مؤشر الإرهاب الدولي لـ2019: «طالبان» الأكثر دموية وتراجع «داعش» و«القاعدة»

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 06:41 م
طباعة مؤشر الإرهاب الدولي نهلة عبدالمنعم
 
كشف المؤشر العالمي للإرهاب«GTI» لعام 2019، عن انخفاض عدد القتلى بسبب الإرهاب للعام الرابع على التوالي، بعد أن بلغت ذروتها في عام 2014 بالتوازي مع ظهور داعش، فيما أرجعت الورقة الإحصائية نسب الانخفاض إلى النجاحات العسكرية ضد داعش وفرعها بنيجيريا «بوكوحرام» المتسبب على مدار سنوات في أعنف الهجمات المتطرفة.

أفغانستان في الصدراة
فطبقًا للإحصائية التي يطلقها معهد الاقتصاد والسلام«IEP» سنويًّا حول نسب تأثر الدول بمعدلات الوفيات الناجمة عن الإرهاب، انخفض إجمالي عدد الوفيات بنسبة 15.2 في المائة بين عامي2017 و 2018، بينما تقلصت النسبة الحقيقية في 2018 إلى 52% مقارنة بما كانت عليه في 2014، كما أورد التقرير، أنه لأول مرة منذ 2013، لم يعد العراق البلد الأكثر تأثرًا بالتطرف، بل انخفض للمرتبة الثانية؛ لتحتل أفغانستان المركز الأول، بدلًا منه في نسبة الضحايا الفاقدين لحياتهم، كسبب مباشر للهجمات الإرهابية.
كما ذكرت الدراسة، أن انخفاض عدد القتلى بسبب الإرهاب، يعكس بدوره تراجع ملحوظ لتأثير الإرهاب في جميع أنحاء العالم؛ إذ إن هناك 98 دولة، سجلت تحسنًا على «GTI»، مقارنة بـ40 فقط، سجلوا نسب متدهورة.
فيما أشار تقرير «GTI» إلى وجود 103 دولة منيت بعمل إرهابي واحد على مدار العام، إلى جانب وجود 71 دولة فقط، عانوا من سقوط ضحية واحدة فقط؛ ما يدلل على وجود الاستمرار في مكافحة الإرهاب.

تراجع داعش
لفتت الدراسة إلى استمرار تراجع تنظيم داعش للعام الثاني على التوالي؛ إذ انخفضت الوفيات المنسوبة إلى التنظيم بنسبة 69 %، مع انخفاض هجماته بالتبعية إلى حوالي 63 % في عام 2018.
وأكدت الدراسة، أن عدد المسلحين المنسوبين للتنظيم، والذين لايزالوا في العراق وسوريا، يصل عددهم إلى نحو 18.000 مسلح، بنسبة تراجع كبيرة عن 2014، التي كان عدد المسلحين في المنطقة، قد قارب 70.000 متطرف.

تقهقر قاعدي 
سجلت الدولة الصومالية، ثاني أكبر انخفاض في عدد الوفيات للسنة الثانية على التوالي؛ إذ تراجعت هجمات حركة الشباب بنسبة 24 % بعد زيادة استهداف عناصر الحركة، عبر الغارات الجوية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
إذ احتلت الصومال المرتبة السادسة، على مؤشر «GTI» الأخير لعام 2018، أما في 2017، فكانت بالمركز السادس أيضًا، ولكن بمعدل وفيات أكثر ارتفاعًا، ما يعني وجود ثبات لبعض الدول على المؤشر مع انخفاض عام في نسب الإرهاب عالميًّا.

العمليات الأعنف
بخصوص أكثر العمليات الإرهابية تأثيرًا، وأوسعها في عدد الضحايا، مُنيت أفغانستان بـ16 عملية، من ضمن 20 عملية مصنفة كأكثر العمليات إسقاطًا للضحايا، كما منيت بأول عمليتين من هذا النوع على المؤشر، ووقعت الأولى في 10 أغسطس 2018، بإقليم غزني مُخلفة 446 حالة وفاة، وأعلنت طالبان حينها مسؤوليتها عن الحادث، أما الثانية فكانت في 15 مايو 2018، بمنطقة فرح وخلفت 330 قتيلًا، وكانت طالبان أيضًا مسؤولة عنها.
ويلاحظ، أن 13 عملية عنيفة من مجموع 16، وقعت بأفغانستان، كانت من تنفيذ طالبان، بينما اثنان فقط نفذتهما داعش، وواحدة مجهولة الفاعل؛ ما يؤشر على نفوذ طالبان المتزايد بالمنطقة، وأنها مازالت أقوى من داعش، وأكثر عنفًا منه في محيط أفغانستان.
واشتملت القائمة العشرينية، على باكستان بعملية نفذها فرع داعش المسمى خراسان، إضافةً إلى سوريا التي منيت أيضًا بعملية عنيفة من تنفيذ داعش في 8 يونيو 2018، راح ضحيتها 51 شخصًا.

متغيرات دافعة
أكدت الدراسة، أن الاضطرابات السياسية والمعارك الداخلية، لاتزال هي السبب الأول في انتشار مجموعات الإرهاب، وتمكنها من السيطرة على بعض المناطق، وتنفيذ عدد أوسع من العمليات بنسب ضحايا مضطردة، فمن شأن الأوضاع المضطربة، أن تخلف بنية متهالكة أمنيًّا، تسهل دخول الأسلحة والمعدات العسكرية.
علاوةً على ذلك، فإن مجموع ضحايا العمليات الإرهابية في المؤشر، لا يخص فقط الجماعات المتطرفة ذات البعد الراديكالي الإسلاموي، لكنها تضم أيضًا مجموعات عرقية وطائفية أخرى عنيفة، مثل جماعة «أنتي بالاكا» الناشطة في جمهورية أفريقيا الوسطى.

شارك