بالاغتيالات.. ذراع الإرهاب الإيراني تطال معارضيه في الخارج

الأحد 24/نوفمبر/2019 - 11:30 ص
طباعة بالاغتيالات.. ذراع نورا بنداري
 
في ظلِّ الاحتجاجات التي تشهدها طهران بسبب القرارات الحكومية التعسفية، استخدم نظام الملالي أساليبه القمعية لكل من يعارضه سواء في الداخل أو في الخارج، إذ لم يتوان عن قتل معارضيه، وكان آخر ضحاياه في 17 نوفمبر المعارض «مسعود مولوي»، الذي تم اغتياله أمام مقر سكنه في مدينة إسطنبول التركية.
وتفاعل نشطاء على موقع «تويتر»، ونشروا في 22 نوفمبر مقطع فيديو، لشخص يُطلق عليه الرصاص وهو يسير في أحد شوارع إسطنبول، مؤكدين أنه المعارض «مسعود مولوي».
ووجه النشطاء اتهامات إلى السلطات الإيرانية، وحكومة الرئيس التركي «أردوغان» متهمين إياها بالمشاركة مع النظام الإيراني في قتل «مولوي» بسبب صمتها عن توجيه الاتهام إلى الاستخبارات الإيرانية بشأن عملية الاغتيال تلك.
ويبلغ «مسعود مولوي» من العمر 32 عامًا، وهو عنصر منشق عن أجهزة المخابرات الإيرانية، ويدير قناة «جعبة سياه (الصندوق الأسود)» عبر موقع «تيليجرام»، وهي معنية بنشر أخبار عن فساد نظام الملالي، كما أنه كان أيضًا مسؤولًا عن اللجان الإلكترونية للحرس الثوري الإيراني، ودرس الهندسة المدنية في جامعة نجف آباد، ثم علوم الكمبيوتر في جامعة طهران، إلى أن نال الدكتوراه من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

سبب مقتله
واستقر المعارض الإيراني «مسعود مولوي» في تركيا منذ سنوات، وأسس فيها شركة تقنية، ورجح متابعون أن تكون من ضمن الأسباب التي دفعت السلطات الإيرانية لاغتياله هو أنه قدم نصائح لمتابعيه من أجل تجاوز قطع شبكة الإنترنت في إيران.
وجدير بالذكر، أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» حذر حليفه الإيراني من احتمال انتقال الاحتجاجات التي يشهدها العراق إلى إيران، كما لم تعلق أنقرة على الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها طهران والمناطق الإيرانية منذ أكثر من أسبوع بعد تحريك الحكومة سعر البنزين لثلاثة أضعاف.
وعملية اغتيال «مسعود مولوي» ليست الأولى من نوعها، إذ دأب النظام الإيراني، منذ سيطرة الملالي على الحكم عام 1979، على اغتيال المعارضين له والمختلفين معه أيديولوجيًّا وعرقيًّا وقوميًّا، وكان آخر هذه الاغتيالات، «سعيد كريميان»، مدير مجموعة قنوات «جم» الإعلامية الناطقة بالفارسية، الذي قُتل في مدينة إسطنبول التركية في أبريل 2017 بإطلاق النار من مسلحين ملثمين.
واتهمت المعارضة الإيرانية حينها أجهزة استخبارات الملالي بالوقوف وراء حادث اغتيال «سعيد كريميان»، الذي كان مطلوبًا للنظام بتهم «نشر الفساد وتشويه صورة النظام».
أيضًا من بين عمليات الاغتيالات التي مارسها الملالي بحق معارضيه في الخارج، كان اغتيال رئيس حركة النضال لتحرير الأحواز «أحمد مولي» أمام منزله في مدينة لاهاي الهولندية 2017، واغتيال «عبد الرؤوف ريغي» زعيم حركة «جيش النصر البلوشية» في مدينة كويتا، غربي باكستان في 2014، والقيادية في حركة مجاهدي خلق «زهراء رجبي»، في إسطنبول بتركيا عام 1996.
وفي يناير 2019، نشرت صحيفة «ذود دويتشه تسايتونغ» الألمانية تقريرًا أوضحت فيه أن أجهزة استخبارات أوروبية رصدت إرسال طهران فرق إرهاب واغتيالات إلى القارة البيضاء؛ لتصفية معارضين لنظام الملالي.
ووفقًا لتقرير «ذود دويتشه تسايتونغ» فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رصدت في الفترة بين عام 1979 و1994، تنفيذ نظام الملالي 60 محاولة اغتيال كاملة بحقِّ معارضين، كثير منها وقع في أوروبا.

إخراس الأصوات
يوضح أسامة الهتيمي، الكاتب الصحفي المختص في الشأن الإيراني، أن حادث اغتيال معارض إيراني على أراض تركية ليس الأول من نوعه، إذ سبق وقتل آخرون سابقًا في عمليات اغتيال، لعل أبرزهم المعارض «سعيد كريميان» الذي تم اغتياله في أبريل 2017 في إسطنبول.
ولفت «الهتيمي» في تصريح له، إلى أن الهدف من اغتيال «مولوي» في هذا التوقيت بث رسالة شديدة اللهجة من النظام لكل معارضيه في الداخل والخارج، خاصة أولئك الذين يبذلون جهدًا بشأن كشف الفساد، ومساعدة الشعب على التحايل على التضييق الذي يمارسه النظام، إذ كان يلعب «مولوي» دورًا مهمًّا في توعية الجماهير، إذا هذا النظام يهدف إلى إخراس كل الأصوات.
وأشار الكاتب المختص في الشأن الإيراني، إلى أن هذا النظام يريد أن يبعث برسالة تؤكد أن معارضيه الذين يشاركون في زخم الانتفاضة الشعبية لا يمكن أن يكونوا بعيدًا عن أيدي الأجهزة الأمنية.

شارك