بغارات استباقية.. الجيش الليبي يحبط مخطط «تحريك مصراتة» التركي
الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 10:43 م
طباعة
أحمد عادل
يسعى الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى فرض سيطرته وهيمنته الكاملة على منافذ العبور إلى البلاد؛ لمنع وصول الأسلحة إلي الميليشيات الإرهابية الموجودة في البلاد، و تدفق العناصر الإرهابية إلى البلاد، إبان أحداث فبراير 2011.
غارات جوية
وفي هذا الإطار، أعلن الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الإثنين 18 نوفمبر 2019، أن مقاتلات جوية، شنت 4 غارات جوية على مقر الكلية الجوية مصراتة، وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية عن نقل أسلحة وذخائر تم تخزينها بمقر الكلية؛ ما دفع لاستهداف المستودعات التي تم تخزين الذخائر بها، وتدمير الأهداف بنجاح.
وأكد المسماري، أنه في إطار العمليات العسكرية الشاملة ضد التنظيمات الإرهابية، التي انتهكت سيادة الدولة، وهددت أمنها وسلامة أراضيها ودمرت اقتصادها وبددت مواردها، وبناءً على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، تم رصد ومتابعة عملية نقل عدد «9 مدرعة»، بواسطة السفينة المدنية التركية «كوسافاك رست» من تركيا إلى ميناء الحديد والصلب، بمنطقة مصراتة، يوم الاثنين، والتي تم نقلها لاحقاً من الميناء وتخزينها في منطقة صناعية في وسط المدينة؛ بهدف استخدامها في أرض العمليات، وفق خططهم المعروفة لأجهزتنا الاستخباراتية، وهو ما يشكل خرق جديد من قبل تركيا لقرارات مجلس الأمن الدولي، والتي تنص على فرض حظر الأسلحة.
ضربات استباقية
وأضاف المسماري، أن بعد اكتمال المعلومات الاستخباراتية، من خلال التتبع والمراقبة لهذه الشحنة العسكرية، منذ بداية تنزيل المدرعات من السفينة حتى وصولها إلى المخازن، قام سلاح الجو الليبي وبعد التخطيط لاستهداف هذه المدرعات في نفس يوم وصولها وقبل خروجها من مخازنها؛ لمنع استخدامها في أعمال عدوانية تهدد أمن وسلامة البلاد والعباد والجيش الوطني العربي الليبي ؛ ما أدى إلى إصابة أهدافها وتدمير المدرعات بدقة عالية، وقد نتج عن هذا الاستهداف انفجارات هائلة متتالية؛ نتيجة تخزين أسلحة وذخائر وصواريخ فيها، إضافةً للمدرعات.
وفي سبتمبر2019، أعلن المسماري، أن تم ضبط شحنة أسلحة في ميناء مصراتة قادمة من تركيا، كما أعلن الجيش الوطني الليبي، أن مقاتلاته استهدفت طائرة نقل محملة بالذخائر والعتاد في مطار مصراتة العسكري ودمرتها بالكامل، إضافةً لثلاث ضربات أخرى تمت بالتزامن على ذات الموقع.
وتوجد في مطار مصراته العسكري، قاعدة عسكرية تتبع حكومة الوفاق، وهي ذات أهمية استراتيجية قصوى؛ لأنها من خلالها يتم دعم الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة فايز السراج، كما تقوم بدور عسكري هام في دعم قواتها، من خلال استقبال الأسلحة والذخائر القادمة من الخارج، وتحديدًا من تركيا.
وتحرص تركيا، على تقديم جميع أنواع الدعم المادي والاستراتيجي للميليشيات، التي يحتمي بها فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس، ومن ثم اشتعال الأوضاع في البلاد مرة أخرى والعودة إلى نقطة الصفر.
تحريك مصراتة
ومن جانبه، قال السياسي والحقوقي الليبي، محمد جبريل اللافي: إن تركيا تطمع في تحريك مصراتة وتغليب العرق التركي والشركسي على العرق العربي؛ حيث سبق وزارها أردوغان، حينما كان رئيسا للوزراء في عام 2012، وافتتح القنصلية التركية، وحينها قال: أهلًا بكم في «مصراتة التركية».
وأكد اللافي في تصريح خاص له، أن مصراتة بها ميناءين، واحد جوي و الآخر بحري، يمكن استخدامهما في أي مصالح تركية، والتي من بينها تهريب السلاح للإرهابيين.
وأضاف السياسي والحقوقي الليبي، أن تركيا تطمع في أن يكون لها وجود، جنوب المتوسط، وفي حليف تشتريه بالسلاح؛ لتجد صوتا لصالحها خاصةً بعد الصراع الذي بدأ يشتد على غاز المتوسط مصراتة؛ حيث يغلب على المدينة قطاع الأعمال والمال، موضحًا أن يمكن لأي شخص التحرك فيها بسهولة، وكذلك الأموال تدخل بحرية كبيرة.
وأشار إلى أن، مصراتة لديها عداءات ثأرية كثيرة مع كثير من المدن، كبني وليد وتاورغاء وترهونة وغيرها؛ ما يسهل عمليه استغلالها في أي معركة، ويوجد بها كلية جوية ومطار عسكري، وهذا ما دفع تركيا للاعتماد عليها، إلا أن الجيش الليبي أثبت أنه لا مكان في ليبيا بعيد عن يديه.
وتابع أن، مصراتة بها كمية كبيرة من الجماعات الإسلامية، ويمكن بالتالي استخدامهم لتنفيذ أجندات خاصة لتركيا، بدوافع وهمية إسلاموية، مضيفًا أن اختيار مصراتة، يعني ضرب النسيج الاجتماعي، وإحياء مشروعات التقسيم، الناتجة عن الاستعلاء من أبناء مصراتة، كما أن سقوط مصراتة وطرابلس، تعني انتهاء الحلم التركي في شمال أفريقيا بالكامل.