تركيا اعتقلت 287 شخصًا آخرين، من بينهم نساء وأطفال، نتيجة لغزو أنقرة للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا الشهر الماضي.
فيما نقلت "الجارديان" عن قناةTRT التركية أن أنقرة تهدف إلى إعادة نحو 2500 مسلح، سيتم إرسال غالبيتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن هناك 813 متطرفًا في 12 مركزًا للترحيل في جميع أنحاء البلاد، بينما لم تذكر الحكومة التركية رسميًا إجمالي أعداد وجنسيات الذين تعتزم إرسالهم إلى بلادهم، أو تفاصيل حول كيفية القيام بهذا الأمر، إذ تطلب العديد من الدول قوائم المسافرين لكل من الرحلات الجوية العسكرية والتجارية قبل السماح لأي طائرة بدخول مجالها الجوي.
في حين تهدد أنقرة بإرسال الدواعش مثلما هددت بترحيل اللاجئين، فإن الدول الأوروبية لديها موقف مخالف تجاه هذا الأمر، إذ قامت عدة دول أوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، بتجريد عناصر "داعش" من جنسيتهم لمنع عودتهم، تاركين الكثير من العناصر عديمي الجنسية ليخلقوا مزيدًا من المشكلات لأنقرة.
ولفتت "الجارديان" إلى أنه منذ عام 2010، جردت المملكة المتحدة أكثر من 100 شخص من الجنسية البريطانية بسبب صلاتهم المزعومة بـ"داعش" و"القاعدة" و"الشباب" الصومالية وغيرهم من الجماعات الإرهابية، وقد أدت هذه السياسة إلى معارك قانونية وحقوقية لفترات طويلة في بعض القضايا البارزة بما فيها قضية شميمة بيجوم، وجاك ليتس، وتوبا جندال التي يعتقد بأنها محتجزة لدى تركيا، وأين ديفيس عضو خلية البيتلز، بينما قالت وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورنس بارلي" للإذاعة الفرنسية في 11 نوفمبر 2019، إن الوزارة ليست على علم بأي عودة محددة إلى الوطن في هذه المرحلة، لكنها قالت إن فرنسا لديها بروتوكول إعادة صارم.
تحمل التهديدات التركية في داخلها تحديًا دبلوماسيًّا لجيرانها الأوروبيين، كما أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" من المقرر أن يزور واشنطن خلال نوفمبر 2019، ومن المتوقع أن يناقش مصير المسلحين الأجانب المحتجزين في صفوف "داعش"، بما يعني أن هذه التصريحات والصور التي تعمدت الأجهزة الإعلامية بثها، كانت مقصودة لإرباك المشهد السياسي لحساب مصالح استراتيجية تهدف لها أنقرة.
وتعليقًا على هذا الأمر قال "جاسم محمد"، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والتطرف في تصريحات صحفية: إن هذه التهديدات التي صاغتها الحكومة التركية برئاسة "رجب طيب أردوغان"، ما هي إلا ورقة ضغط للبحث عن دور أوروبي في المنطقة الحرة، إذ لا يستطيع "أردوغان" – وفقًا لرؤيته - ترحيل العناصر الأجنبية لـ«داعش» بدون موافقة دولهم وإيجاد آلية قانونية وقنصلية لذلك، مع توقعه بعدم حدوث أي تغيير في الموقف الأوروبي حيال هذا الملف.