بعد تزايد الهجمات.. الصراع بين الجماعات الإرهابية يمزق الساحل الأفريقي

الإثنين 25/نوفمبر/2019 - 11:40 ص
طباعة بعد تزايد الهجمات.. أحمد سلطان
 
بداية شهر نوفمبر الجاري، شن مسلحون مجهولون هجومًا على حافلات تنقل عملًا بمنجم للذهب، تديره شركات كندية في بوركينا فاسو، وأسفر الهجوم عن مقتل 38 عاملًا، في منجم الذهب، وإصابة 60 أخرين.

 

وبالرغم من مرور عدة أسابيع على الهجوم الإرهابي، إلا أن أي من التنظيمات الإرهابية الرئيسية «داعش في الصحراء الكبري، أو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المحسوبة على تنظيم القاعدة»، لم يعلنا تبنيهما للهجوم الإرهابي.

 

ومنذ 2015، شن تنظيم داعش فرع الصحراء الكبرى، نحو 10 هجمات إرهابية، استهدفت مصالح اقتصادية، تديرها شركات أجنبية، في كل من بوركينا فاسو، ومالي.

 

وفي ذات الأثناء، هاجم مقاتلو داعش قاعدة تابعة للجيش المالي في منطقة ميناكا، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 50 جنديًا ماليًا، وهو ما يشكل تطورًا لافتًا في عدد ونوعية الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي.

 

وقالت مجموعة صوفان جروب المعنية، بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي: إن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، تزيد من الهجمات التي تشنها ضد القوات الأمنية، والمصالح الأجنبية في كل من مالي وبوركينا فاسو، مضيفةًً أن القيادة العسكرية المالية أصدرت قرارًا بسحب قواتها من النقاط العسكرية المعزولة إلى القواعد الكبرى ذات الحراسة المشددة، وهو نفس القرار الذي اتخذته نيجيريا ردًا على الهجمات التي يشنها تنظيم داعش في غرب أفريقيا «بوكو حرام سابقًا».

 

وأشارت صوفان جروب إلى أن تنظيم داعش في الصحراء الكبرى غير قادر على مهاجمة الدول الغربية، لكنه يستهدف المصالح الاقتصادية في الساحل الأفريقي؛ بهدف طرد الدول الغربية خارج الحدود الاقتصادية لمنطقة الساحل، موضحةًً أن كل ذلك يتم تحت قيادة «عدنان أبوالوليد الصحراوي».

أبو الوليد الصحراوي.. قائد الإرهاب في الساحل الأفريقي

ظهر أبو الوليد الصحراوي للمرة الأولى في عام 2011، واسمه الحقيقي لحبيب عبدي سعيد، ويُعرف أيضًا بالإدريسي لحبيب، وهو من مواليد مدينة العيون إحدى أهم مدن الصحراء الغربية المتنازع عليها، وينتمي لقبيلة الرقيبات.

 

وأعلن الصحراوي وقتها تأسيس ما يعرف بجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، التي تبنت خطف 3 مواطنين أوروبيين في منطقة الساحل، لكنه لم يعُلن وقتها تبعيته لأي جهة أو تنظيم.

 

وقبل ذلك، كان «الصحراوي» واحدًا من الناشطين في حركة البوليساريو الانفصالية، وكان مسؤولًا في منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء، ووادي الذهب المقرب من جبهة البوليساريو الانفصالية.

 

بعد نحو عام، أعلن أبو الوليد الصحراوي ورفيقه مختار بلمختار المكنى بـ«أبي العباس» تأسيس تنظيم «المرابطون» أحد أفرع القاعدة في منطقة الساحل والصحراء وليبيا.

 

وفي 15 مايو 2015، نشر التنظيم الإرهابي تسجيلًا صوتيًّا لأبي الوليد الصحراوي، قال فيه: «تعلن جماعة (المرابطون) بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين (أبو بكر البغدادي)، لزوم الجماعة، ونبذ الفرقة والاختلاف» - بحسب التسجيل.

 

وفي أغسطس 2018، وضع مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية -بشكل منفصل- أبا الوليد على قائمة الشخصيات الإرهابية الأكثر خطورةً، مؤكدةً أن «الصحراوي» مرتبط بتنظيم داعش.

 

وقال مجلس الأمن في بيانه: «إن الصحراوي متهم بالمشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة ينفذها داعش، إضافةً لتورطه في التخطيط لتلك الأعمال، وتيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها».

 

ومنذ ذلك الحين، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات توصل لقتل أو اعتقال «الصحراوي» بعد فشل غارة جوية سابقة في استهدافه، لكن ذئب داعش اختفى في الصحراء مجددًا، ولم يظهر منذ عام 2016.

 

في حين، أشاد الزعيم السابق لتنظيم داعش، أبوبكر البغدادي، في فيديو بثه التنظيم الإرهابي في أبريل 2019 بدور «الصحراوي»، داعيًا إياه لمواصلة الهجمات الإرهابية ضد المصالح الغربية.

 

وأعلن تنظيم داعش في منطقة الساحل والصحراء، مبايعة الزعيم الجديد لداعش «أبوإبراهيم الهاشمي» في لقطات مصورة بثها لمقاتليه قبل أسابيع.

«نصرة الإسلام والمسلمين».. منافس داعش وحليف القاعدة

وفي مقابل إرهاب تنظيم داعش، تبرز جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل الأفريقي كفرع محسوب على تنظيم القاعدة، بقيادة أيمن الظواهري.

 

وتأسست جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في عام 2014، وركزت على استهداف الفنادق العالمية في مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج، كما شنت هجمات ضد القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة في مالي.

 

وبحسب «صوفان جروب»، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تضم عددًا أكبر من المقاتلين مقارنةً بتنظيم داعش في الصحراء الكبرى.

 

وذكرت المؤسسة المعنية بالاستخبارات والأمن الدولي، أن قادة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أبدوا في وقت سابق استعدادهم للتعاون مع تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، إلا أن التنظيم تمسك ببيعته لـ«خليفة داعش»، وهو ما يدل على عدم وجود إمكانية للاندماج بينهما في المستقبل القريب.

 

وتوقعت «صوفان جروب»، أن تمتد الهجمات الإرهابية لتطال دولتي توجو وبنين المجاورتين لبوركينا فاسو، لافتةًً إلى أن تنظيم داعش قد يلجأ لدمج خلايا من فرع غرب أفريقيا في فرع الصحراء الكبرى؛ لتحقيق انتشار أكبر له في منطقة الساحل الأفريقي.

شارك