ما بعد «داعش».. ماذا يريد اليمين الألماني من سوريا؟

الخميس 21/نوفمبر/2019 - 12:04 م
طباعة ما بعد «داعش».. ماذا شيماء حفظي
 
يحاول تيار اليمين الشعبوي في ألمانيا، توثيق علاقاته مع النظام السوري، خاصةً بعدما أعلنت قوات التحالف الدولي هزيمة تنظيم داعش في معركة الباغوز؛ ما يثير تساؤلات حول النوايا والإجراءات المنتظرة، تجاه اللاجئين السوريين.

ويرفض تيار اليمين، وجود اللاجئين في أوروبا، خاصةً في ألمانيا، ويقود حزب البديل بها حملة مطالبة بإعادة اللاجئين إلى بلادهم، في وقت تتصاعد فيه قوى اليمين في أوروبا.

وعلى جانب آخر، تواجه أوروبا تهديدات تركية بفتح الحدود أمام اللاجئين؛ ليسلكوا طريقهم إلى القارة العجوز؛ ما يعتبره محللون وسياسيون أوروبيون «ابتزازا» تركيا للدول الأوروبية.

وزار وفد من الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا «إيه إف دي» اليميني المعارض سوريا، الثلاثاء 19 نوفمبر، في زيارة تستمر لمدة أسبوع، ويجرى خلالها بحسب وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» مباحثات مع مسؤولين من الحكومة السورية، والرئيس السوري بشار الأسد.

ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، استقبلت ألمانيا 780 ألف لاجئ سوري، لكن التقارير تشير إلى أن عددًا قليلًا منهم، لم يستطيعوا التأقلم مع الحياة الجديدة، وقرروا العودة الطوعية إلى بلدهم، بعد حصولهم على مساعدة مادية من الحكومة الألمانية.

وبحسب بيانات غير حكومية، فمنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، نزح من البلاد حوالي 5,7 مليون شخص.

فيما كشف مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا، أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء، بلغ حتى نهاية عام 2018 نحو 1.8 مليون شخص، منهم 1.3 مليون حاصلون على حق الإقامة، غالبيتهم سوريون وعراقيون وأفغان.

وقال متحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب البديل، من أجل ألمانيا، إن الوفد دخل سوريا عن طريق الحدود مع لبنان، وسيغادر من هذا الطريق أيضا، وأشار الى أن عملية إعادة الإعمار في المناطق السورية، التي تم تدميرها؛ بسبب الحرب، هو أمر في مصلحة ألمانيا.

ومن منظور الحكومة الاتحادية، فإن التوصل لاتفاق سياسي مع مراعاة مصالح خصوم الرئيس السورى، يعد شرطًا لمثل هذا الدعم.

ومن المخطط|، عقد اجتماع لمسؤولى الحزب، مع مسؤولين من وزارات الخارجية والاقتصاد والسياحة، وكذلك من الغرفة التجارية، ومع رئيس البرلمان السوري أيضًا، ومن المقرر أن يلتقي الوفد أيضًا، أحمد بدر الدين حسون، مفتي سوريا.

ولا تعد هذه الزيارة الأولى لحزب البديل اليميني إلى سوريا، فقد سبق أن زار وفد من ساسة الحزب سوريا أيضًا في مارس عام 2018، وانتقدت الحكومة الاتحادية الألمانية هذه الزيارة بشدة آنذاك.

ويطالب الحزب بسياسة جديدة تجاه سوريا، فيما ترى الأحزاب الألمانية الأخرى في مبادرته، محاولة منه؛ لممارسة الضغط على اللاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم.

ووصف زعيم الخضر، «روبرت هابيك» محاولة إظهار سوريا بلدًا آمنًا بهذه الطريقة، تتجاوز حدود المعقول، مؤكدًا أن أجزاء البلاد التي لا تدور فيها معارك ليست آمنة، بينما يطالب حزب البديل من أجل ألمانيا «بتطبيع» العلاقات مع سوريا.

وكان حزب البديل، قد تقدم قبل سفر وفده إلى سوريا بأربعة طلبات في البرلمان الألماني في آنٍ واحد، داعيًا إلى اتباع سياسة جديدة تجاه سوريا، بينها مطلب بإعادة ربط العلاقات الدبلوماسية، كما طالبت كتلة «البديل» في البرلمان بتعليق العقوبات ضد سوريا، ودعم عملية إعادة البناء وتنظيم مؤتمر للأمن والتعاون في منطقة «الشرق الأدنى».

وأعلن المتحدث باسم الحزب للشؤون الخارجية، أرمين باول هامبيل، أنه بهذا النهج بإمكان ألمانيا، أن تصبح فاعلة مجددًا من ناحية السياسة الخارجية، لكن على جانب آخر، ترى الكتل البرلمانية للأحزاب الأخرى، الممثلة في البرلمان الألماني طلبات حزب البديل «مضللة».

ويقول السياسي من الحزب الليبرالي، المختص بالسياسة الخارجية، بيان دير-ساراي: إن الوضع في سوريا هو «حرب أهلية دموية» في فترتها الأخيرة، فيما حذرت وزارة الخارجية من السفر إلى سوريا.

ويرى السياسي من حزب الخضر «نوريبور» أن ترحيل اللاجئين حاليًّا إلى سوريا، يعني إدخالهم في دائرة من الفقر والعنف ، وقالت أيدان أوزوغوز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي: إن اللاجئين الذين عادوا تعرضوا للاعتقال والتعذيب والتجريد من ممتلكاتهم.

ويطالب حزب البديل، حكومة برلين، بالعمل على إلغاء جميع عقوبات الاتحاد الأوروبي، المفروضة على سوريا.

شارك