إرهاب اليمين يطل في بولندا.. توقيف جماعة متطرفة في «بلاد الحبوب»
الخميس 14/نوفمبر/2019 - 06:30 م
طباعة
محمد عبد الغفار
لم تعد التنظيمات الإرهابية تكتفي بالوجود الجغرافي في بقع محددة حول العالم؛ حيث يكثر النزاع وتتواجد القوى العسكرية لردعها؛ لكنها طورت أدواتها وأفكارها وأصبحت توجد في مناطق متعددة ومختلفة حول العالم.
واتخذت التنظيمات الإرهابية في سبيل تحقيق ذلك آليات عدة، على رأسها «الذئاب المنفردة»، سواء ممن التحقوا بالمجموعات المتطرفة في دول الصراع وعادوا إلى بلادهم، أو ممن آمنوا بأفكار هذه التنظيمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من مواقع الإنترنت، بينما اتخذ إرهاب اليمين المتطرف صورًا أخرى، ممثلة في إثارة مشاعر الغضب والكراهية لدى المواطنين، والعنف ضد المسلمين.
بولندا في مرمى النيران
لم تكن «بولندا» المعروفة ببلاد الحبوب الزراعية، في أوروبا الوسطى، ببعيدة عن أعين الإرهاب اليميني، إذ أعلنت أجهزة الأمن توقيف مجموعة متطرفة، أثناء تخطيطها لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أماكن لتجمعات المسلمين.
وقال بيان للشرطة البولندية، الأربعاء 13 نوفمبر 2019: إنه تم إيقاف مشتبه بهم في العاصمة وارسو، ومدينة شتشين، الواقعة شمال غربي البلاد، وعثر بحوزتهم على أسلحة نارية وقنابل معدة للاستخدام.
وأشار ستانسلاو زارين، القائد في جهاز الأمن الداخلي، إلى أن المعلومات الاستخباراتية ساعدت قوى الأمن في عمليات التوقيف، مؤكدًا أن هذه هي أول عملية توقيف لأعضاء تلك المجموعة داخل بولندا، مضيفًا أن الجماعة المقبوض عليها كانت تهدف لترهيب المسلمين، واستوحت أفكارها من النرويجي أندرس بريفيك، الذي قتل 77 شخصًا أغلبهم من الشباب في يوليو 2011، والأسترالي برينتون تارانت، الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا في مارس 2019، وكلاهما من اليمين المتطرف.
الإرهاب يطل برأسه
تسعى التنظيمات الإرهابية إلى الوجود داخل بولندا، التي يوجد بها أقلية مسلمة يبلغ عددها 20 ألف مسلم تقريبا من أصل 38 مليون نسمة، ولعل أشهر تلك الوقائع، إلقاء الاستخبارات البولندية «إيه بي في» القبض على 3 رجال من جمهورية الشيشان، في مدينة بياليستوك، شرقي البلاد، مايو 2015، بتهمة الاشتباه في تمويل عمليات إرهابية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت بيانًا، في يونيو 2016، حذرت فيه مواطنيها من عمليات إرهابية محتملة سوف تستهدف أماكن التجمعات الكبيرة في بولندا، معتبرة أن سفر الأمريكيين إليها خلال عطلة الصيف يجعلهم أهدافًا سهلة.
ويرى المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية والضريبية والجمركية، "بيار موسكوفيتشي" في حديث مع إذاعة "فرانس إنفو"، أن وجود اليمين المتطرف في الدول الأوروبية أصبح تحدي وجودي للدول في كافة أنحاء القارة دون تفرقة.
وأضاف "موسكوفيتشي": "السؤال الواجب طرحه هل تستلم أوروبا لهؤلاء المتطرفين في اليمين وفكرهم القومي أم نواجه أفكارهم الشاذة؟"، معتبرًا أن مستقبل الاتحاد الأوروبي متوقف على الإجابة على هذا التساؤل ومواجهة هذه التنظيمات الإرهابية، خصوصًا بعد دخولهم البرلمان الأوروبي وتزايد نسب فوزهم منذ عام 2010.