«عودة بعد التخلي».. أمريكا تعلن التعاون مع «قسد» لمحاربة «داعش»

الأحد 24/نوفمبر/2019 - 11:41 ص
طباعة «عودة بعد التخلي».. معاذ محمد
 
بعد مرور أكثر من شهرين على الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري، جراء العملية العسكرية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا هناك، أعلن كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، السبت 23 نوفمبر 2019، إن يوجد نحو 500 جندي في شرقي سوريا بهدف التصدي لتنظيم داعش، وفقًا لوكالة رويترز.
وأعرب «ماكنزي» خلال مشاركته في حوار المنامة بالبحرين، عن توقعه بتصاعد العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي الأيام والأسابيع المقبلة.
وأوضح قائد المنطقة المركزية، أن الجنود يتمركزون «شرقي نهر الفرات وإلى الشرق من دير الزور حتى الحسكة، في الشمال الشرقي حتى أقصى شمال شرق سوريا».
وأكد كينيث ماكنزي: «تنصرف نيتنا إلى البقاء في هذا الوضع، والعمل مع شركائنا من قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لمواصلة عملياتنا ضد داعش حتى آخر وادي نهر الفرات؛ حيث توجد هذه الأهداف».

عودة جديدة
عقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، 7 أكتوبر 2019، شن بلاده العملية العسكرية «نبع السلام» في الشمال السوري، انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة اعتبرت تخليًا عن الأكراد، حلفاء واشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ووجهت لأمريكا الكثير من الاتهامات والانتقادات، عقب تخليها عن حلفائها في المنطقة، خصوصًا أن هذا الأمر سهل الطريق أمام تركيا للقيام بعمليتها العسكرية والتوسع في الشمال السوري، التي أسفر عنها مقتل الكثير من المدنيين.

حرب بعد «ولادة جديدة»
وعلى الرغم من إعلان قائد القيادة المركزية الأمريكية، العودة من جديد للمشاركة في التصدي لداعش، فإن انسحاب واشنطن من المنطقة في هذا التوقيت، أدي إلى هروب الكثير من عناصر التنظيم الإرهابي من السجون، ما نتج عنه مخاوف أوروبية من عودة المقاتلين الأجانب، وتحولهم إلى «قنابل موقوتة» في بلدانهم الأصلية.
كما أنه إضافة إلى ذلك، استغل «أردوغان» عناصر داعش، الذين تم أسرهم من قبل القوات التركية في الشمال السوري، واستعملهم كـ«ورقة ضغط» على الدول الأوروبية لاستعادتهم مرة أخرى.
ونشرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، تقريرًا في 19 أكتوبر 2019، أكدت فيه أن  انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ من شمال شرق سوريا يجبر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، على قبول حقيقة خطيرة، وهي ولادة جديدة لتنظيم داعش، التي قد يسمح للإرهابيين بشن هجمات على الغرب.

النفط هدف رئيسي
غرض واشنطن من التمركز في الشمال السوري مرة أخرى، ليس محاربة داعش فقط، وإنما الخوف من سقوط حقول النفط في أيدي التنظيم.
ففي 24 أكتوبر 2019، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، عن خططها لتعزيز الوجود العسكري لها في شمال شرق سوريا، من أجل حماية حقول النفط هناك من السقوط مجددًا بأيدي تنظيم داعش.
وقال أحد المسؤولين في «البنتاجون»، في بيان آنذاك: إن أحد أهم المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة مع شركائها في الحرب ضد داعش، هو السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، والتي تعد مصدر عائدات رئيسيًّا للتنظيم.
كما أوضح مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، في بيان له، 25 أكتوبر 2019، أن واشنطن ترغب في ضمان عدم وصول إرهابيي داعش إلى النفط، مشيرًا إلى أن الحقول قد تسمح للتنظيم المتشدد بالحصول على موارد تمكنه من الظهور مجددًا.

شكوك حول مصداقية واشنطن
عقب إعلان واشنطن انسحابها من الشمال السوري، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أن القوات الأمريكية لم تف بالتزاماتها وسحبت وحداتها من المناطق الحدودية مع تركيا».
وبعد موجة من الانتقادات التي وجهت للولايات المتحدة، على خلفية الانسحاب من الشمال السوري، نفذ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، عدة زيارات غير معلنة للعراق والسعودية وأفغانستان.
وبعد زيارة «إسبر» لأفغانستان، 20 أكتوبر 2019، اعتبرت وكالة «رويترز»، أنها جاءت وسط شكوك حول مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها، بعد سحبها المفاجئ لقواتها من شمال شرق سوريا وتركها، ورغبة ترامب منذ فترة طويلة في الخروج من الالتزامات الدولية.

شارك