طهران تحجبه وأمريكا تعرضه.. حرب الإنترنت تشعل الشارع الإيراني

الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 06:45 م
طباعة طهران تحجبه وأمريكا علي رجب
 
على أمل إخماد نار الغضب الشعبي، التي اشتعلت في أوصال المدن الإيرانية، اعتقلت قوات الأمن أكثر من ألف شخص، علاوةً على قتلها وإصابتها العشرات من المحتجين السلميين، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، ولم يقف قمع الملالي عند هذا الحد، بل أقدم النظام على  حجب الإنترنت عن جميع مناطق إيران، خاصةً التي تشهد احتجاجات وصدامات وأعمال عنف، من قبل الأمن ضد المتظاهرين.

واشنطن تهدد وبرلين تتدخل
بدورها، لم تفوت واشنطن الفرصة؛ حيث أعلن سفيرها لدى ألمانيا، ريتشارد جرينيل، أن واشنطن وبرلين قادرتان على منع حجب الإنترنت في إيران، وإعادة الإنترنت إلى المدن الإيرانية الثائرة.
وذكر جرينيل في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في «تويتر»: «نملك قدرة تقنية على إعادة الإنترنت إلى شعب إيران، وضمان عدم تأثره بأي قيود حكومية، يتعين على أوروبا وأمريكا تحقيق ذلك معًا».
التهديد الأمريكي، يشكل نقلة جديدة في دعم واشنطن للتظاهرات في إيران، وهو الموقف الذي أكده الإعلام الأمريكي بتوثيق عمليات استهداف المتظاهرين بالرصاص، من قبل قوات الأمن الإيرانية، بما يشكل جرائم حرب، قد تؤدي إلى تدخل أممي؛ لحماية المتظاهرين، وهو ما تحمله تصريحات زعيمة المعارضة الإيرانية ومجاهدي خلق «مريم رجوي».
وقالت «رجوي»، عبر حسابها على «تويتر»: «لاشك أن جرائم نظام الملالي في الأيام الثلاثة الماضية، تعدّ جريمة ضد الإنسانية بالفعل».
وأضافت زعمية منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة، أن مسؤولى هذه الجرائم هم الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية على مدار 40 عامًا وفي سجلهم الأسود 120 ألف عملية إعدام سياسي، بما في ذلك مجزرة عام 1988».
وشددت رجوي على :«يجب طرد هذا النظام من المجتمع الدولي، ويجب تقديم خامنئي وروحاني والآخرين من قادة هذا النظام للعدالة؛ لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية».

الرصاص بديلًا عن الحوار
من جانبه، قال فراس إلياس، متخصص في شؤون الأمن القومي والدراسات الإيرانية :«بعد تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية، التي شهدتها طهران والمدن الإيرانية الأخرى، احتجاجًا على قرار الحكومة الإيرانية برفع أسعار البنزين بنسبة 50%،  وهو ما أدى إلى موجة عنف شهدتها البلاد، وبدلًا من احتوائها، أقدمت الحكومة على قطع خدمة الإنترنت عن البلاد.
وأضاف إلياس: حسب ما أشارت منظمة «نت بلوكس» للأمن السيبراني، فإن السلطات الإيرانية اعادت تفعيل أجهزة الحظر الإلكتروني على العديد من التطبيقات التي يستخدمها المواطنيين الإيرانيين في وسائل التواصل الاجتماعي،  في توجه على مايبدو من الحكومة الإيرانية؛ لإيقاف زخم انتشار هذه التظاهرات، في تكرار لسيناريو مظاهرات عام 2009، والتي حظرت من خلالها إيران تطبيقات فيس بوك وتويتر».
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية: اللافت للنظر، أنه في الوقت الذي يُحرم فيه المواطنون الإيرانيون من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، نجد أن استخدام هذه الوسائل متاحة للمسؤولين الإيرانيين،  فعلى سبيل المثال، يمتلك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حسابًا فعالًا على موقع تويتر، إذ يصل عدد متابعيه إلى مليون و 300 ألف متابع، في حين يصل عدد متابعي الرئيس روحاني إلى 800 ألف متابع».
وتابع إلياس قائلًا: «على إثر  قيام السلطات الإيرانية بقطع خدمات الإنترنت، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا عن إمكانية إعادة شبكات الإنترنت المقطوعة عن المواطنيين الإيرانيين، بما يمكنهم الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، دون ضغوط أو مشاكل، وهذه الخطوة على الرغم من أهميتها في دعم حالة التظاهر في إيران، إلا أنها لايمكن أن تنجح، بالنظر إلى التطور الكبير الذي أصاب منظومات الدفاع السيبراني في إيران، وتكفي الإشارة إلى أن نفس هذه الدعوات، هي من جعل النظام السياسي في إيران، يشكل المجلس الأعلى للفضاء السيبراني في إيران عام 2009؛ للتغلب على المشاكل التقنية، التي وجهتها إيران في مظاهرات 2009».

الحماية بالتوثيق
وفي تصريح له، أكد الخبير في الشؤون الايرانية، الدكتور محمد بناية، أن  دخول ألمانيا وأمريكا على خط الأزمة الايرانية، يشكل دعما للثوار وحمايتهم من القتل في ظل استخدام السلطات الايرانية الرصاص الحي لقتل المتظاهرين، وكذلك وثائق وادلة ضد النظام لادانته أمام المجتمع الدولي، فإيران دخلت مرحلة صعبة من النهيار السياسي، ، كما ان اعادة الانرنت عبر الاقمار الصناعية في ايران من قبل امريكا وألمانيا قد يجعل من عملية قمع التظاهرات في إيران من قبل نظام الحرس الثوري والأمن الايراني والباشيج أمر غاية في الصعوبة وقد يؤدي الى اسقاط النظام".

شارك