«ذات المزاعم الواهية».. تركيا تهدد بعملية عسكرية رابعة شمال سوريا
الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 08:39 م
طباعة
محمد عبد الغفار
لم يكتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بثلاث عمليات عسكرية في الشمال السوري، ولكنه بدأ الإعلان عن خططه الاستيطانية لعملية رابعة، الهدف منها كما سابقاتها التغيير الديموجرافي للشمال السوري، كي يصبح بذرة الانطلاق نحو أحلام الدولة العثمانية الجديدة التي تسيطر على فكر حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وتواصل تركيا الإعلان عن أن هذه العمليات تهدف في المقام الأول إلى محاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في شمالي سوريا، على الرغم من أن أنقرة ظلت لسنوات وحتى الآن تقدم الدعمين الإستراتيجي واللوجيستي اللازمين لهذه التنظيمات، بالإضافة إلى فتح الحدود أمامهم للحركة دون قيد.
عملية جديدة
"غصن الزيتون" و"درع الفرات" و"نبع السلام"، ثلاث عمليات عسكرية أطلقها "أردوغان" في الشمال السوري، ورغم أسمائهم البراقة فإن الواقع كان مختلفًا، إذ تم استهداف المدنيين بصورة مباشرة، وتغيير الهوية الثقافية لتلك المنطقة، بالإضافة إلى استخدام أسلحة محرمة دوليًّا.
والآن جاء دور العملية الرابعة، إذ صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن بلاده ستبدأ عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سوريا إذا لم يتم إخلاء المنطقة ممن وصفهم بالإرهابيين.
ووفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية الإثنين 15 نوفمبر، قال وزير الخارجية التركي إن الولايات المتحدة وروسيا امتنعتا عن تنفيذ ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، الذي التزمت به تركيا، على حد زعمه، وأوقفت عمليتها ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، أكتوبر 2019.
وطالب "أوغلو" كلًا من واشنطن وموسكو بتنفيذ ما تم قبوله خلال الاتفاق، مضيفًا: «إذا لم نحصل على نتيجة سنقوم بما يلزم، مثلما أطلقنا العملية السابقة بعد محاولتنا مع الولايات المتحدة»، في إشارة إلى ما تعرف بـ"نبع السلام"، التي أطلقتها أنقرة في 9 أكتوبر 2019.
وتنص الاتفاقات على نقل وحدات حماية الشعب، وهو التنظيم الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية، من مناطق واسعة من الأرض على حدود تركيا في شمال شرق سوريا.
ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي ساعدت الولايات المتحدة والتحالف الدولي على مواجهة تنظيم "داعش" ودحرته في معركة الباجوز.
خلاف مستمر
على الرغم من الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن منذ اسبوع، فإن الخلافات بين الطرفين ما زالت مستمرة، إذ أصدر الكونجرس قرارًا يطالب الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة، بسبب عدوانها على سوريا.
كما زادت حدة الهجوم الغربي على تركيا عقب العدوان، الذي استهدف المناطق التي توجد بها سجون قوات سوريا الديمقراطية التي تحتجز بداخلها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، مثل مدينة القامشلي، حيث تتخوف الدول الأوروبية من أن يساهم هذا الهجوم في تحرير الإرهابيين ويعطل معركة القضاء عليهم، وهو ما لم تستمع إليه أنقرة.