هزيمة «داعش» نهائيًّا.. إنجاز دولي تهدده «عودة أجانب التنظيم» إلى بلادهم
الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 06:47 م
طباعة
معاذ محمد
على الرغم من اجتماع التحالف الدولي لمناهضة تنظيم داعش في واشنطن، 14 نوفمبر 2019؛ لبحث الخطط المسقبيلة لمحاربة التنظيم، خصوصًا بعد مقتل قائده أبي بكر البغدادي، إلا أنه لم يتم التوصل إلى حل نهائي بين الدول الأعضاء، بشأن المشكلة الأهم حاليًا، والتي تتمثل في عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية
هزيمة «داعش» إنجاز يتعرض للتهديد
عقب الاجتماع، أصدر التحالف بيانًا، شدد فيه شدد على أن بالرغم من الانجازات التي قدمها في مجال محاربة التنظيم، إلا أن الهزيمة الدائمة لـ«داعش» تتعرض للتهديد، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الهدف والتماسك في سوريا والعراق.
وتابع التحالف: «إننا وزراء خارجية المجموعة المصغرة نؤكد على إرادتنا المشتركة وعزمنا المتواصل؛ لمواجهة مرحلة جديدة، ضمن هذه المعركة، من خلال متابعة جهودنا المشتركة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا».
وحث التحالف كافة الجهات الفاعلة العاملة في شمال شرق سوريا على مواصلة التنبه للتهديدات الإرهابية على مختلف أشكالها ومظاهرها، والحفاظ على التقدم الذي أحرزه، والعمل على مواجهة أية تهديدات لهذه النتيجة، وتجنب أي فراغ أمني في المنطقة قد يستغله التنظيم، مشيرًا إلى أن استمرار احتجاز الأفراد التابعين لـ«داعش»، بمن فيهم الإرهابيون الأجانب، ما زال موضوعًا بالغ الأهمية.
وأكد التحالف، التزامه الكامل بضمان الهزيمة المستمرة لداعش، رغم صعوبة الوضع، إضافةً إلى تقديم كافة إرهابيي التنظيم للمساءلة، والالتزام بتعزيز اعتقالهم بشكل آمن وإنساني ومقاضاتهم في نهاية المطاف، مضيفًا: «سمنع المعتقلين أو المختبئين أو الموجودين خارج نطاق سيطرة التحالف من العودة إلى ميدان المعركة في العراق وسوريا أو الانتقال إلى مكان آخر، والتخطيط لشن هجمات ضد بلدان أخرى».
وتابع البيان: «ملتزمون بإنشاء آليات مساءلة فعالة أو دعم آليات المساءلة الحالية، بالتنسيق الوثيق مع البلدان الأصلية للإرهابيين الأجانب».
ويقول البيان: إن فروع داعش لم تتخل عن ولائها له، بالرغم من انتكاساته في سوريا والعراق، مؤكدًا دعم التحالف للأصوات المحلية التي تقدم رؤية بديلة لدعايتهم، وزيادة الجهود؛ لمنع حصول التنظيم على مساحة؛ لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.
أمريكا تحذر
من جهته، قال نايثان سيلز، المنسق الأمريكي لمكافحة الإرهاب، 15 نوفمبر 2019: إنه «يجب ألا يتوقع أحد أن تحل الولايات المتحدة أو أي طرف آخر تلك المشكلة نيابة عنهم»، مؤكدًا أنه «لدينا جميعًا مسؤولية مشتركة؛ لضمان عدم تمكن مقاتلي داعش من العودة لميدان المعركة، ولمنع التنظيم من إلهام جيل تال من الإرهابيين أو دفعهم نحو التطرف».
ويأتي تصريح الممثل الأمريكي، في ظل رفض الكثير من الدول الأوروبية عودة مقاتليها الأجانب من سوريا والعرق، فأوضح جان إيف لو دريان، وزير الخارجية الفرنسي، بعد اجتماع واشنطن، عدم رغبة بلاده في إعادتهم، قائلًا: «يجب إحالتهم للعدالة بأقرب ما يمكن؛ بسبب الجرائم التي اقترفوها».
سياسة غائبة
من جهته، قال جيم جيفري، الممثل الأمريكي الخاص لسوريا: إنه يوجد خلاف في الرأي بين الدول الأعضاء في التحالف، يتعلق بما إذا كان ينبغي للدول الأصلية لمسلحي التنظيم استلام مواطنيها المحتجزين، أم ستبحث أمرًا ما وتدرسه بمزيد من التفصيل، مؤكدًا أنه «جرى الإقرار بأن هذه مشكلة كبرى».
وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في تقرير له، تحت عنوان: «هل من موقف أوروبي موحد من استعادة مقاتلي داعش»، الإثنين 18 نوفمبر 2019، فإنه لا توجد معايير أو سياسيات واحدة لدول أوروبا حول المقاتلين الأجانب، رغم أن المفوضية الأوروبية توصي بضرورة استعادتهم.
وأضاف التقرير: «يبدو أن هناك موقف سياسي ثابت من قبل الدول الأوروبية برفض استعادة مقاتليها، رغم أن الدساتير والأحكام القضائية تجبرها على دول استلام مقاتليها».
وأشار المركز في تقريره، إلى أن محاكم بعض الدول الأوروبية حكمت لصالح بعض عناصر تنظيم داعش بالعودة إلى أوطانهم، بعد رفع دعاوى منفردة، معتبرًا أن هذا يعكس التناقض بين الأحكام القضائية وسياسة بعض دول أوروبا.
محاربة الإرهاب
ويرى التقرير، أنه بالنظر إلى الأمر، لا توجد انفراجة قريبة في معضلة المقاتلين الأجانب، مؤكدًا أن هذا سينعكس سلبًا على الأمن في المنطقة، وخصوصًا سوريا والعراق.
كما اعتبر تقرير المركز، أن محاولة دول أوروبا تنفيذ محاكم دولية في العراق، تخلي قانوني وأخلاقي منها في سياساتها تجاه محاربة التطرف والإرهاب.
وشدد التقرير، على ضرورة استعادة الدول الأوروبية مقاتليها الأجانب، وإخضاعهم إلى الأحكام القضائية، إضافةً إلى تقديم برامج الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي، خصوصًا للنساء والأطفال، مشيرًا إلى أن إبقاء تلك العناصر وتحديدًا في أنقرة، يعطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «ورقة جديدة» للتدخل بالشأن الأوروبي.
ويقول الكاتب السياسي اللبناني عبد الوهاب بدرخان، إنه عندما اقتربت نهاية المعارك ضد «داعش»، سارعت الدول إلى التنسيق في ما بينها لإجلاء عملائها الذين أرسلوا لاختراق التنظيم استخبارياً، مؤكدًا أن تباطئها في تسلم المقاتلين مجازفة تجعلهم «قنابل موقوتة»، من شأنها ولادة جيل جديد من «داعش».
وأوضح «بدرخان» في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، تحت عنوان: «خلافات التحالف أكبر من تسلّم الدواعش»، 17 نوفمبر 2019، إلى أن تنظيم داعش ولد عمليًا في سجون العراق، مشيرًا إلى أن هذا الهاجس دفع أنقرة إلى حسم الجدل والبدء بترحيل الأجانب المعتقلين لديها إلى دولهم.
ويرى الكاتب السياسي، أن أسباب رفض الدول الأوروبية تسلم «الدواعش» الذين يحملون جنسيتها أو سحبت منهم، ليست مفهومة، مشددًا على أن الأعباء والإشكاليات حول هذا الأمر أكبر من أن تعالج بإبقائهم في العراق أو عند أكراد سوريا، أو عرض بعض الدول مساهمة مالية في تكاليف محاكماتهم واحتجازهم الدائم.