السيطرة الأخطبوطية.. إستراتيجية «طالبان» لاحتلال القرى الأفغانية

الإثنين 18/نوفمبر/2019 - 08:05 م
طباعة السيطرة الأخطبوطية.. أحمد سلطان
 
على مدار 18 عامًا، واصلت حركة طالبان الأفغانية قتالها ضد قوات الحكومة الأفغانية، وقوات التحالف الدولي الموجودة في البلاد.
وخلال أعوام الحرب، طورت حركة طالبان عددًا من الإستراتيجيات للسيطرة على المدن والقرى الأفغانية، والاستفادة من السكان المحليين في تنفيذ العمليات الحربية ضد قوات التحالف والقوات الحكومية.
ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» دراسة للرقيب أول مارك سكستون عن الآلية التي تتبعها حركة طالبان لإحكام السيطرة على القرى الأفغانية، والتي تشبه الطريقة الأخطبوطية.
وتعمل حركة طالبان على جذب سكان القرى لخانة «التأييد» أو إجبارهم بالقوة على مساعدة مقاتلي الحركة.
وقسم «سكستون» القيادات المؤثرة في القرى الأفغانية إلى 3 قيادات أحدهم «شيخ القرية»، وثانيهما «القيادة الدينية»، وثالثهم القيادة الأمنية.
ويستطيع أي طرف من الأطراف المتحاربة (طالبان، أو التحالف، أو الحكومة الأفغانية) ضمان ولاء أهل القرية عبر السيطرة على القائد أو شيخ القرية.
وتعتبر الهوية القبلية أحد العوامل المهمة لضمان ولاء أفراد الشعب الأفغاني، ويقدم الأفغان الولاء للقبيلة التي ينحدرون منها على الولاء للحكومة أو الدولة الوطنية الأفغانية، وذلك بحسب الرقيب الأمريكي.

شبكات «طالبان»
تعمل حركة طالبان، على بناء شبكاتها عبر تجنيد مقاتلين من أبناء القرى، بالإضافة للقيادات الدينية، وشيوخ القرى، ويقوم المجَندون بتقديم المعلومات والدعم لمقاتلي الحركة.
وفي حال رفضت القيادات المحلية التعاون مع طالبان، فإن مقاتلي الحركة يهددون باستهدافهم وقتلهم، كما يسعون لاستبدال هؤلاء القادة بآخرين من الذين لديهم استعداد للتعاون معها، وذلك عبر الضغط على السكان المحليين.
ويتم تكليف أحد القادة المحليين الموالين لـ«طالبان» بالتصدي للأفراد الذين يعادون توجهات الحركة، كما تمد «طالبان» القائد المعين من قبلها بمجموعة صغيرة من المقاتلين (غالبًا لا تزيد المجموعات على 5 أفراد)، وتكون مسؤولية هؤلاء المقاتلين هو تنفيذ أوامر القائد واستهداف معارضي «طالبان» في مناطق وجودهم.
كما تلجأ الحركة إلى عدد من الإجراءات لاستعطاف الشعب الأفغاني وضمان ولائه لها، وذلك مثل بناء المساجد التي تصبح مقرات لطالبان، وتعيين أئمة وخطباء من الموالين لـ«طالبان».
ويقدم السكان المحليون الدعم والمساعدة لمقاتلي «طالبان»، كما يساعدون في إخفاء المقاتلين والأسلحة وبالتالي لا تعثر القوات الحكومية المهاجمة أو حلفاؤها على أية آثار لمقاتلي الحركة، إذا هاجموا تلك القرى.
وعقب السيطرة على قرية ما، تبدأ حركة طالبان في التوسع في المناطق المجاورة لها، ونقل نشاطها إلى ساحات جديدة، بنفس النموذج السابق.
ويمكن للحركة أن تسيطر على قرية يتراوح عدد سكانها ما بين 1000: 2500 عبر استخدام 20: 50 مقاتلًا فقط، وهو ما يعني توفير عشرات المخابئ الآمنة والنقاط التموينية، ومخابئ الأسلحة.. بتكلفة بسيطة للغاية.
وأشارت الدراسة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن السكان المحليين يخشون التعامل مع قوات التحالف أو القوات الحكومية خشية أن يقوم عناصر «طالبان» باستهدافهم في وقت لاحق، في حين تعجز القوات الحكومية وحلفاؤها عن حمايتهم.

السيطرة الأخطبوطية..
كيف يمكن التصدي لنفوذ «طالبان» داخل القرى؟
وقدم الرقيب الأمريكي مارك سكستون عددًا من المقترحات للتصدي لنفوذ «طالبان» داخل القرى الأفغانية منها تكوين قوة مكافحة خفيفة التجهيز سريعة التحرك للتعامل مع مقاتلي «طالبان» وحلفائهم في داخل وخارج القرى، وابتكار أساليب جديدة للتعامل مع السكان المحليين والتفريق بين مؤيدي طالبان وغيرهم.

شارك