بعد طلبها دعمًا عاجلًا من المجتمع الدولي.. هل تتخلص بوركينا فاسو من الإرهاب؟
السبت 23/نوفمبر/2019 - 10:55 ص
طباعة
أحمد عادل
أعلن الجيش البوركيني، الخميس 21 نوفمبر، مقتل 18 إرهابيًّا، وذلك خلال إحباط هجوم مسلح من قبل العناصر المتطرفة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وقال بيان الجيش البوركيني: إنه تم التصدي للمهاجمين بفضل اليقظة والرد السريع التي تحلت بها عناصر قوات الأمن في المعسكر الواقع في منطقة أربيندا بإقليم سوم شمالي بوركينا فاسو.
وأضاف البيان، أنه تم مقتل شرطي وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مشيرًا إلى أن قوات الأمن تمكنت من الاستحواذ على أسلحة ودراجات نارية وأنظمة تحديد مواقع كانت مع الإرهابيين، في مكان الهجوم.
وخلال جلسة الأمن، الأربعاء 20 نوفمبر 2019، طالب وزير خارجية بوركينا فاسو، ألفا باري، بدعم عاجل من المجتمع الدولي، وذلك من أجل وقف زحف الجماعات المسلحة، مضيفًا أن الوضع في بوركينا فاسو متدهور للغاية، وأن البلاد لا تستطيع الانتظار للعودة إلى هنا بعد 6 أشهر كي نقدم تقريرًا أكثر مأساوية.
وأوضح القادة العسكريون من دول الساحل، الذين حضروا اجتماع مجلس الأمن الدولي، أن القوة العسكرية المشتركة التي شكلتها دول الساحل الخمس المعروفة بـ«G5» تحتاج إلى مزيد من الدعم والتدريب والتجهيز، وتعاني من نقص التمويل.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، قدمت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفريقيا بنتو كيتا، تقريرًا يناقش الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وقالت إن الهجمات الإرهابية وصلت إلى وتيرة غير مسبوقة؛ خاصة في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، مؤكدًة أن الإحصائيات التي لديها تؤكد أن عدد النازحين وصل في هذه المنطقة إلى نحو مليون نازح، أي ضعف عددهم في عام 2018.
وأضافت كيتا، أن الوضع الإنساني في منطقة الساحل والصحراء، أصبح كارثة، موضحًة أن هناك صعوبة بالغة بشأن وصول المساعدات إلى النازحين، وتحديدًا في مناطق الحدود بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وتابعت، في تصريحاتها خلال جلسة مجلس الأمن، أنه لا يزال الوضع الأمني مُقلق بشأن تصاعد الأعمال العدائية التي تنفذها الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، والتي امتدت إلى دول ساحلية من غرب أفريقيا ممتدة بمحاذاة خليج غينيا.
واختتمت أن الجماعات الإرهابية ثبتت أقدمها في جميع أنحاء منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.
الإرهاب في بوركينا فاسو
وتعتبر منطقة شمال بوركينا فاسو، واحدة من أهم الأماكن التي يوجد فيها الإرهاب، وينشط فيها عناصر القاعدة وداعش؛ حيث أعلن أبو بكر البغدادي، في مقطع مرئي بثته مؤسسة الفرقان الداعشية أبريل 2019، عن المنتسبين الجدد إلى تنظيم داعش الإرهابي، في مالي وبوركينا فاسو وسريلانكا، وإقامة ما تسمى بولاية غرب أفريقيا.
وفي المقطع المرئي، وجه أبو بكر البغدادي، التحية لأبي الوليد الصحراوي، المعروف عنه العمليات الوحشية ضد القوات الدولية والإقليمية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء.
ومنذ ذلك الحين، توعد تنظيم داعش الإرهابي، القوات الإقليمية في كل من تشاد ومالي ونيجيريا وبوركينا فاسو بتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية؛ حيث تصاعدت وتيرة الهجمات في شمال بوركينا فاسو؛ ما أدى إلى مقتل 20 مدنيًّا في هجومين إرهابيين وقعا الجمعة والأحد 11، و13 أكتوبر 2019، أحدهما استهدف مسجدًا، وقتل 16 شخصًا من صفوف المصلين، وإصابة اثنين آخرين، وفقًا لما أعلنته أجهزة الأمن البوركينية، والثاني أسفر عن مصرع 4 مدنيين.
المواجهة البوركينية
وتسعى الأجهزة الأمنية في بوركينا فاسو، إلى وقف زحف الجماعات المنتمية لداعش والقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، وعملت في يونيو 2018، على نشر قائمة بأسماء 146 شخصًا على خلفية التورط في أعمال إرهابية، والانتماء إلى جماعة أنصار الإسلام الإرهابية، والتي تستمد أفكارها من تنظيم القاعدة، ويتزعمها عبد السلام ديكو، وتنشط في البلاد منذ عام 2011.
وتشارك بوركينا فاسو ضمن تحالف مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس، وهي (موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد)، إضافة إلى بوركينا فاسو، والتي تسعى لمواجهة الإرهاب في المنطقة، والمعروفة بـ«G5»، وذلك تحت إشراف القوات الفرنسية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء.
كما وسعت الأجهزة الاستخباراتية في بوركينا فاسو من عملياتها لوقف زحف المجموعات الصغيرة، وعدم التوغل في غانا وبنين وتوجو، وقامت بتنفيذ عمليات مخابراتية واسعة في نوفمبر 2018؛ لمكافحة الجريمة العابرة للحدود؛ ما أسفر عن اعتقال أكثر من 200 شخص، يشتبه بقيامهم بأنشطة إرهابية، في (توجو- بنين- غانا- بوركينا فاسو).
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة أميرة عبد الحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي، أن الوضع الأمني في بوركينا فاسو لا يختلف كثيرًا عن الوضع الأمني في أغلب القارة السمراء، التي أصبحت تأن من عمليات الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة غرب أفريقيا.
وأكدت أميرة في تصريح خاص لها أن المواجهة الأمنية هناك ضعيفة للغاية؛ حيث عدم توافر الغطاء الأمني للقوات الإقليمية والدولية بصورة كبيرة؛ ما يصعب عملية تحقيق أي نصر واضح وصريح للقوات البوركينية في غرب أفريقيا، بالإضافة إلى عدم السيطرة على جماعات الجريمة المنظمة التي تتعاون مع التنظيمات الإرهابية، وتوفر لها الأسلحة والعنصر البشري للانخراط في التنظيمات الإرهابية، وتنفيذ هجمات ضد الدولة.