تعهد أممي لمساعدة نيجيريا على هزيمة «بوكو حرام» الإرهابية
الجمعة 22/نوفمبر/2019 - 01:51 م
طباعة
أحمد عادل
تعهدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم اللازم للدولة النيجيرية؛ لهزيمة ودحر إرهاب جماعة بوكو حرام في نطاق بحيرة تشاد.
جاء ذلك خلال زيارة رئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل لمجلس الأمن، الخميس 21 نوفمبر 2019، محمد بن شمباس، إلى ولاية بورنو أثناء اجتماعه مع كبار القادة العسكريين في مقرِّ عملية «لافيا دول» (والتي تهدف إلى تطهير بقايا إرهابيي بوكو حرام في منطقة حوض بحيرة تشاد العامة) في ميدوجوري عاصمة بورنو.
ويتمثل شكل الدعم الذي تقدمه كل من الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، على تقديم المساعدة المالية والعسكرية، لوقف زحف إرهابيي جماعة بوكو حرام في نطاق بحيرة تشاد، وذلك حسبما ذكر محمد بن شمباس رئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل لمجلس الأمن.
وقال محمد بن شمباس: إن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كُلفوني بتكوين شراكة وحشد الدعم لجهود لجنة حوض بحيرة تشاد (LCBC) في نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر في مكافحة الإرهاب في منطقة غرب أفريقيا، موضحًا أن ذلك التفويض من شأنه محاربة الإرهاب، وإلحاق الهزيمة به والقضاء عليه بأي شكل أو شكل يتجلى في ولايات حوض بحيرة تشاد.
وأفاد رئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل لمجلس الأمن، أن الأمم المتحدة تدعم الجهود الشجاعة التي تبذلها القوات المسلحة النيجيرية للقضاء تمامًا على جماعة بوكو حرام وغيرها من الجماعات الإرهابية التي قد تكون في بورنو، وأي ولايات أخرى في الشمال الشرقي، معترفًا بأن جماعة بوكو حرام لديها العديد من النوايا السلبية والشريرة، فضلًا عن جوانبها الإجرامية وعمليات التشتيت، وعمليات القتل التي ارتكبتها ضد المدنيين؛ لإظهار ضعف القوات النيجيرية أمام الرأي العام الدولي.
وأضاف في تصريحاته، أن جماعة بوكو حرام جزء من شبكة الإرهاب الدولية التي يدينها العالم أجمع، وعلى هذا الأساس نؤكد دائمًا في الأمم المتحدة أن هذه المعركة ضد بوكو حرام وغيرها من الجماعات في بورنو وأجزاء أخرى من الشمال الشرقي ليست معركة من أجل نيجيريا وقواتها المسلحة وحدها، بل من أجل أمان العالم ككل، مطالبًا المجتمع الدولي بالتكاتف معًا من أجل وقف زحف تلك الجماعات المسلحة.
وأكد التعاون المرغوب بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مع القوات المسلحة النيجيرية والحكومة، مشيرًا إلى أن نجاحاتكم هي نجاحاتنا في مكافحة إرهاب جماعة بوكو حرام، ومطالبًا القيادة العسكرية على مواصلة الاعتماد على دعم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في الحرب ضد بوكو حرام.
وفي يناير 2002، تأسست جماعة بوكو حرام على يد محمد يوسف، الذي أعدمته الشرطة النيجيرية في العام 2009، إلا أنها زادت من نشاطها، ونفذت عمليات إرهابية عدة خلال السنوات الأخيرة.
وعقب مقتل محمد يوسف تولى أبو بكر شيكاو، صاحب استراتيجية خطف الفتيات من المدارس، بزعم أن الفتيات خلقن للزواج وليس للتعلم، وصاحب أيضًا استراتيجيات العمليات الانتحارية، التي انتشرت بعد توليه زعامة الجماعة.
واستمر الأمر حتى مارس 2015، عندما بايع شيكاو أبا بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، والذي قُتل على يد الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر 2019.
وتعتبر جماعة بوكو حرام مسيطرة بشكل كبير على منطقة بحيرة تشاد، وتحديدًا نيجيريا، والكاميرون، وتشاد، والنيجر، وبنين، وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أن القوات النيجيرية تحاول في الفترة الأخيرة التصدي للهجمات المتزايدة من قبل الجماعة الموالية لداعش، وفي المقابل نجحت القوات النيجيرية بالتعاون مع قوات الساحل الأفريقي متعددة الجنسيات المعروفة بـ«G5» خلال الفترة الأخيرة في تنفيذ العديد من الضربات القاصمة للجماعة؛ ما أدى إلى حدوث اضطرابات داخلية داخل التنظيم الموالي لداعش، ظهرت بعد إعدام مامان نور عام 2018.
وأسفرت الهجمات الإرهابية التي تشنها جماعة بوكوحرام منذ ظهورها حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 30 ألف شخص، وتشريد الملايين في نيجيريا.
وفي ذات الإطار، قال ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي: إن تلك الزيارة تأتي في إطار رفع الروح المعنوية للجنود النيجيريين في مواجهة جماعة بوكو حرام، والتي بدأت تتوسع في نشاطها ليشمل منطقة غرب أفريقيا ككل.
وأكد ناصر في تصريح خاص له، أن تلك الزيارة أثبتت لنيجيريا وقوف المجتمع الدولي وتكاتفه وراء الجيش النيجيري، لوقف زحف تلك الجماعات الراديكالية.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أنه لا بد من تكاتف مجموعة دول منطقة بحيرة تشاد، في إطار العمل الاستخباراتي، والتنسيق وسبل مكافحة إرهاب جماعة بوكو حرام.