جبروت العمائم السوداء.. نظام الملالي يقتل المتظاهرين ويتاجر بجثثهم
الإثنين 25/نوفمبر/2019 - 09:07 م
طباعة
نورا بنداري
بعد أن اعترف مسؤولو الملالي بأنهم قتلوا المتظاهرين بزعم أنهم مخربين وأنهم ليسوا بإيرانيين وأنهم مندسون، ورغم أن النظام الإيراني كان قد أعلن أن عدد القتلى المحتجين لا يتجاوز 12 قتيلًا، إلا أنه تم الكشف عن هذه الكذب؛ حيث أخفت طهران العدد الحقيقي لقتلى الاحتجاجات، بل وأخذت قوات الأمن جثث القتلى لمساومة أهلهم، كما خطفت الجرحى من المستشفيات، وهذا ما كشفت عنه الصحيفة البريطانية «ديلي تليجراف» في 23 نوفمبر 2019، معلنة وفقًا لمصادر إيرانية من أسر الضحايا أن المسؤولين الإيرانيين «يسرقون الجثث» من المشرحة؛ لإخفاء الحجم الحقيقي للقمع الحكومي.
سرقة الجثث
وأعلنت الصحفية البريطانية، أن الحرس الثوري وقوات الأمن الإيرانية تقوم بسرقة جثث الأشخاص الذين تم قتلهم خلال الانتفاضة الشعبية الأخيرة من المستشفيات وثلاجات الموتى؛ لإخفاء حجم المجازر التي ارتكبتها ضد المتظاهرين، كما تقوم أيضًا بخطف الجرحى، وأشارت الصحيفة في تحقيق مطول عن الاحتجاجات التي اندلعت في معظم المدن الإيرانية الأسبوع الماضي إلى أن أسرة أحد الضحايا، بينت للصحيفة أنها لم تستطع إيجاد أحد أفراد الأسرة، رغم أنه أدخل المستشفى بعد إصابته برصاص الحرس الثوري خلال تظاهرة في مدينة «شيراز» الإيرانية.
وبينت الأسرة، أن الصبي يدعي «مهدي» وقد شارك في التظاهرات بشكل سلمي دون أن يحمل أي سلاح، كان فقط يطالب بالحرية لإيران ولم يكن يرغب بأكثر من ذلك، كما نقلت الصحيفة عن ممرضة في المستشفى قولها: إن هذا الصبي تم إدخاله المستشفى بحالة خطرة وأنه عولج وتم أخذه من قبل الأمن هو ومرضى آخرين إلى مكان آخر.
شراء الجثامين
تفاعل عدد من النشطاء الإيرانيين على موقع «توتير» مع هذه القضية، بل وأعلن عدد منهم أن نظام «خامئني» يرمي جثث القتلى من المتظاهرين في البحر، بل ويقوم بمساومة ضحايا الأسر ، فوفقًا لما نشره أحد المغردين، أن هناك أسر قد قامت بشراء جثامين أقاربهم بما يقرب 3 مليون تومان.
يذكر، أن منظمة العفو الدولية أعلنت في 22 نوفمبر 2019، أنه خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران، فإن عدد القتلى بلغ نحو أكثر من 100 متظاهر، كما لفتت المنظمة أن عدد الضحايا يمكن أن يكون أكبر بكثير نظرًا لإغلاق شبكة الإنترنت من قبل السلطات الإيرانية، رغم ذلك فإن سلطات الملالي تعلن أن 12 شخصًا فقط هما من قتلوا منذ اندلاع التظاهرات بمن فيهم بعض رجال الأمن الذين أرسلوا لقمع المتظاهرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 100 شخص.
طريقة داعشية
وما يقوم به الملالي، يشبه ما قام به زعيم تنظيم داعش الارهابي في نوفمبر 2014، عندما أمر بحرق جثث المقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب «كوباني»؛ رغبةً منه في الانتقام منهم، بل أن تنظيم داعش ألقى عددًا من الجثث بالمياه، وفقًا لوزارة حقوق الإنسان العراقية، تم العثور على أكثر من 50 جثة، تم إلقاؤها في بئر للماء من بينها جثث تعود لنساء وأطفال.
بداية الانهيار
ولذلك، أوضح «أحمد قبال» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه رغم القيود التي يمارسها النظام الإيراني تحاول المنظمات الحقوقية توثيق الجرائم بحق المعارضين الإيرانيين، وفي المقابل تعمل أجهزة النظام الإيراني ليس فقط على القمع والتنكيل بشتى أطياف المجتمع الإيراني المنتفض، وإنما على عزل الساحة الداخلية الإيرانية عن محيطها الدولي والإقليمي في ظل واقع ملتهب بكافة الدول التي حقق النظام نفوذًا داخلها، خاصةً العراق ولبنان.
ولفت «قبال» في تصريح له، أن الوصول بالنظام الإيراني إلى حد الاعتداء على حرمات الموتى ومساومة ذوي الضحايا قد يشعل الأوضاع أكثر من ذي قبل ويصنع جيل متأهب للانتقام وانتهاج العنف، وبدلًا من الحفاظ على النظام قد يتطور الأمر إلى بداية مرحلة الانهيار.