بتدريب الأئمة.. الحكومة الألمانية تحارب السيطرة «التركية ــ الإخوانية» على المساجد

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 08:55 م
طباعة بتدريب الأئمة.. الحكومة دعاء إمام
 
ينطلق الخميس 21 نوفمبر، برنامج تدريب الأئمة المسلمين فى ألمانيا، بهدف الحد من التأثير الخارجي عليهم في عموم البلاد، وهي خطوة تدعمها وزارة الداخلية الألمانية، وعدة منظمات إسلامية بينها المجلس المركزي للمسلمين.
وتتخوف ألمانيا من سيطرة الاتحاد الإسلامي التركي لشؤون الأديان «ديتيب» على الأئمة العاملين في البلاد، لاسيما وأن ألمانيا تستضيف ثلاثة ملايين فرد من أصول تركية؛ لذا تعتبر «ديتيب»  أكبر مظلة إسلامية هناك، وتضم 900 مسجد بأئمة أتراك مدربين وممولين من تركيا، وشكلت لغة هؤلاء الأئمة والحاجز الثقافي إلى جانب ولاء العديد منهم للحكومة التركية، دافعا للحكومة الألمانية للتعامل بشكل مكثف مع هذه القضية في السنوات الأخيرة.

تحديات
وتعتزم الحكومة الألمانية تقليل التأثير المادي والمؤسساتي على الأئمة من الخارج، إذ قال ماركوس كربير، سكرتير الدولة في وزارة الداخلية، في حديث مع  موقع «دويتشه فيله» أبريل الماضي: إن الشباب الذين وُلدوا ونشأوا في ألمانيا إذا توجهوا إلى المسجد أو البحث عن نصيحة من إمام، فإنه من الأفضل أن يكون لرجل الدين تجربة مع الحياة في ألمانيا، مضيفًا أن الأمر لا يتعلق بإضفاء طابع ألماني على الإسلام، بل توطين الإسلام في البلاد.
وبحسب «دويتشه فيله»، لا يوجد مخطط واضح لإتمام التكوين المحلي للأئمة، خاصة وأن اللغة تشكل حاجزًا كبيرًا وفي هذه النقطة بالذات تخطط الحكومة الألمانية لتعديل قانون الإقامة، على ان تكون اللغة الألمانية إجبارية للأئمة الذين يرغبون في القدوم إلى البلاد.
ويتم حاليًّا تدريس العلوم الإسلامية في العديد من الجامعات الألمانية مثل مونستر وتوبينجن وأوسنابروك وفرانكفورت.

خطوة أولى
كانت موافقة مجلس جامعة مونستر الألمانية بشكل رسمي على تحويل مركز الدراسات الإسلامية بالجامعة إلى كلية، مطلع العام الحالي، بمثابة خطوة أولى لمواجهة الهيمنة الإخوانية ـــ التركية، التي تسعى إلى فرض أجندات سياسية معينة تتعارض مع الفكر الإسلامي المستنير.
وتقرر تعيين البروفيسور مهند خورشيد، عميدًا للكلية، والذي بحث مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، آليات مواجهة خطابات جماعات الإسلام السياسي من خلال نشر الإسلام المعتدل ودعم جهود الشخصيات التنويرية، ومحاولة التوصل إلى حلول كافية لمخاطبة الشباب المسلم بشكل صحيح، خاصة الألمان منهم.
وكشف «خورشيد» ألاعيب جماعات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية التي تستغل نصوصا وفتاوى ليست في سياقها لتبرير الجرائم البشعة التي يقومون بها، ومحاولة نشر المفاهيم الصحيحة عن الإسلام في أوروبا، مؤكدا أن الرئيس الألماني اهتم بتقديم صورة مغايرة للإسلام عن الصورة التي تروجها الجماعات الإرهابية، ومحاولة تبسيط الصورة للمجتمع الألماني، في ضوء محاولة البعض لفرض أفكارهم والدعوة لإدخال الشريعة الإسلامية في القوانين الألمانية.
كما تم توضيح صورة الإسلام المعتدل للمرأة والأقليات والآخر، وتفنيد الأفكار التي تروجها الجماعات المتطرفة، وهو ما نال احترام وتقدير الرئيس الألماني، مطالبا بنقلها للمجتمع.

متطرفون على المنابر
قدّم الصحفي الألماني، قسطنطين شرايبر، سلسلة حلقات تلفزيونية تتضمن مشاهدات عايشها في مساجد ألمانيا في مارس 2017، بوصفه صحفيًّا استقصائيًّا، إذ تحدث عن بعض المواعظ الصادمة ضمن خطب الجمعة لبعض الأئمة تحث على عدم الاندماج في البلد، كما نقل عنهم تحذيراتهم الدائمة من الحياة في ألمانيا التي وصفوها بخطوط حمراء.
وهو الأمر الذي تابعته دار الإفتاء المصرية، محذرة من خطورة ترك المنابر هناك لغير المختصين والتيارات الدينية المتشددة التي تعمل بشكل حثيث على توظيف تلك المنابر ودور العبادة في تحقيق أهدافها الخاصة مستغلة في ذلك الثقة الكبيرة التي يتمتع بها أئمة المساجد في الأوساط الإسلامية، خاصة وأن الكثير من المسلمين يتلقَّون الخطب والوعظ من الأئمة دون التثبت مما جاء فيها أو البحث عما ورد بها من فتاوى وأقاويل منسوبة إلى صحيح الدين.
وأكد مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء ضرورة الاهتمام بأئمة المساجد في ألمانيا وتدريبهم وإعدادهم بشكل صحيح وإكسابهم العلوم الشرعية المعتبرة والمعتمدة لدى المرجعيات الإسلامية الكبرى كالأزهر الشريف، وعدم السماح لغير المؤهلين من اعتلاء المنابر وتولي الخطابة في المسلمين لما يمثله ذلك من تشويه للإسلام وهدم للثوابت ونشر للفوضى والتخبط في أوساط المسلمين.

ودعا «المرصد»، الحكومة الألمانية إلى التعاون مع المسلمين الألمان في إعداد برامج تدريب وتأهيل خاصة لأئمة المساجد، وتزويدهم بكافة المعارف والعلوم اللازمة لإعداد أئمة المساجد هناك، والاستعانة في ذلك بالمرجعيات الإسلامية المعتدلة في العالم الإسلامي لضمان تخريج أئمة على درجة من العلم والوعي تسهم في تحقيق الاندماج الفعال والإيجابي للمسلمين في مجتمعهم الألماني، ولقطع الطريق على التيارات المتطرفة والإرهابية في توظيف دور العبادة في تخريج عناصر متطرفة وإرهابية.

شارك