كيف تُجند «بوكو حرام» عناصرها من السكان المحليين؟
الإثنين 25/نوفمبر/2019 - 11:36 ص
طباعة
أحمد عادل
يعيش السكان المحليون النيجيريون، في مأساة حقيقة نظرًا للعمليات العدائية التي تمارسها جماعة بوكو حرام شرق البلاد.
وكشف تقرير لموقع " channelstv" النيجيري، السبت 23 نوفمبر 2019، عن كيفية تجنيد جماعة بوكو حرام، للسكان المحليين.
وقال أحد أعضاء «بوكو حرام»، موسى إبراهيم، إن بعض الإرهابيين من قبل جماعة بوكو حرام، قاموا بغزو قريته وهددوا بقتل والديه إذا رفض الانضمام إليهم.
وأوضح موسي، أننا اضطررنا للانضمام، إلي الجماعة المسلحة، في أعقاب ذلك الغزو، ولكن بعد قضاء سنوات معهم، لاحظنا انقسامات خطيرة بين الزعماء مما جعلنا نتساءل عما إذا كان هذا من الله، ولكن عندما سنحت لنا الفرصة بالهروب بعيدًا عن أعينهم، استسلمنا للجيش النيجيري.
من جانبه ، قال القلوي كوكاوا، إنه تم أسره هو وأبنه في أعقاب الهجوم المسلح، وأجبرونا على الفرار، ولكن تم أسري فيما بعد أنا وأبني، ولكنه اكتشف هذا الموضوع بعد انضمامه للجماعة المسلحة، مؤكدًا أنه لم يشارك مطلقًا في أي هجوم إرهابي وأنه كان يصلي دائمًا من أجل العودة مرة أخرى إلى أسرته.
وأضاف كوكاوا، أنه فر برفقة ابنه بعد هجوم للجيش النيجيري على أحد الأكمنة في منطقة شمال شرق نيجيريا، ومن ثم تمكنا من ركوب سيارة نقلتنا إلى منطقة يوبي ستيت، وهناك استسلمنا إلى قوات الأمن النيجيرية.
وفي ذات السياق، قال منسق عملية الممر الآمن التابعة للجيش النيجيري، اللواء باميدل شفا، إن القوات النيجيرية تعهدت بإعادة السلام الكامل إلى المنطقة الشمالية الشرقية لنيجيريا التي دمرها مسلحو «بوكو حرام».
وأضاف أن الجيش النيجيري، سجل تقدمًا ملحوظًا في الحرب ضد جماعة بوكو حرام، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها القوات في منطقة شمال شرق البلاد تحديدًا.
وكشف اللواء باميدل شفا، أن أكثر من ألف من مسلحي جماعة بوكو حرام قد ألقوا سلاحهم عن طيب خاطر واعتنقوا برنامج العفو للحكومة الفيدرالية الذي أطلقته في عام 2015.
وأوضح اللواء شفا، تم نقل مئات التائبين من جماعة بوكو حرام، والذي بلغ عددهم 586 إلى مطار غومبي لاوانتي الدولي، وهي الأكبر منذ بدء العملية في عام 2015، ثم تم نقل المسلحين السابقين إلي معسكر العمليات الآمن في منطقة ملام سيدي في شمال شرق نيجيريا، وهناك يخضعون الإرهابيين السابقين لعمليات إزالة التطرف وإعادة التوجيه، وكذلك العديد من برامج التدريب المهني والدعم النفسي والاجتماعي قبل إعادة الاندماج في المجتمع - بحسب التقرير.
جماعة بوكو حرام:
وفي يناير 2002، تأسست جماعة بوكو حرام على يد محمد يوسف، الذي أعدمته الشرطة النيجيرية في العام 2009، إلا أنها زادت من نشاطها، ونفذت عمليات إرهابية عدة خلال السنوات الأخيرة.
وعقب مقتل محمد يوسف تولى أبوبكر شيكاو، صاحب إستراتيجية خطف الفتيات من المدارس، بزعم أن الفتيات خلقن للزواج وليس للتعلم، وصاحب أيضًا استراتيجيات العمليات الانتحارية، التي انتشرت بعد توليه زعامة الجماعة.
واستمر الأمر حتى مارس 2015، عندما بايع شيكاو أبا بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، والذي قُتل على يد الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر 2019.
وتعتبر جماعة «بوكو حرام» مسيطرة بشكل كبير على منطقة شمال شرق نيجيريا، وكذلك على نطاق بحيرة تشاد، وتحديدًا نيجيريا، والكاميرون، وتشاد، والنيجر، وبنين، وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أن القوات النيجيرية تحاول في الفترة الأخيرة التصدي للهجمات المتزايدة من قبل الجماعة الموالية لـ«داعش»، وفي المقابل نجحت القوات النيجيرية بالتعاون مع قوات الساحل الأفريقي متعددة الجنسيات المعروفة بـ«G5»خلال الفترة الأخيرة في تنفيذ العديد من الضربات القاصمة للجماعة؛ ما أدى إلى حدوث اضطرابات داخلية داخل التنظيم الموالي لـ«داعش»، ظهرت بعد إعدام مامان نور عام 2018.
وأسفرت الهجمات الإرهابية التي تشنها جماعة «بوكوحرام» منذ ظهورها حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 30 ألف شخص، وتشريد الملايين في نيجيريا.
ومن جانبه، وفي تصريح خاص لـه، أفاد محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي، أن منطقة شمال شرق نيجيريا، هي بؤرة الصراع الدائر في الفترة الحالية بين الجيش النيجيري، الذي يحاول إعادة الانضباط للمنطقة، وجماعة بوكو حرام ، التي تنشر الفوضى في البلاد.
وأكد عزالدين، أن برنامج العفو الذي قدمته الحكومة للحد من العنف في المنطقة لتدريب المسلحين السابقين لجماعة «بوكو حرام» للانخراط في المجتمع، سيركز على التمكين