بعد لقائهم بالبوليساريو.. «تواصل» ينقلب على «العدالة والتنمية»

الإثنين 25/نوفمبر/2019 - 12:48 م
طباعة بعد لقائهم بالبوليساريو.. أسماء البتاكوشي
 
أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، المعروف اختصارًا بـ«تواصل»، ذراع الإخوان في موريتانيا، أن رئيسه «محمد محمود ولد سيدي» استقبل السبت 23 نوفمبر 2019، «محمد سالم ولد السالك» وزير خارجية جبهة البوليساريو، الساعية للانفصال في صحراء جنوبي المغرب.

وقال الناطق الرسمي باسم «تواصل» سيدي محمد ولد عبدالمالك، عقب إعلانه اللقاء، على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن اللقاء كان فرصة للتعبير عن التشبث بالعلاقة المتينة التي تربط الشعبين الموريتاني والصحراوي.

 

كما أثار اللقاء غضب حزب «العدالة والتنمية» المغربي، فرع  الإخوان في البلاد؛ ما جعل الأمانة العامة للحزب الذي يقود الحكومة، تصدر بيانات وتصريحات عدة تعبر عن الاستياء الشديد؛ نظرًا لاشتراك «تواصل» الموريتاني معهم في الانتماء إلى الحركة الإسلامية.

 

وعبر الحزب عن رفضه التام والمطلق لتلك الخطوة الخاطئة، مؤكدًا تأثيرها بالسلب على علاقات الحزبين، داعيًّا «تواصل» لتصحيح ما ينبغي تصحيحه.

 

يشار إلى أن حزب «تواصل» مقرب من «العدالة والتنمية»، وطالما كان قادته يعلنون أنهم «تتلمذوا» على يد قادة الحزب المغربي، فضلًا عن استمداد أفكارهم منه، ويتبادل الحزبان الزيارات بشكل متواصل للمشاركة في مختلف المؤتمرات التي ينظمانها؛ ما يستدعي موقفًا من الحزب القائد للحكومة.

 

بدوره قال القيادي البارز في «العدالة والتنمية»، عضو أمانته العامة عبدالعلي حامي الدين، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن الرئيس الجديد لـ«تواصل»، أقدم على خطأ سياسي جسيم باستقبال من يسمى بوزير خارجية الجمهورية الوهمية؛ ما يعد موقفًا غريبًا من الحزب الموريتاني، الذي يتشارك  معنا الأيديولوجية الفكرية ذاتها.

 

وتابع «حامي الدين» أنه موقف غريب من حزب تجمعه علاقات وطيدة مع المغرب، ويرتبط معه بروابط عميقة تتجاوز مخلفات الحرب الباردة، معربًا عن أمله في أن تتدخل القيادات التاريخية لحزب «تواصل»، ووقف هذا الاختراق وتغليب أصوات العقل والحكمة.

كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، أن هذا التصرف يعد سقطة كبيرة لحزب إسلامي موريتاني، وإساءة للعلاقات المغربية الموريتانية.

 

وتابع الشنقيطي أن لقاء رئيس «تواصل» مع وزير خارجية «البوليساريو» وتسلم دعوة منه زلة سياسية شنيعة، ومجازفة إستراتيجية غير محسوبة، لا تليق بشخصه، ولا بالحزب، بحسب قوله.

 

وتابع في منشور له بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك انتقاده لحزب تواصل «الذي يُفترض أن يكون وحدويًّا في مبادئه وتوجهاته ومواقفه، فضلًا عن أن اللقاء إساءة إلى علاقات بلادنا بالمملكة المغربية التي هي العمق الإستراتيجي والتاريخي والثقافي لموريتانيا».

 

ومن جانبها خرجت القيادة العامة لحزب «تواصل»؛ لترد على الانتقادات التي وجهت لها من طرف إخوانهم في المغرب.

 

وقالت أمانة الإعلام والاتصال في الحزب، في توضيح لها أصدرته السبت 23 نوفمبر 2019: إن استقبال رئيس «تواصل»، وزير البوليساريو تم بناء على طلب منه؛ حيث سلم الحزب، على غرار الأحزاب الوطنية الأخرى، دعوة لحضور مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب منتصف الشهر المقبل.

 

وتابع «تواصل» في توضيحه أن للجميع الحق في اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبًا والتعبير عنه بالطريقة التي يراها مناسبة، وأننا لا نقبل لأي جهة أن تحدد لنا مواقفنا ولا طرق التعبير عنها.

جبهة البوليساريو

هي حركة مغربية تأسست في مايو 1973، تسعى للانفصال في الصحراء الغربية مما تراه استعمارًا مغربيًّا، وتأسيس دولة مستقلة جنوبي المغرب وغربي الجزائر وشمالي موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

شارك