مريوان تنتفض.. الأكراد يهددون عرش «الملالي»

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 06:44 م
طباعة مريوان تنتفض.. الأكراد إسلام محمد
 
في غمرة أحداث ثورة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي، أتت أعنف الاحتجاجات من شمال غرب البلاد؛ حيث ثارت جموع مناطق الأكراد المحتقنة من ظلم النظام على مدار عقود.
وبعكس باقي الأماكن، فإن بعض المناطق الكردية شهدت مواجهات مسلحة متكافئة بين مسلحي النظام ومسلحي الأكراد - بحسب الشرق الأوسط.
وكان لمدينة مريوان، الكردية نصيب الأسد من المواجهات، التي سقط فيها عدد من عملاء النظام وجنوده قتلى بعد اصطياد المقاومة الكردية لهم في كمائن مفاجئة.
لكن حاكم مريوان، المعين من قبل النظام امتنع عن التوضيح قائلًا: إنه «غير مسموح» بتقديم معلومات عن عدد القتلى، نافيًا سقوط 15 قتيلًا، خلال الاحتجاجات، كما هو معروف.
وقالت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء 19 نوفمبر 2019: إن قوات الأمن الإيرانية قتلت 106 من المتظاهرين، خلال 4 أيام، كان معظمهم من محافظتي الأهواز وكردستان، هذا بينما رجح ناشطون إيرانيون أن يكون عدد القتلي ارتفع إلى أكثر من 200 متظاهر، ودعا مدير المنظمة فيليب لوثر السلطات الإيرانية إلى «إنهاء هذا القمع الوحشي والدامي فورًا».
بينما دعا المتحدث باسم القضاء غلام حسين إسماعيلي، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 المواطنين إلى تقديم المعلومات عمن وصفهم بـ«المخربين»، مشيرًا إلى التعرف على الأشخاص الذين «أحرقوا بنوكًا ومراكز حكومية»، كما أشار إلى اعتقال أشخاص أرسلوا تسجيلات إلى وسائل الإعلام، وقال: «سنواجه بحزم من يهددون الأمن ويحرقون رأس المال العام».
إلى ذلك أحرق 9 مكاتب تابعة لممثلي المرشد الإيراني علي خامنئي في المحافظات، باعتبارها رموزًا للنظام القمعي ومقرات رجال الدين المسؤولين الذين يشرفون على تطبيق سياسات النظام، ويقومون بنهب أموال الشعب.
وانطلقت حناجر المحتجين بهتافات من قبيل «الموت للديكتاتور» و«تسقط الجمهورية الإسلامية، لا نريدها، لا نريدها» و«لا غزة، لا لبنان، أضحي فقط من أجل إيران»، في تعبير عن رفضهم لتدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة وتبديد ثرواتهم على دعم الإرهاب.
بينما اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي المظاهرات «ممارسات أمنية وليست شعبية»، مؤكدًا صمود بلاده أمام من وصفه بـ«العدو» في مختلف الساحات على حد زعمه، وقال: «ليعلم الأصدقاء وكذلك الأعداء، أننا دحرنا العدو في ساحات الحرب العسكرية والسياسية والأمنية، ومنها الممارسات التي حصلت خلال الأيام الأخيرة، التي كانت ممارسات أمنية وليست شعبية».
وأضاف: «لقد فرضنا التقهقر على العدو في مختلف الساحات، وسنجعل العدو يتقهقر في ساحة الحرب الاقتصادية بالتأكيد»، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية.
من جهته، أكد الباحث بسام شكري خبير التخطيط الاستراتيجي والمحلل السايسي، أن المواطنين في المدن الإيرانية يضربون قوات الأمن بالحجارة، لكن الوضع مختلف في مناطق الأكراد شمال غرب إيران، فهناك يضربون الأمن بأسلحة نارية ولديهم أحزاب مسلحة تسكن الجبال، ولم تستطع السلطات إخضاعها حتى الآن، فالتمرد الكردي مستمر منذ عام 1925، والاحتجاجات الكردية هي الأكثر قوة.
وأضاف في تصريحات له، أن مدينة مريوان الكردية تعد خاصرة ايران الضعيفة، فهي منعزلة عن باقي مناطق البلاد ومفتوحة على العراق وقريبة من مدينة السليمانية العراقية، كما أن الأكراد على جانبي الحدود من نفس النسيج ويتحدثون نفس اللهجة ويشاركون الانتماء ذاته، مبينًا أن مريوان تشهد الآن تظاهرات عنيفة واشتباكات في الضواحي وقطع الطرق الجبلية من قبل مسلحين وقتل اعداد كبيرة من الباسيج وقوات القمع، بعد وقوع باصات كبيرة كانت تحملهم لمركز المدينة في كمين نصبه مسلحون من قرى الضواحي.
جدير بالذكر، أن مريوان مدينة تقع في القسم المركزي من مقاطعة مريوان بمحافظة كردستان.

شارك