محاولًا الصمود في وجه الغضب الشعبي.. «الملالي» يدفع بمسيرات مؤيدة

الأحد 24/نوفمبر/2019 - 11:34 ص
طباعة محاولًا الصمود في نورا بنداري
 
بعد أن استشعر نظام الملالي الخطورة؛ بسبب المظاهرات والاحتجاجات الرافضة لسياساته وقراراته التعسفية، والتي كان آخرها قرار رفع أسعار الوقود، لجأ النظام إلى الدفع بمسيرات مؤيدة له، إذ نشرت وكالة «إيسنا» الإيرانية في 21 نوفمبر، لمن قالت إنهم مؤيدون لقرارات النظام ومدافعون عنه.
وكان من بين المشاهد التي بثتها الوكالة صورة ذكرت إنها لطلاب أفارقة يدرسون في الحوزة الدينية في المدينة الإيرانية «أصفهان»، كما نشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أنباءً عن مسيرات موالية للنظام في عدة محافظات، ولوحظ بحسب المشاهد أن من بين المشاركين في هذه المسيرات ميليشيات الباسيج، التابعة للحرس الثوري وبعض اللاجئين الأفغان، وجنسيات أخرى ممن يدرسون على نفقة النظام في مراكزه الدينية.
وقد تفاعل ناشطون إيرانيون على موقع «تويتر» مع تلك المسيرات، مؤكدين أن النظام يقوم بإجبار طلاب المدارس والموظفين على تدشين مسيرات، وتصويرها على أنها تؤيد سياساته، ليس ذلك فقط، بل عملت لجان النظام الإلكترونية على الترويج له بنشر تغريدات على «تويتر» ترى أن تلك الاحتجاجات المعارضة هى «حرب كونية» ضد إيران.

استعراض قوة
يرى أحمد قبال، الباحث المختص في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه في ظل تصاعد وتيرة الاعتراضات والمظاهرات داخل العديد من المدن الإيرانية ضمن حراك لم يتوقف منذ عامين، وإن تراجعت حدته أحيانًا، يحمل هذا في طياته بوادر رغبة شعبية في التغيير؛ إذ لم يترك النظام الإيراني أي فرصة للنيل من هذا الحراك والتقليل من أهميته إلا ومارسها.
ويضيف «قبال»: كما هو حال الأنظمة الاستبدادية وبعد توظيف آلة القمع والتضييق الإعلامي على المعارضة، يريد النظام استعراض قوته من خلال الدفع بمسيرات تأييد، اعتمادًا على قوات الباسيج الموالية للمرشد والنظام، والتي هي ذات قدرة على الحشد والتنظيم، وتحظى بدعم على أعلى المستويات.
ولفت إلى أنه دائمًا ما يلجأ النظام الإيراني إلى تلك المسيرات كلما تزايدت موجات الغضب الشعبي في الشارع، وحدث ذلك مرات عديدة خلال العامين الماضيين، وساهم في تراجع نشاط الحراك الشعبي بشكل مؤقت؛ خاصة أن مظاهر استعراض القوة على هذا النحو تدفع الكتلة الأكبر من المعارضة إلى وقف الحراك؛ خشية نشوب مواجهات غير متكافئة من ناحية، وتعطي انطباعًا لدى الرأي العام من ناحية أخرى بأن النظام مازال لديه رصيد شعبي، وأنه يخوض مواجهة ضد الغرب وعملائه في الداخل؛ من أجل تقسيم إيران، والنيل من استقرارها.
وأكد الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، أنه رغم أن النظام الإيراني نجح مرارًا في إضعاف حدة الحراك ولو بشكل مؤقت من خلال تلك المسيرات التي يجيد تنظيمها، والحشد لها، لكنه لم ينجح لأكثر من عامين في وقف الحراك بشكل كامل.

شارك