ليلة الدم في الناصرية.. احتجاجات العراق بين رغبة الشارع ومصالح «طهران وواشنطن»
الإثنين 25/نوفمبر/2019 - 08:22 م
طباعة
علي رجب
يشهد العراق أوضاعًا صعبة، وارتفاع أعداد الضحايا والجرحى في ظل استمرار موجة العنف بين قوات الأمن والمتظاهرين؛ حيث قتل ستة متظاهرين بالرصاص في جنوب العراق الأحد 24 نوفمبر 2019، مع تصاعد العصيان المدني بعد قرابة شهرين من احتجاجات دامية، هي الأكبر في تاريخ العراق الحديث، وفقًا لوسائل إعلام عراقية.
وفي الناصرية التي تعد، مع الديوانية، رأس الحربة في موجة الاحتجاجات في جنوب العراق ، قتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص في مواجهات مع القوات الأمنية ليل السبت صباح الأحد، بحسب مصادر طبية.
وأوضحت المصادر لوكالة فرانس برس، أن 53 متظاهرا جرحوا بين ليل السبت ووقت مبكر صباح الأحد، أول أيام الأسبوع في العراق.
كما قتل ثلاثة متظاهرين في بلدة أم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط، بحسب ما أفادت مفوضية حقوق الانسان في البصرة، مشيرةً الى أن الإصابات وقعت جراء إطلاق «الرصاص الحي» في أم قصر حيث الميناء الحيوي بالنسبة الى العراق.
وواصل المحتجون اعتصامهم في العاصمة بغداد، لاسيما في ساحة التحرير وعلى مقربة من ثلاثة جسور مقطوعة، هي الجمهورية والسنك والأحرار.
وقال متظاهر فضّل عدم كشف اسمه لفرانس برس: «باقون في أماكننا ولن نتحرك حتى إسقاط الحكومة وتنفيذ مطالب المتظاهرين».
واتسعت رقعة الاحتجاجات في الناصرية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوب بغداد، لتشمل حرق مبنى الوقف الشيعي، وإقفال طرق مؤدية الى مقر شركة نفط ذي قار «شرق»، وحقل كطيعة النفطي «شمال».
كما بقيت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس مغلقة في مدن الحلة والديوانية والنجف والكوت والعمارة والبصرة، وفقًا لمراسلي فرانس برس.
ليلة الدم في الناصرية..
من جابنه، قال الخبير في الشؤون الإيرانية والعراقية محمود جابر: إن ما حدث من استهداف قوات الأمن للمتظاهرين في الناصرية والمدن العراقية يشكل ضوء أخضر من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة العراقية في إنهاء التظاهرات، لافتًا إلى أن زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بنس ، تشكل رسالة لحكومة عادل عبد المهدي.
وقال جابر في تصريحات له: «أنهي نائب الرئيس الأمريكى زيارته إلى قاعدة عين الأسد وأربيل، وكانت بعض الإشارات تقول: إن بنس ما جاء إلا لإعطاء الضوء الأخضر لحكومة الخضراء؛ من أجل أن تستمر فى عملها وأن تنهى حالة الانتفاضة فى الشارع بأي ثمن».
وتابع: «بعد اتصال هاتفي بين مايك بنس وعادل عبد المدي، هاجمت قوات مكافحة الشغب العراقية تحت ستار الليل المعتصمين في الناصرية بإطلاق الرصاص الحى وقنابل الدخان المسيلة للدموع في وسط صمت إعلامى، بعد أن هددت سلطة الخضراء كل القنوات بالإغلاق إن لم تلتزم ببياناتها» .