بعد مقتل البغدادي.. تحذيرات أممية من تمدد «الإرهاب» في الساحل والصحراء
السبت 16/نوفمبر/2019 - 01:50 م
طباعة
أحمد عادل
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الخميس 14 نوفمبر 2019، في جلسة لمجلس الأمن الدولي، من صعود أنشطة التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.
وأكد جوتيريش، أن الإرهاب المتزايد من الجماعات المسلحة في منطقة غرب أفريقيا يجعلها غير مستقرة أو بمعنى آخر غير آمنة، وخاصًة في بوركينا فاسو، ومالي، والتي يعزز من قدرات وجود العنف العرقي في هذين البلدين.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن قوات دول الساحل الأفريقي المعروف بـ«G5»، والتي أنشأتها دول غرب أفريقيا (بوركينا فاسو - مالي - النيجر - تشاد - موريتانيا)، لمحاربة التنظيمات الإرهابية الموجودة في تلك المنطقة، لا تزال تعاني من وجود خلل أمني واضح، مشيرًا إلى أن عدم قدرة تلك القوات على التصدي للعمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات المسلحة؛ بسبب عدم توافر التدريب والقدرة والمعدات.
وأشاد جوتيريش بأهمية التصدي للإرهاب الذي وصفه بـ«قضية عالمية»، محذرًا من التحديات الصعبة التي تواجهها القوات الأممية والدولية إلى جانب التحديات الأخرى عبر الحدود، التي من بينها الاتجار بالبشر، والسلع غير المشروعة، والأسلحة والمخدرات.
وخلال اجتماع دول التحالف الدولي، الذي أقيم الخميس 14 نوفمبر 2019، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي: إنه يجب مواصلة الاقتتال ضد تنظيم داعش الإرهابي حتى يتم القضاء عليه نهائيًّا بعد مقتل أبي بكر البغدادي الشهر الماضي.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أن حلم الخلافة الذي يسعى إليه عناصر تنظيم داعش الإرهابي، يحاول تحقيقه الآن في منطقة الساحل الأفريقي، وغرب القارة السمراء، وذلك بعد نهايته في سوريا والعراق.
وأشار إلى أنه يجب قطع أذرع التنظيم الإرهابي في جنوب غربي آسيا، ودول غرب أفريقيا والساحل، مضيفًا يجب الاهتمام بالتنمية ومحاربة الجماعات المسلحة في منطقة الساحل الأفريقي.
وعلى الجانب الآخر، وتحديدًا في داكار عاصمة دولة السنغال، وجه الاتحاد الاقتصادي والنقدي لمجموعة دول غرب أفريقيا المعروفة بـ« UEMO»، والذي يضم ثمانية بلدان (بنن - بوركينا فاسو - كوت ديفوار - غينيا بيسا - ومالي - النيجر - السنغال - توجو) بتمويل دول منطقة الساحل الأفريقي بأكثر من 500 مليون دولار لمكافحة الإرهاب في تلك المساحة الكبيرة من صحراء القارة السمراء.
وبحسب موقع la vie senegalaise، قال وزير الخارجية السنغالي، أمادو با، الجمعة 15 نوفمبر 2019: إننا بحاجة إلى التقارب في سياساتنا الأمنية، لن أصبح هو يمثل الشغل الشاغل في الفترة الحالية، مضيفًا أن التحديات الجديدة التي تنشأ في القارة، وكذلك في المناطق المحيطة، تجعلنا أكثر تخوفًا على أرواحنا.
وأضاف وزير الخارجية السنغالي، أنه لن تتم محاربة الإرهاب بالتدخل المالي فقط أو بالتنمية، ولكن سيتم عن طريق توافر المعلومات الاستخباراتية والأمنية لبعض عناصر التنظيمات المسلحة الموجودة في منطقة الساحل الأفريقي؛ حتى نتمكن من دحر إرهابهم.
وتسعى القوى الإقليمية والدولية، التي تأسست عام 2014، والمعروفة باسم قوات الـ«G5»، وتضم بوركينا فاسو، ومالي، وموريتانيا، وتشاد، كوت ديفوار؛ إلى الحد من انتشار التنظيمات المسلحة ودحر الإرهاب، لكون منطقة الساحل الأفريقي بمواردها القيمة محورًا مهمًّا للدول الكبرى، كما أن استقرارها الأمني نقطة مفصلية لاستقرار عدد من الدول الأخرى.
وتعد منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، واحدة من أهم بؤر الإرهاب في أفريقيا، إذ ينشط بها إرهابيو تنظيمي القاعدة وداعش، مستغلين حالة التردي الأمني، ومستفيدين من إمكانية التنقل بحُرية وسهولة بين بلدانها مثل مالي والنيجر، إذ اضطر عشرات الآلاف من السكان المحليين إلى الفرار، بسبب الهجمات المسلحة، إضافةً إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها عنف التنظيمات المتطرفة.
وعزز تنظيم داعش من توحشه في منطقة الساحل والصحراء، منذ أبريل 2019، حينما أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم السابق، مباركة وجود عناصره في تلك المنطقة، وتأسيس ولاية غرب ووسط أفريقيا، ومنذ ذلك التوقيت، كثفت عناصر التنظيم المسلح وجودها من خلال شن عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين في تلك المنطقة.
وفي يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن تلك التحذيرات تأتي بعدما استفحل الإرهاب، وزاد من وحشيته في هجماته الأخيرة، مضيفًا أن المجموعات المسلحة عملت على زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى والدموية في منطقة الساحل والصحراء.
وأكد ناصر، أن قوات التحالف الدولي تتواجد في منطقة الساحل والصحراء؛ من أجل القضاء على تلك المجموعات المسلحة، التي نقلت الصراع من سوريا والعراق، إلى منطقة الغرب الأفريقي، منوهًا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي سيزيد من صراعاته، وفتح جبهات جديدة له في أفريقيا؛ ردًّا على مقتل أبي بكر البغدادي.
وأوضح ناصر، أن المجموعة الاقتصادية الأفريقية، تسعى للمضي قدمًا في السير نحو التنمية؛ لأنها ترى أن التنمية أفضل الحلول المتاحة لمواجهة الإرهاب في منطقة الساحل، والتي تتميز بطول الظهير الصحراوي؛ ما يمثل سهولة في حرية الحركة لدى بعض العناصر المسلحة سواء من القاعدة أو داعش.