منطقة البلطجة الآمنة.. أردوغان يلوح بعدوان جديد على الشمال السوري

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 06:39 م
طباعة منطقة البلطجة الآمنة.. معاذ محمد
 
أزمة جديدة تلوح في الأفق بين تركيا وروسيا على أرض الشمال السوري، فعلي الرغم من اتفاق أنقرة وموسكو في 22 أكتوبر 2019 على إجلاء قوات سوريا الديمقراطية «قسد» من المنطقة بعمق 30 كلم، وتيسيير دوريات عسكرية مشتركة، إلا أن هناك بوادر خلاف بين البلدين، بشأن الوضع في المنطقة.

أردوغان يهدد
من جهته، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، الأربعاء 20 نوفمبر 2019، وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها بلاده «منظمة إرهابية»، بأنها «قطيع من القتلة" مؤكدًا عزم أنقرة مواصلة مواجهتها.
ووفقًا لوكالة «سبوتنيك»، شن الجيش التركي والفصائل التركمانية السورية المسلحة التابعة له، هجومًا عنيفًا بالأسلحة الثقيلة، الأربعاء 20 نوفمبر، على أربع قرى سورية في ريف الرقة الشمالي، والتي توجد بها مواقع لتنظيم «قسد».
ونقلًا عن مراسل الوكالة، تعرضت صوامع قرية «خفية سالم» بريف تل أبيض الغربي لقصف عنيف بصواريخ الفصائل التركمانية المسلحة الموالية للجيش التركي، موضحًا أن مجموعات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، لا تزال تتحصن داخل مبنى الصوامع.
وكان مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، أعلن الإثنين 18 نوفمبر 2019، أن بلاده مستعدة لاستئناف العمليات في سوريا، في حال فشلت روسيا والولايات المتحدة في الوفاء بالتزاماتهما بسحب التشكيلات الكردية من المنطقة الآمنة.
وجدد إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، دعوة روسيا والولايات المتحدة الأميركية، للالتزام بتعهداتهما بشأن المنطقة الآمنة شمال سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده تواصل المباحثات مع روسيا بشأن إدلب، مشددًا على أن «موسكو وواشنطن مسؤولتان عن وقف هجمات الإرهابيين».

بوادر خلاف
من جهتها، نددت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء 19 نوفمبر 2019، بمقترح تركيا القيام بعملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، إذا لم يجر تطهير المنطقة ممن تصفهم أنقرة بـ«الإرهابيين»، وفقًا لرويترز.
وقالت وكالات روسية، نقلًا عن الوزارة: إن هذا التدنيد جاء رد على تصريح «مولود جاويش»، بأن بلاده  ستشن عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سوريا، ما لم تُخل المنطقة من وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
كما أعلن اللواء إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم الوزارة، في بيان آخر، 19 نوفمبر 2019، عن استغرابها من تصريح وزير الخارجية التركي، مشددًا على أن ذلك سوف يؤدي إلى تفاقم الوضع في شمال سوريا، لا تسويته.
وعلى خلاف ذلك، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن سيرغي لافروف، وزير الخارجية، الأربعاء 20 نوفمبر 2019، قوله: إن أنقرة أبلغت موسكو، أنها لا تخطط لعملية جديدة بسوريا، رغم تصريحات سابقة عن عزمها القيام بذلك.
وفي مؤتمر صحفي بأنقرة، عقده الرئيس التركي قبل سفره إلى أمريكا، 12 نوفمبر 2019، قال: إن الولايات المتحدة وروسيا لم تتمكنا من تطهير الشمال السوري من الإرهابيين»، متابعًا «سنقيّم هذا الأمر مع ترامب وبوتين».
من جهة أخرى، يرى فلاديمير جاباروف، رئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي «الغرفة العليا للبرلمان»، أن استئناف تركيا المحتمل للعمليات في سوريا، يتعين أن يكون موضوع مفاوضات، مؤكدًا أنه «يجب إنهاء كل شكوك تركيا بشأن سحب القوات الكردية من المنطقة الآمنة، وإذا كانت هناك شكوك فيتعين حلها، من خلال المفاوضات»، وفقًا لوكالة سبوتنيك.
وشدد «جاباروف» على أن المفاوضات ضرورية؛ لتجنب الاشتباكات بين الجيشين السوري والتركي.
وكانت تركيا نفذت في 9 أكتوبر 2019، عدوانها على الشمال السوري؛ لإقامة ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة» وإجلاء الأكراد منها؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من قوات سوريا الديمقراطية ومن المدنيين، وتم الاتفاق في 22 أكتوبر بين أنقرة وموسكو على إجلاء «قسد» من المنطقة بعمق 30 كلم.

شارك