ليست لقمة سائغة.. أردوغان يفشل في اختراق بلدة عين عيسى

الأحد 24/نوفمبر/2019 - 11:49 ص
طباعة ليست لقمة سائغة.. محمد عبد الغفار
 
ظن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الشمالي السوري سيكون لقمة سائغة في فم نظام العدالة والتنمية الذي يرأسه، مستندًا في ذلك على صعوبة الأوضاع السياسية والعسكرية التي تعيشها سوريا خلال السنوات الأخيرة.
ولكن أخطأ رجب أردوغان في حساباته كما هي عادته دائمًا؛ حيث واجه صعوبات كبيرة في السيطرة العسكرية والجغرافية على الشمال السوري، رغم إطلاقه 3 عمليات وهي «نبع السلام، ودرع الفرات، وغصن الزيتون»، ومحاولته السيطرة الديموجرافية على هذه المنطقة عبر إنشاء فروع لجامعات تركية مثل غازي عنتاب.
تعد مدينة عين عيسى، الواقعة شمالي سوريا، إحدى العقبات الواضحة في مسيرة الجيش التركي في شمال سوريا؛ حيث لم تنجح هذه القوات في التقدم إلى الأمام، نظرًا للمقاومة الكبيرة التي تواجهها.
وواصلت القوات التركية والميليشيات الإرهابية الموالية لها مهاجمة على المدينة، حيث شنت القوات هجمات من عدة محاور على مدينة عين عيسى، وواجهت مقاومة عنيفة من قوات سوريا الديمقراطية، وقوات الجيش السوري، المتواجدة في المدينة.
ووفقًا للمصادر السورية في حديثها لوكالة رويترز، السبت 23 نوفمبر 2019، أن الاشتباكات ما بين الطرفين أدت لخسائر بشرية، مع تراجع طفيف للقوات المتواجدة في المنطقة مع بدء الهجوم التركي.
وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان رسمي، السبت 23 نوفمبر 2019، أن تركيا استهدفت بلدة عين عيسى بصورة علنية وعبر مختلف أنواع الأسلحة والمدفعية، وجاء الهجوم بشكل همجي وعدواني، ما أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية ونزوح الآلاف من سكان المنطقة.
وأضافت الإدارة الذاتية أن مرتزقة دولة الاحتلال التركي من عناصر داعش والنصرة عمدوا إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النيران، الذي تم توقيعه في سوتشي بين روسيا وتركيا، وأشارت الإدارة إلى أن تركيا تسعى إلى احتلال المزيد من المناطق في شمال سوريا، وممارسة تطهير عرقي بحق الأكراد، ونهب وسلب خيرات هذه المنطقة.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث مع وكالة فرانس برس، إلى أن المعارك تدور بالقرب من بلدة عين عيسى الاستراتيجية منذ فترة، حيث تحاول قوات سوريا الديمقراطية منع تقدم الجيش التركي والميليشيات التابعة له باتجاهها، والتي تقصف المدينة بالطائرات المسيرة والقصف المدفعي.
وأشار مدير المرصد إلى أن تركيا تهدف إلى توسيع سيطرتها على المناطق التابعة للأكراد في الشمال السوري؛ حيث نجحت في السيطرة على منطقة حدودية بطول 120 كيلومترًا بين مدينتي تل أبيض، الواقعة في شمال الرقة، ورأي العين، الواقعة في شمال الحسكة.
يذكر أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح، الاثنين 15 نوفمبر، إن الولايات المتحدة وروسيا امتنعتا عن تنفيذ ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، الذي التزمت به تركيا، على حد زعمه، وأوقفت عمليتها ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، أكتوبر 2019، وفقًا لما نشرته وكالة الأناضول. 
وأضاف وزير الخارجية : «إذا لم نحصل على نتيجة ولم تلتزم أمريكا وروسيا بما تم الاتفاق عليه سنقوم بما يلزم، مثلما أطلقنا العملية السابقة بعد محاولتنا مع الولايات المتحدة»، في إشارة إلى عملية "نبع السلام"، التي أطلقتها أنقرة في 9 أكتوبر 2019.

شارك