بعد عدوانه العسكري.. أردوغان ينقل مواطني الشمال السوري إلى تل أبيض

الجمعة 22/نوفمبر/2019 - 01:02 م
طباعة بعد عدوانه العسكري.. محمد عبد الغفار
 
تتجاوز أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الشمال السوري حدود المعقول، فالحالم بالخلافة العثمانية لا ينوي التوقف عند حد الاحتلال العسكري لهذه المنطقة، ولكن يريد أن يعيد صياغة أوضاعها وفقًا لأهوائه ورغباته الشخصية.
ما يؤكد أن مسلسل التدخل التركي السافر في الشئون السورية لن يتوقف قريبًا، حيث لم يكتف الرئيس التركي بشن ثلاث حملات للعدوان العسكري على الأراضي السورية بمسميات خادعة للمجتمع الدولي، من قبيل «نبع السلام، وغصن الزيتون، ودرع الفرات»، ولا بإدخال الجامعات التركية إلى بعض مدن الشمال مثل جامعة غازي عنتاب، ودس المناهج التركية في المدارس الأساسية، ولكنه اتجه إلى ما هو أسوأ.

تهجير المواطنين
بدأ النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان في توسيع عمليات التغيير الديموجرافي التي يقوم بها في شمال سوريا، واتجه هذه المرة نحو تغيير المواطنين أنفسهم، بما يخدم مصالح أنقرة والميليشيات الإرهابية الموالية لها والتي تقاتل جنبًا إلى جنب مع الجيش التركي في هذه المنطقة.
ووفقًا لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان رسمي، الخميس 21 نوفمبر 2019، فإن القوات التركية بدأت في نقل عدد من سكان المدن الشمالية في سوريا إلى مدينة «تل أبيض»، والتي أصبحت خاضعة لسيطرة القوات التركية والميليشيات التابعة لها، بعد أن احتلتها في عملية نبع السلام الأخيرة.
وتقوم القوات التركية المحتلة للشمال السوري بتسجيل أسماء المواطنين، ثم نقلهم بسيارات في الصباح والمساء إلى مدينة جرابلس ثم الشريط الموازي للحدود التركية السورية وفي نهاية المطاف إلى مدينة تل أبيض، وهو ما تصفه أنقرة بـ«إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية».

خطوات متلاحقة
وبهذه الخطوة، يواصل المعتدي التركي خطواته لتغيير الشكل الديموجرافي للشمال السوري؛ حيث اتخذ عدة خطوات قبل ذلك، مثل افتتاح جامعة غازي عنتاب لثلاث كليات في الشمال السوري لأول مرة، الجمعة 4 أكتوبر 2019، ممثلة في كلية للعلوم الإسلامية في أعزاز بسوريا، وكلية للتربية في عفرين، وأخرى للاقتصاد وعلوم الإدارة في الباب.
كما قام بتغيير لافتات الشوارع إلى التركية، وإحلال الميليشيات الموالية لها في مدن الشمال السوري بدلًا من المواطنين الأكراد الموجودين بهذه المنطقة، والذين يعتبرهم حزب العدالة والتنمية امتداد للعمال الكردستاني، الحزب المحظور في تركيا والمصنف كتنظيم إرهابي.
ويأتي كل هذا في الوقت الذي حذرت خلاله الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الكردية من إقدام أنقرة على تنفيذ مشاريع راديكالية، تهدف في المقام الأول إلى خلق حالة من الفوضى، وتغيير هوية المنطقة بشتى الطرق، وتوطين اللاجئين الموجودين لديها والبالغ عددهم 3 ملايين سوري بدلًا من السكان الأصليين للمنطقة.
ويرى القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية عبد اللطيف شنر في تصريحات صحفية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  يرتكب أخطاءً جسيمة في الداخل السوري، وسوف تنعكس هذه الخطوات بكوارث على الأمن القومي الداخلي في تركيا.
وأشار النائب السابق لأردوغان عندما كان رئيسًا للوزراء أن الحكومة التركية لم تنجح في التعامل مع الأزمة السورية منذ بدايتها عام 2011؛ حيث تحكم في قرارات أنقرة عائلة أردوغان ورجال الأعمال المقربين منه ومن أسرته، وهو ما أدى لحالة من التخبط الكبيرة في اتخاذ القرار.

شارك