مسيرة الإسلاموفوبيا والإخوان

السبت 23/نوفمبر/2019 - 10:57 ص
طباعة مسيرة الإسلاموفوبيا يواكيم فليوكا
 
المتحدثون الرئيسيون في مسيرة العاشر من نوفمبر ضد الإسلاموفوبيا على علاقة بالإخوان

بعد أسبوع من المسيرة ضد الإسلاموفوبيا التي نظمها، يوم 10 نوفمبر، أولئك الذين بادروا بالدعوة للاحتجاج ضد جريدة ليبراسيون، وهم جمعية «المسلمين» الإخوانية، والتجمع ضد الإسلاموفوبيا، وتجمع «اداما» الذي تمت تسميته على اسم عائلة من المجرمين المدعومين من أقصى اليسار، دعونا نعود إلى أولئك الذين كانوا على الساحة لإلقاء الخطب.
كان عبد المنعم بوسنة، إمام مسجد الرحمة في روبيكس، أحد النجوم الذين صفق لهم الحشد، لقد استطاع هذا الواعظ أن يجمع 427000 مشترك على يوتيوب، أتم بوسنة دراسته في كلية الشريعة التابعة لجماعة الإخوان في فرنسا، وكان كثير التردد على مسجد الإيمان الذي كان يرأسه عمار الأصفر، الرئيس الحالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وتم تكليفه ببعض المسؤوليات في هذا المسجد قبل تجنيده كإمام في روبيكس عام 2016.



يدافع عبد المنعم بوسنة في خطبه التي يبثها على يوتيوب، عن طارق رمضان الذي تعرض لـ«ظلم كبير» على حد قوله، كما يتواصل بشكل ودي مع إمام بريست السلفي رشيد الجي (الموقّع أيضًا على دعوة الاحتجاج) والذي يرى أنه من المنطقي أن يتم اغتصاب النساء غير المحجبات، فقد قال رشيد الجي: «إذا خرجت المرأة دون شرف فلا تتعجب أن يسيء إليها الرجال».



ينتقد بوسنة ليبرالية طارق أوبرو، ويذكر أن الحجاب «واجب ديني» أمر طبيعي أن يكون قريبًا من أحمد ميكتار، إمام فيلنوف داسك، العضو في جماعة الإخوان، بسبب قربها الجغرافي، لذلك فهو يتحدث معه كثيرًا.



يقدم كل من عبد المنعم بوسنة وأحمد ميكتار الشيخ أبا بكر جابر الجزائري على أنه «أحد المفسرين الجديرين بالدراسة»، بينما هو أحد الشيوخ الأكثر تطرفًا ودعمًا للعنف الديني.



يشير كل من بوسنة وميكتار إلى كتابه في التفسير «طريق المسلم»، الذي يدعو فيه إلى تبني الفنون العسكرية الهجومية؛ لأن هدف الجهاد هو «حظر أي عبادة أخرى غير عبادة الله الواحد، وحظر بناء وحتى ترميم الكنائس» يقول الجزائري إن الجهاد هو فرض على المسلم على الأقل مرة واحدة في السنة، وللأسف تتوفر أعمال هذا الرجل في المساجد الكبيرة التابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.



وهناك مقولة أخرى له هدفها تحضير العقول للإرهاب: «من ينكر فروض الله فيما يتعلق بالصلاة والصيام والحج وطاعة الوالدين أو الجهاد فهو كافر (...)، وعقوبة الكافر هي استتابته لمدة ثلاثة أيام، ودعوته لترك أفكاره والرجوع إلى الله، فإن رفض يكون عرضة للإعدام»، هذا الشيخ المتطرف الذي تعتبره جماعة الإخوان المسلمين مرجعًا دينيًّا يدعو في كتابه الآخرعقيدة المؤمن (الأزهر، 2016)، إلى التنكيل بأوروبا فيقول: «سوف تعرف أوروبا في يوم من الأيام أسوأ محنة، وستتحمل أسوأ معاناة لجرائمها ضد الإسلام، لن تلوم إلا نفسها لأن الله ليس بظالم».



لقد اشترينا هذا الكتاب من المسجد الكبير في كريتيل، من المؤسف أن كتب هذا الإمام المتطرف منتشرة في فرنسا دون أي عقاب.



هناك خطيب آخر في المظاهرة ضد ليبراسيون وهو مروان محمد، هو صديق شخصي لعبد المنعم بوسنة، لقد حضنه الأخير بحرارة خلال المظاهرة.

كان مروان محمد لفترة طويلة الناطق باسم التجمع ضد الإسلاموفوبيا الذي نظم المظاهرة، يخاطب في مساجد الإخوان والسلفيين التابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية، وغالبًا ما يدافع عن الإسلاميين الذين لديهم مشكلات مع العدالة الفرنسية.



فقد دافع على سبيل المثال عن جمعية «أنا مسلم» التي تم تجميد حساباتها عام 2014 بعد أن أُدين أحد واعظيها، واسمه أدريان جيهال، لمحاولته الهجوم على مقر المخابرات العامة عام 2008، وإدارته للمنتدى الجهادي «أنصار الحق» عام 2007، في يونيو 2014، قدم مروان محمد دعمه لأعضاء الجمعية التي داهمت الشرطة منازلهم وقال: «يجب أن نقدم لهم الدعم والمساعدة، وندين صراحة المعاملة التي يتعرضون لها»، وأعلن أنه يقف بعيدًا عن رؤيتهم للإسلام لكنه يحترم رأيهم.



في العام التالي، طار أدريان جيهال، الذي يظهر تحت اسم أبي أسامة في فيديوهات «أنا مسلم» إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش ليشارك بصوته في الإعلان باللغة الفرنسية، عن مسؤولية التنظيم الإرهابي في عمليات 2015 و2016 على الأراضي الفرنسية، ويشتبه أيضًا في أنه هو من قام بإعطاء الأوامر لسيد أحمد غلام، منفذ الهجوم الفاشل على فيلجويف عام 2015 في فرنسا.



ويرأس مروان محمد الآن جمعية  «المسلمين» التي تضم أئمة ودعاة سلفيين مثل نادرأبو أنس، أو إخوان مثل نور الدين أوسات ومحمد مينتا.



شخصية أخرى أخذت الميكروفون أثناء المسيرة: عالم الاجتماع الجزائري سعيد بوعمامة، وهو أيضًا عضو في جمعية «المسلمين» ورئيس تحرير موقع «السكان الأصليين للجمهورية» الذي يدعم بشكل علني حركة حماس الفلسطينية.



تحدثت الصحف عن بوعمامة بعد أن شارك في تأليف كتاب وسي دي Nique la France (ضاجع فرنسا)، لقد تجرأ هذا الرجل وقال يوم 1 نوفمبر «نحن الأمة، نحن الجمهورية» في محاولة منه لاستمالة الإعلام الفرنسي.

 

في هذا التيار الذي يطلق على نفسه لفظ «مضاد للاستعمار»، هناك أيضًا مستشار المحليات لحزب «فرنسا الأبية» عن منطقة سانت دينيس، ماجد مسعودين، وهو أحد منظمي مسيرة العاشر من نوفمبر، استخدم مسعودين منصبه لتنظيم اجتماعات في مدينته مع حزب «السكان الأصليين للجمهورية» في ديسمبر 2015، أي بعد شهر من هجمات باريس، استضاف مسعودين طارق رمضان في لقاء «ضد الإسلاموفوبيا».



لقد رصدنا أيضًا في موكب مسيرة العاشر من نوفمبر عمار الأصفر رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي لم يأخذ الكلمة للتمويه على الطابع الإخواني للحدث أيضًا، طلب من الإمامين نادر أبي أنس ورشيد الجي، أن يكونا حذرين، وقد سحب الأول توقيعه على الدعوة للاحتجاج بعد تصريحاته الأخيرة بشأن النساء.

شارك