عدو الشعب.. «خامنئي» يقتل ويعتقل الآلاف ويصف قمعه بالانتصار العظيم

الجمعة 22/نوفمبر/2019 - 11:43 ص
طباعة عدو الشعب.. «خامنئي» محمد عبد الغفار
 
«دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة.. إنه انتصار عظيم»، هكذا وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في خطاب تلفزيوني بثه التلفزيون الرسمي بطهران، الأربعاء 20 نوفمبر 2019، ما فعلته قوات الأمن خلال الأيام الماضية.
وجاء الاعتراف الرسمي من رأس نظام الملالي باستخدام العنف في مواجهة المتظاهرين المطالبين بحقوقهم السلمية، والذين وصفهم خامنئي بـ«العدو»، ليؤكد دموية النظام في طهران، ويبرز تساؤلًا حول نتائج هذا «الدحر» المزعوم للأعداء.

قتلى وجرحى ومعتقلون
لم تتراجع الأجهزة الأمنية في طهران عن تنفيذ تعليمات المرشد الأعلى في دحر المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، واعتقال العشرات ضمن حملة أمنية شديدة الوحشية.
وعلى الرغم من التضييق الإعلامي واسع النطاق الذي يفرضه نظام الملالي على الأحداث الداخلية في بلاده، فإن العشرات من التقارير رصدت الحالة في الشارع الإيراني، حيث كشف اتحاد طلاب جامعة طهران عبر قناته الرسمية في موقع المراسلات الفورية «تيليجرام» عن حجم الانتهاكات الأمنية ضد طلاب الجامعة.
وأوضح الاتحاد الطلابي في بيانه الرسمي، الخميس 21 نوفمبر 2019، أن الاعتقالات شملت عشرات الطلاب الذين شاركوا في المظاهرات الشعبية الرافضة لرفع سعر البنزين محليًا بنسبة 300%، وبدأت الحملة الأمنية منذ مساء الاثنين، 18 نوفمبر.
وأبرز طلاب جامعة طهران الأساليب التي يستخدمها الأمن الإيراني في اعتقال الطلاب الرافضين للوضع الداخلي، حيث كشف عن إلقاء القبض على 50 طالبًا، واحتجازهم داخل سيارات إسعاف، ويتم القبض عليهم عبر أشخاص يرتدون ملابس مدنية، مرجحًا أن يتم وضعهم في سجني فشافوية وإيفين.
وتتوالى التقارير الحقوقية منذ إعلان منظمة العفو الدولية عن تقاريرها حول الأوضاع الداخلية في إيران، الثلاثاء 19 نوفمبر 2019، والتي أشارت إلى مقتل 106 متظاهرين في 21 مدينة إيرانية، معتبرة أن هذا الرقم قابل للزيادة بصورة متزايدة.
حيث أشارت بعض التقارير الحقوقية التي أذاعتها وكالة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك، الخميس 21 نوفمبر 2019، إلى أن حصيلة اعتقالات الاحتجاجات الأخيرة في إيران وصلت إلى 3 آلاف شخص على الأقل في 12 محافظة.
ونقل حساب موقع إيران انترناشيونال عربي الرسمي عبر موقع التغريدات القصيرة تويتر نقلًا عن مسؤول بارز، قوله ان القوات التابعة للاستخبارات الإيرانية عملت على إخراج 36 جثة من مستشفى التأمين الاجتماعي بطهران عبر سيارة لنقل اللجوم، معتبرًا أن عدد القتلى في مستشفيات سجاد كرج ومدني كرج والبرز كرج وشهريار بلغ 118 شخصًا.


الانترنت في مرمى نيران الملالي
ومع خروج الفيديوهات التي توثق إرهاب نظام الملالي وجرائمه في حق الشعب الإيراني، وقدرة النشطاء على إبراز عدد القتلى والجرحى في كل محافظة، سارعت طهران إلى قطع خدمة الإنترنت عن كافة المدن الإيرانية.
وهو ما أكده علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، الخميس 21 نوفمبر، حيث صرح بأن الإنترنت تم قطعه، وسوف يعود بصورة تدريجية في بعض المحافظات، وذلك في حالة شعور الحكومة بأنه لن يكون هناك إساءة لاستخدامه، معتبرًا أن ذلك يحفظ السلام والاستقرار في البلاد.
ويرى مدير الأبحاث في مجموعة فريدون هاوس أدريان شهباز في حديث صحفي أن حجب الإنترنت في إيران عن 80 مليون مواطن هو أكبر إغلاق للشبكة في تاريخ طهران، معتبرًا أن لذلك الأمر دلالات كبيرة.
وأضاف شهباز في حديثه أن السلطات الإيرانية لم تحظر الاتصالات الدولية فقط، ولكنها حظرت أيضًا الاتصالات الداخلية، مما يعني أنها تخشى أيضًا من شعبها بصورة كبيرة، ويحاولون التحكم في حجم وطبيعة المعلومات التي يتم تبادلها ونشرها وسط هذه الاحتجاجات.

شارك