الأيتام أولًا.. إستراتيجية بريطانيا لإعادة أطفال «الدواعش»

الأحد 24/نوفمبر/2019 - 11:36 ص
طباعة الأيتام أولًا.. إستراتيجية شيماء حفظي
 
بدأت السلطات البريطانية تنفيذ خطوات جدية في التعامل مع أطفال الدواعش المحتجزين في سوريا، خصوصًا الأيتام، وهو ما يكشف إستراتيجية المملكة المتحدة في التعامل مع العائدين من أراضي النزاع وأطفالهم.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، السبت 23 نوفمبر 2019، إن أيتام داعش البريطانيين الذين مات آباؤهم في سوريا قد عادوا إلى المملكة المتحدة.
وجاء هذا الإعلان بعد تغريدة من الإدارة الكردية في سوريا تشير إلى أنه تم تسليم ثلاثة أطفال إلى السلطات البريطانية الخميس 21 نوفمبر 2019.
وقال الدكتور عبدالكريم عمر، مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الكردية في شمال سوريا، في تغريدة على تويتر، إنه تم تسليم ثلاثة أيتام بريطانيين من آباء بداعش إلى وفد يمثل البريطانيين.
وتربط بريطانيا – التي تتعامل بشكل مختلف مع العائدين الدواعش من البالغين – عودة الأطفال بعدم وجود تهديد أمني.
وقال وزير الخارجية البريطاني في تصريحات الشهر الماضي، إنه طالما لم يكن هناك "تهديد أمني"، يمكن السماح للأطفال الذين تم إنقاذهم من القتال في شمال سوريا بالعودة إلى ديارهم.
وذكرت صحيفة ذا صن، البريطانية أنه تم نقل موظفي وزارة الخارجية إلى سوريا في عربات مدرعة لجمع "أبناء داعش" ونقلهم بعيدًا إلى بر الأمان.
وأكد راب، أن هؤلاء الأطفال هم الآن في عملية إعادتهم إلى المملكة المتحدة، وجاءت عملية الإعادة إلى الوطن بعد زيارة قام بها مارتن لونجدين، الممثل الخاص للمملكة المتحدة لسوريا في المنطقة.

الأيتام أولًا.. إستراتيجية
ووصف راب، عملية إعادة الأطفال في بيان، بأن "هؤلاء الأبرياء، اليتامى، لا ينبغي أبدًا أن يتعرضوا لأهوال الحرب.. لقد سهلنا عودتهم إلى بلادهم لأنه كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.. الآن يجب السماح لهم بالخصوصية ومنحهم الدعم للعودة إلى الحياة الطبيعية."
وعلى الرغم من تجاوب بريطانيا مع إعادة الأطفال، لكنها لم تفصح عن تفاصيل إعادة تأهيلهم أو طبيعة المعاملة التي سيتلقاها هؤلاء أو محل إيداعهم.
وكانت صحيفة تليجراف البريطانية، قالت إنه ما لا يقل عن سبعة رجال بريطانيين و25 امرأة وأكثر من 60 طفلاً محتجزون لدى القوات الديمقراطية (قسد) وأن أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال البريطانيين تقل أعمارهم عن خمس سنوات.
وما زال هناك 1300 طفل أو أكثر من الدواعش الأوروبيين في مخيمات سوريا والعراق، محتجزين لدى قوات السلطات الكردية المسؤولة عن المخيمات، والتي ترى عدم إعادة الأطفال إلى بلادهم «خطأ كبير» يهدد بترك الأطفال عرضةً للتجنيد الإرهابي المحتوم.
وتضم المخيمات عائلات أعضاء «داعش»؛ حيث إن هناك أكثر من 75 ألف شخص في مخيم الهول في شمال شرق سوريا، من بينهم نحو 2500 طفل أجنبي، تم تحديدهم على أنهم عديمو الجنسية بشكل أساسي من قبل مكتب الأطفال التابع للأمم المتحدة «اليونيسف»، يعيشون وسط ظروف بائسة.
وعلى الرغم من دعوة الأمم المتحدة بإعادة أجانب التنظيم، وخاصة الأطفال إلى بلاد آبائهم، وهو القرار الذي دعمته الولايات المتحدة، مازالت هذه القضية تؤخذ على محمل المخاطر والمكاسب السياسية في كل دولة على حدة.
وقال ديفيد ديفيس عضو برلمان المملكة المتحدة للنواب، إن ثلاثة من الأطفال البريطانيين الذين يقدر عددهم بـ 60 طفلاً ويعتقد أنهم في المنطقة هم من الأيتام، مضيفًا أن أولئك الذين لم يتيتموا "ما زالوا يستحقون حماية المملكة المتحدة".
وقالت أليسون جريفين رئيسة الحملات الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة، إن الحكومة "تغير حياة هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين مروا بأشياء فظيعة خارجة عن إرادتهم".
وأضافت: "ستتاح لهم الآن فرصة ثمينة للشفاء ولطفولتهم السعيدة ويعيشون حياة كاملة. يجب أن نفخر بكل من عمل من أجل تحقيق ذلك."
على جانب آخر، ترفض بريطانيا بشكل قاطع السماح لأطفال أعضاء «داعش» البريطانيين بالعودة إلى المملكة المتحدة؛ بسبب مخاوف من أن تستغل أمهاتهم الوضع للعودة إلى البلاد، خاصة أن بريطانيا تصنف الداعشيات على أنهن خطيرات كالذكور.

شارك