داعش الأفريقي.. نشاط متزايد بفضل الطائفية والعرقية والفوضى (تقرير إيطالي)
الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 09:56 م
طباعة
أحمد عادل
نشر موقع «unimondo» الإيطالي، الثلاثاء 19 نوفمبر 2019، تقرير عن تنظيم داعش الإرهابي ومستقبله في منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، بعد مقتل زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي».
داعش الأفريقي.. نشاط
واستهل التقرير بملحوظة استنتاجية مفادها، أن مقتل البغدادي، تسبب في توجيه ضربة قاسية، ولكنها غير قاتلة للتنظيم الإرهابي، الذي استطاع إقامة شبكة علاقة تعاونية، مع عدد من القبائل الكبرى في منطقة الساحل والصحراء .
تنامي داعش في وسط أفريقيا
وأوضح الموقع الإيطالي في تقريره، أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، زاد عدد أفرع تنظيم داعش الإرهابي، بشكل كبير؛ ما سمح له بالاعتماد على شبكة متماسكة ومفصلة، حتى بعد إزالتها من الحدود الإقليمية، التي كان يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق؛ حيث يوجد حاليًّا عدد كبير من تلك الأفرع في أجزاء مختلفة من أفريقيا .
واستعرض التقرير، مختلف مناطق القارة، و التي نشط فيها عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بدءًا من الشمال؛ حيث تم تفكيك خلية كانت تسعي لتنفيذ هجمات واسعة النطاق، على مواقع حساسة اقتصاديًّا في منطقة ميناء الدار البيضاء في المغرب، خلال أكتوبر 2019.
وأشار التقرير، إلى أن عمليات الجيش الوطني الليبي، قلصت من وجود داعش في البلاد، ولكن طول أمد الحرب ضد التنظيم تكسب الأخير المزيد من الوقت وتمنحه الفرصة؛ لاعادة ترتيب أوراقه وصفوفه، وتجنيد أشخاص جدد، خاصةً في أقصى الجنوب الغربي من البلاد
التغلغل في أثيوبيا
وأضاف، أن في منطقة شرق أفريقيا، يعتمد التنظيم الإرهابي على ولاية جديدةـ، أعلن عنها داعش في أبريل2019، في شمال الصومال، والتي حاولت مؤخرًا مهاجمة إثيوبيا، مستفيدة من الصراع العراقي الداخلي للبلاد.
أما في وسط أفريقيا، يوسع تنظيم داعش وجوده، من خلال إنشاء ولاية وسط أفريقيا، والتي انضمت إليها الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة الشمالية الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي الجزء الجنوبي الشرقي من القارة، وبالتحديد في شمال موزمبيق، ومنذ شهر يونيو 2019، أعلن تنظيم داعش عن سلسلة من الهجمات من قبل ما تسمى جماعة أهل السنة والجماعة، والتي تتعاون معها.
أما في غرب أفريقيا؛ حيث يوجد تنظيم داعش الإرهابي، عبر بوابة ما تدعى «ولاية غرب أفريقيا»، وهي الأكبر للتنظيم في أفريقيا، وأعلنت أغسطس 2016، بعد الانقسام الذي ضرب جماعة بوكوحرام الإرهابية .
الساحل والصحراء والصراعات الطائفية
وأكد التقرير، أن الموقف في منطقة الساحل والصحراء، يزداد خطورة؛ حيث اشتدت النزاعات العرقية وصراعات السيطرة على الموارد النفطية في السنوات الأخيرة، وهو ما سمح لتنظيم داعش الإرهابي التوسع بسرعة أكبر من أي منطقة أخرى في أفريقيا، ويقع مركز تنظيم داعش في شمال وسط مالي؛ حيث ازداد العنف العرقي بشكل ملموس على مدار العامين الماضيين.
وظهر تنظيم داعش في منطقة الساحل الأفريقي «مالي»، بعدما ظهر أمادو كوفا «زعيم ما تسمى بجماعة نصرة الاسلام والمسلمين في مالي»، الذي أعلن عن مقتله في عام 2018، من قبل وزيري الدفاع الفرنسيين والماليين، ولكنه ظهر في فبراير 2019، مجددًا على قيد الحياة في شريط فيديوـ منددًا بنزع الشرعية عن حكومة باماكو في مالي، ومدافعًا- باستخدام حركته الإرهابية-عن قبائل مجتمع الفولاني ضد قبائل الدوجون«أزمة طائفية بين المزارعين (يمثلون الفولاني المسلمين)، والرعاة يمثلون( الدوجون غير المسلمين)».
وأبرز التقرير، أن كوفا في نهاية أكتوبر 2019، استطاع التواصل إلى وقف لإطلاق النار بين ميليشيات دان نا أمباساجو العرقية في مالي، و ميليشيات قبيلة الدوجون، والتي من ضمن شروطها إنهاء الأعمال القتالية ضد الفولاني والاعتراف بسلطة حركة تحرير السودان.
واختتم التقرير، محذرا من خطورة داعش على المناطق الريفية الأفريقية، خاصةً في شمال بوركينا فاسو ووسط مالي، إذ لم تتمكن الحكومات من دحر إرهاب التنظيم في منطقة الساحل والصحراء الأفريقي.