عودة أطفال داعش الأجانب.. هولندا ترفض وبريطانيا تفتح أبوابها

السبت 23/نوفمبر/2019 - 11:02 ص
طباعة عودة أطفال داعش الأجانب.. محمد عبد الغفار
 
بعد هزيمة داعش المدوية في كل من سوريا والعراق، انقسم مصير عناصره من الأجانب ما بين ذئاب فردية تقوم بعمليات إرهابية في داخل بلادهم بوسائل أولية أو سافر بعضهم إلى مناطق السيطرة الجغرافية للتنظيم الإرهابي.



ووصل هؤلاء إلى سوريا والعراق بعد أن فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حدود بلاده أمام دخول هؤلاء الإرهابيين إلى هذه المناطق، ضمن صفقة مع التنظيم الإرهابي، ولكن مع انحسار قوة وسيطرة داعش بعد معركتي الباغوز ونينوى، ظل السؤال حول وضع هؤلاء المقاتلين الأجانب وأولادهم بعد انتهاء السيطرة الجغرافية لداعش.

هولندا وعودة رعاياها الدواعش


انقسمت الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية في مواقفها تجاه مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الحاملين لجنسياتهم؛ حيث رفضت بعض الدول استقبالهم مرة أخرى، بينما وافقت بعض الدول على قبولهم، واسترداد أطفالهم بصفتهم مواطنين حاملين لجنسياتهم.



وفي سياق متصل، أعلنت محكمة الاستئناف في مدينة لاهاي الهولندية في حكم، الجمعة 22 نوفمبر 2019، أن الحكومة غير ملزمة باستعادة أبناء الهولنديات المنضمات لتنظيم داعش الإرهابي.



وأضاف الحكم بأن الحكومة الهولندية غير ملزمة بتقديم أي مساعدة نشطة في استعادة هؤلاء الأطفال؛ خصوصًا أن أمهاتهم غادرن البلاد وانضممن لتنظيم داعش الإرهابي في ظروف غامضة، وغير معروف طبيعة الدور الذي قمن به في سوريا والعراق.



ويأتي هذا الحكم تعقيبًا على قرار صادر من محكمة أدنى في شهر أكتوبر 2019، وشدد الحكم على ضرورة بذل الحكومة لمجهودات في استعادة 56 طفلًا هولنديًّا يعيشون في مخيمات الدواعش في سوريا، وذلك باعتبارهم مواطنين هولنديين.

بريطانيا تعارض هولندا



تختلف وجهة نظر وتعامل بريطانيا مع قضية الأطفال الدواعش عن طريقة التعامل الهولندية؛ حيث صرح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان رسمي، الجمعة 22 نوفمبر 2019، بأن الأطفال البريطانيين العالقين في مناطق الحرب بسوريا سوف يعودون إلى المملكة.



واعتبر وزير الخارجية البريطانية أن «هؤلاء الأطفال الأبرياء ينبغي ألا يتعرضوا لفظائع الحرب»، مشيرًا إلى أنهم سوف يعودون من مناطق كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي في شمالي شرق سوريا، على أن يصلوا إلى بريطانيا خلال الأيام القليلة المقبلة.



وأشار راب إلى أن الحكومة البريطانية سهلت عودتهم، وهم في صحة جيدة، معتبرًا أنه «كان من الصواب أن نفعل هذا الشيء، يجب أن نمنحهم الخصوصية، وندعمهم كي يعودوا إلى الحياة».



ووفقًا لمراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط كونتين سومرفيل فإن الأطفال الذين انضم أهاليهم إلى تنظيم داعش تم تسليمهم إلى وفد رسمي من وزارة الخارجية البريطانية، وغادروا سوريا بالفعل، ولكن من غير المعروف موعد وصولهم إلى بريطانيا.



ويعد هذا تغييرًا واضحًا في رؤية وموقف بريطانيا تجاه مواطنيها المنضمين إلى تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث كانت ترفض استعادتهم، ولكنها بذلك تنضم إلى قافلة الدول التي قامت بذلك مثل فرنسا والدنمارك والنرويج وكازاخستان، مؤيدة تجاه الأمم المتحدة التي طالبت الدول بتحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها طالما لن يخضعوا للتحقيق في سوريا والعراق.



وترى مستشارة في منظمة «انقذوا الأطفال الخيرية المهتمة بالشؤون الإنسانية أورجا مينوج» في تصريحات صحفية، أن هؤلاء الأطفال واجهوا ظروفًا قاسية للغاية في المخيمات التي تشهد تكدسًا هائلًا؛ حيث عانوا من نقص الرعاية الصحية والمياه النظيفة.



وطالبت مينوج من الحكومات الأوروبية بضرورة التصرف بسرعة، معتبرة أن الوقت لم يعد في صالحهم لإخراجهم من هذه المناطق بصورة آمنة، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء خلال الفترة المقبلة، وعدم وجود تجهيزات ملائمة لمثل هذه الأمور في المخيمات.

شارك