داعش ليبيا.. عناصر مفككة وصلت لمرحلة الهزال والتشتت «تقرير للبنتاجون»
الإثنين 18/نوفمبر/2019 - 11:23 م
طباعة
أحمد عادل
أعلن أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، الأحد 17 نوفمبر2019، استبعاد عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، إلى ذروة قوته عام 2016، بعد فقد التنظيم ثلث قوامه في ليبيا في الغارات الجوية الأخيرة، التي نفذتها القوات الأمريكية.
غارات التصفية الأمريكية
وبحسب جريدة ميلتري تايمز الأمريكية، نقلًا عن أحد المسؤولين الموجودين في البنتاجون، أن القوات الأمريكية شنت أربع غارات جوية في الفترة ما بين 20 و30 سبتمبر 2019، أدت إلى القضاء على 43 إرهابيًّا داعشيًّا من 100 عنصر، نشطين في ليبيا.
ونقلًا عن الوكالة الألمانية «د. ب. أ»، قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في 14 نوفمبر 2019: إن الغارات الأمريكية التي استهدفت معسكرين لتنظيم داعش في ليبيا، كانت للحيلولة دون شن هجمات خارجية ضد حلفائنا في أوروبا.
وأضاف كارتر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تولي أهمية قصوى لمكافحة الإرهاب في ليبيا، مواضحًة أنها ستواصل عملياتها؛ للحد من تمدد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
وفي أغسطس 2019، أفاد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن عدد الإرهابيين في صفوف تنظيم داعش بليبيا، بنحو 500 إلى 700 عنصر، منهم ليبيون و أجانب، وجاء ذلك التقرير في أعقاب الهجوم الذي شنته قوات القيادة العامة على طرابلس في أبريل2019، سُجلت زيادة كبيرة في عدد الهجمات التي ينفذها داعش جنوبي ليبيا.
وكان داعش قد تبنى في مايو 2019، هجومًا إرهابيًا استهدف الحقل النفطي ببلدة زلة التابعة لبلدية الجفرة على بعد 650 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة طرابلس، في تصعيد لهجمات التنظيم ضد مواقع يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي جنوب البلاد، منذ مطلع العام الحالي، بعدما أطلق عملية عسكرية شاملة؛ لتطهيره من الإرهاب، والذي انتشر منذ عام 2011.
ليبيا.. قبلة الإرهابيين الرابعة
كما شن تنظيم داعش كذلك بعض الهجمات الكبيرة في طرابلس عام 2018، لكنه تراجع إلى حد كبير إلى صحراء جنوب ليبيا، منذ خسارة معقله السابق في سرت عام 2016، ولم يكتفِ التنظيم بهجماته، بل توعد أيضًا بسلسلة هجمات متواصلة خلال عام 2019، تستهدف المؤسسات الليبية وقوات الجيش في شرق وغرب البلاد.
وبحسب دراسة لمعهد واشنطن الأمريكي، نشرت في سبتمبر 2019، باتت ليبيا تحتل المرتبة الرابعة في تدفق واستقبال المسلحين الأجانب بعد أفغانستان والعراق وسوريا؛ حيث تتبعت وصول المتطرفين المسلحين إلى ليبيا مارس 2011، أي بعد أسابيع قليلة من اندلاع أحداث فبراير، ومن ثم أخذت جماعة أنصار الشريعة بإنشاء المعسكرات القتالية، وشبكات التدريب، والتواصل في الوقت ذاته مع أنصار الشريعة في تونس، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وحتى الجماعات المسلحة في سوريا.
حالة تفكك
وفي تصريح له قال الخبير والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق: إن تقرير البنتاجون استند على تقرير من قوات الأمريكية الموجودة ليبيا «أفريكوم»؛ حيث إن كيان تنظيم داعش الإرهابي، لم يعد موجود بالمفهوم المتعارف عليه؛ حيث يعيش في حالة تفكك؛ نتيجة مقتل العديد من القيادات المسلحة داخل التنظيم في الأراضي الليبية، وانقطاع الاتصال بمراكز القرار في البلدان الأخرى كسوريا والعراق، والتي كان يوجد فيها تنسيق قوي ودعم لوجستي ونقل للمسلحين، بينها وبين الأفرع للتنظيم الإرهابي .
وأكد عبدالحكيم، أنه قبل أبريل 2019، ومع انطلاق عملية طوفان الكرامة، كان تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على مدن وسط وشرق ليبيا، وتحديدًا في سرت وبني غازي ودرنة.
وأضاف المحلل السياسي الليبي، أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي الموجودة الأن في ليبيا، ما هي إلا امتداد لعناصر الذئاب المنفردة في أوروبا؛ حيث يوجد عشرات المسلحين من داعش الأن في ليبيا، موجودين في شكل عنقودي؛ حيث عملية القضاء عليهم لم يصبح بالشكل الصعب على الجيش الوطني الليبي، ويمكنه من بسط نفوذه على منطقة الغرب الليبي.