بوساطة قطرية.. صفقة «الأطراف المريبة» لتبادل المحتجزين مع «طالبان»

الجمعة 22/نوفمبر/2019 - 09:26 ص
طباعة بوساطة قطرية.. صفقة نهلة عبدالمنعم
 
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الخميس 21 نوفمبر 2019 ترحيبه بصفقة تبادل المحتجزين التي جرت بين طالبان والحكومة الأفغانية، معبرًا عن أمله في أن يكون ذلك بداية للاتفاق على إيقاف إطلاق النار في أفغانستان وإحلال السلام بالمنطقة وإنهاء الحرب طويلة الأمد
وعبر الرئيس الأمريكي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن شكره للرئيس الأفغاني أشرف غنى على جهوده لإتمام الصفقة، قائلًا: «الآن يمكننا الاحتفال مع عائلة الأمريكي كيفن كينج والأسترالي تيموثي ويكس»، فيما أعرب ترامب عن فخره بفريق بلاده المعني بحل القضية الأفغانية.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون عن سعادته لإطلاق سراح الرهائن، لافتًا إلى أن عائلتهم لطالما طالبت الدولة ببذل كل الجهود الممكنة لاستعادتهم وإنهاء هذه المحنة التي طالت لسنوات، كما رحب أيضًا رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان بخروج المحتجزين موجهًا الشكر لكل الجهات المعنية التي ساعدت لحدوث هذا الإفراج في النهاية.
وكانت حركة طالبان قد أفرجت في 19 نوفمبر 2019 عن الأستاذين بالجامعة الأمريكية في كابول كيفين كينج وتيموثي ويكس بعد أسرهما منذ أغسطس 2016، وذلك مقابل إفراج السلطات الأفغانية عن أنس حقاني الأخ الأصغر لزعيم شبكة حقاني المتطرفة «سراج الدين حقاني»، وحاجي مالي خان، وحافظ عبدالرشيد، كما أعربت الحركة في بيان رسمي عن أملها في أن يكون ذلك مرتكزًا لبناء الثقة وإظهار حسن نيتها تجاه تقدم عملية السلام.

وساطة قطرية مريبة
لم تنس الحركة في نهاية بيانها توجيه الشكر للحكومة القطرية وأميرها الذي توسط للإفراج عن الإرهابيين المحتجزين بقبضة السلطات الأفغانية، ونقلهم بطائرة إلى الدوحة حيث المكتب السياسي للحركة المؤسس على أرضها منذ سنوات.
ومن المرجح أن عملية الإفراج قد تمت بناء على اقتراح الدوحة بأنهم سيبقون في الإمارة الخليجية ولن يعودوا إلى المعارك الداخلية في كابول، وهنا أبدت الصحافة الأجنبية تخوفها من ذلك، إذ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 19 نوفمبر 2019 أن عام 2014 شهد على قبول قطر استضافة خمسة من مسلحي طالبان المتهمين في هجمات قتلت الآلاف مقابل الإفراج عنهم من معتقل جوانتانامو، وبرغم التعهدات بإبعادهم عن الساحة انضموا لفريق الحركة الذي يتفاوض مباشرة مع المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد.
وتثير هذه الأوضاع كثيرًا من التخوفات داخل الأوساط الإعلامية الأمريكية، فبالنسبة لهم لم تلتزم قطر في تعهدها السابق، فما هي الضمانات الكافية التي قدمتها لإعادة تكرار الأمر مرة أخرى.

عودة المفاوضات
تأتي عملية إطلاق السراح مصاحبة لتأكيدات بناء الثقة وإحلال السلام من جميع الأطراف المعنية، كما أنها تالية لإعلان الحكومة الأفغانية في 6 نوفمبر 2019 إتمام اللمسات النهائية لقائمة الحضور المقرر اجتماعهم في بكين لبحث التفاوض بين طالبان والحكومة.
تبدو الصورة منذرة بقرب بدء المفاوضات مرة أخرى ولكن بناء على إجراءات قوية ومتشددة، ففي 13 نوفمبر 2019 أعلنت الحكومة عن صفقة تبادل المحتجزين مع أسرى طالبان ولكن بعدها بأيام أفادت بتأجيل الصفقة لعدم التزام طالبان ببنود متفق عليها مسبقًا.
وفي 16 نوفمبر 2019 ذكرت وزارة الدفاع أنها حاصرت ننجرهار لأسابيع متتالية ما أجبر ما لا يقل عن 615 إرهابيًّا داعشيًّا بتسليم أنفسهم، وبالتوازي نشرت طالبان بيانًا آخر نسبت فيه لنفسها الفضل الأول في تطهير ننجرهار من داعش مضيفة معلومات تفصيلية عن المناطق والأحياء التي تخلصت من داعش وما لايزال غير مكتمل التطهير بعد.
ثم أتى 19 نوفمبر لتعلن الحكومة إتمام صفقة تبادل الأسرى المؤجلة ما يشي بوجود صفقة سرية ما في ظل ضعف القوات الأمنية للحكومة وعدم تمكنها في السابق من دحر داعش أو حتى القاعدة وطالبان، ولكنها تمكنت في غضون أسابيع فقط من تطهير المقاطعة الكبيرة من التنظيم العنيف.
وبالتالي، فمن المرجح أن عملية السلام هذه المرة ستأخذ منحنى جديًّا يصعب أو يسهل التنبؤ بنهايته ولكن تبرهن معطيات الواقع على وجود رغبة حقيقية لدى جميع الأطراف لإتمام عملية الاتفاق.
ومما يدعم هذه الفرضية هو قبول طالبان للجلوس مع الحكومة الداخلية للتفاوض على عملية السلام على الرغم من رفضها المتعنت في السابق لهذا الأمر وزعمها بأن رئيس الحكومة مجرد دمية في يد واشنطن مما اضطر دونالد ترامب لتعطيل المفاوضات مع الحركة التي لم تلتزم حتى بوقف إطلاق النار لإنهاء مسودة الاتفاق.
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الخميس 21 نوفمبر 2019 ترحيبه بصفقة تبادل المحتجزين التي جرت بين طالبان والحكومة الأفغانية، معبرًا عن أمله في أن يكون ذلك بداية للاتفاق على إيقاف إطلاق النار في أفغانستان وإحلال السلام بالمنطقة وإنهاء الحرب طويلة الأمد
وعبر الرئيس الأمريكي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن شكره للرئيس الأفغاني أشرف غنى على جهوده لإتمام الصفقة، قائلًا: «الآن يمكننا الاحتفال مع عائلة الأمريكي كيفن كينج والأسترالي تيموثي ويكس»، فيما أعرب ترامب عن فخره بفريق بلاده المعني بحل القضية الأفغانية.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون عن سعادته لإطلاق سراح الرهائن، لافتًا إلى أن عائلتهم لطالما طالبت الدولة ببذل كل الجهود الممكنة لاستعادتهم وإنهاء هذه المحنة التي طالت لسنوات، كما رحب أيضًا رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان بخروج المحتجزين موجهًا الشكر لكل الجهات المعنية التي ساعدت لحدوث هذا الإفراج في النهاية.
وكانت حركة طالبان قد أفرجت في 19 نوفمبر 2019 عن الأستاذين بالجامعة الأمريكية في كابول كيفين كينج وتيموثي ويكس بعد أسرهما منذ أغسطس 2016، وذلك مقابل إفراج السلطات الأفغانية عن أنس حقاني الأخ الأصغر لزعيم شبكة حقاني المتطرفة «سراج الدين حقاني»، وحاجي مالي خان، وحافظ عبدالرشيد، كما أعربت الحركة في بيان رسمي عن أملها في أن يكون ذلك مرتكزًا لبناء الثقة وإظهار حسن نيتها تجاه تقدم عملية السلام.

وساطة قطرية مريبة
لم تنس الحركة في نهاية بيانها توجيه الشكر للحكومة القطرية وأميرها الذي توسط للإفراج عن الإرهابيين المحتجزين بقبضة السلطات الأفغانية، ونقلهم بطائرة إلى الدوحة حيث المكتب السياسي للحركة المؤسس على أرضها منذ سنوات.
ومن المرجح أن عملية الإفراج قد تمت بناء على اقتراح الدوحة بأنهم سيبقون في الإمارة الخليجية ولن يعودوا إلى المعارك الداخلية في كابول، وهنا أبدت الصحافة الأجنبية تخوفها من ذلك، إذ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 19 نوفمبر 2019 أن عام 2014 شهد على قبول قطر استضافة خمسة من مسلحي طالبان المتهمين في هجمات قتلت الآلاف مقابل الإفراج عنهم من معتقل جوانتانامو، وبرغم التعهدات بإبعادهم عن الساحة انضموا لفريق الحركة الذي يتفاوض مباشرة مع المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد.
وتثير هذه الأوضاع كثيرًا من التخوفات داخل الأوساط الإعلامية الأمريكية، فبالنسبة لهم لم تلتزم قطر في تعهدها السابق، فما هي الضمانات الكافية التي قدمتها لإعادة تكرار الأمر مرة أخرى.

عودة المفاوضات
تأتي عملية إطلاق السراح مصاحبة لتأكيدات بناء الثقة وإحلال السلام من جميع الأطراف المعنية، كما أنها تالية لإعلان الحكومة الأفغانية في 6 نوفمبر 2019 إتمام اللمسات النهائية لقائمة الحضور المقرر اجتماعهم في بكين لبحث التفاوض بين طالبان والحكومة.
تبدو الصورة منذرة بقرب بدء المفاوضات مرة أخرى ولكن بناء على إجراءات قوية ومتشددة، ففي 13 نوفمبر 2019 أعلنت الحكومة عن صفقة تبادل المحتجزين مع أسرى طالبان ولكن بعدها بأيام أفادت بتأجيل الصفقة لعدم التزام طالبان ببنود متفق عليها مسبقًا.
وفي 16 نوفمبر 2019 ذكرت وزارة الدفاع أنها حاصرت ننجرهار لأسابيع متتالية ما أجبر ما لا يقل عن 615 إرهابيًّا داعشيًّا بتسليم أنفسهم، وبالتوازي نشرت طالبان بيانًا آخر نسبت فيه لنفسها الفضل الأول في تطهير ننجرهار من داعش مضيفة معلومات تفصيلية عن المناطق والأحياء التي تخلصت من داعش وما لايزال غير مكتمل التطهير بعد.
ثم أتى 19 نوفمبر لتعلن الحكومة إتمام صفقة تبادل الأسرى المؤجلة ما يشي بوجود صفقة سرية ما في ظل ضعف القوات الأمنية للحكومة وعدم تمكنها في السابق من دحر داعش أو حتى القاعدة وطالبان، ولكنها تمكنت في غضون أسابيع فقط من تطهير المقاطعة الكبيرة من التنظيم العنيف.
وبالتالي، فمن المرجح أن عملية السلام هذه المرة ستأخذ منحنى جديًّا يصعب أو يسهل التنبؤ بنهايته ولكن تبرهن معطيات الواقع على وجود رغبة حقيقية لدى جميع الأطراف لإتمام عملية الاتفاق.
ومما يدعم هذه الفرضية هو قبول طالبان للجلوس مع الحكومة الداخلية للتفاوض على عملية السلام على الرغم من رفضها المتعنت في السابق لهذا الأمر وزعمها بأن رئيس الحكومة مجرد دمية في يد واشنطن مما اضطر دونالد ترامب لتعطيل المفاوضات مع الحركة التي لم تلتزم حتى بوقف إطلاق النار لإنهاء مسودة الاتفاق.

شارك