ما وراء الأبواب المغلقة.. تسريبات مثيرة عن حملة الصين ضد الإيجور «1-2»

الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 11:52 ص
طباعة ما وراء الأبواب المغلقة.. اسلام محمد
 
أثار تسريب عدد كبير من الوثائق السرية الصينية ضجة عالمية، لاسيما وأن تلك الواقعة وصفت بأنها الواقعة الأكبر من نوعها في تاريخ الصين الحديثة.

القمع الصيني ضد الإيجور

وتتكون الأوراق المسربة من 24 وثيقة، تشمل حوالي 200 صفحة من الخطب السرية للرئيس الصيني وقادة آخرين، وأكثر من 150 صفحة من التوجيهات والتقارير، اضافةً الى عدد من أوراق التحقيقات الداخلية حول مراقبة السكان الإيجور في شينجيانج. وخطط لتوسيع نطاق القيود المفروضة على الأقليات المسلمة لتشمل أجزاء أخرى من الصين، نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها.



ويقول التقرير: إنه على الرغم من أنه من غير الواضح كيف تم جمع الوثائق واختيارها، إلا أن التسرب يشير إلى المزيد من السخط داخل الجهاز الحزبي بسبب الحملة القمعية، إذ تم تسريب الأوراق من قبل عضو في المؤسسة السياسية الصينية، طلب عدم الكشف عن هويته ، وعبر عن أمله في أن يمنع الكشف عنها قادة البلاد، من الإفلات من المسؤولية عن الاعتقالات الجماعية.



وتقوم القيادة الصينية بعملية وضع السياسات في سرية تامة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بشينجيانج، وهي منطقة غنية بالموارد تقع على الحدود الحساسة مع باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى، تشكل الأقليات العرقية ذات الأغلبية المسلمة أكثر من نصف سكان المنطقة البالغ عددهم 25 مليون نسمة، وأكبر هذه المجموعات هم الإيجور الذين يتحدثون لغة تركية، ويواجهون منذ فترة طويلة التمييز والقيود المفروضة على الأنشطة الثقافية والدينية.



صدمة العطلة السعيدة

ويبدأ التقرير بالحديث عن صدمة الطلاب الإيجور لدى عودتهم الى مدنهم وقراهم بعد نهاية الفصل الدراسي، على أمل قضاء عطلة سعيدة مع العائلة في أقصى غرب الصين، لكن يتم إخبارهم قريبًا بأن والديهم و أقاربهم وحتى الجيران محتجزون في معسكرات بنيت لاحتجاز أقليات عرقية إسلامية.



ووفقًا للوثائق، فقد وزعت القيادة الصينية توجيهًا سريًّا، ينصح المسؤولين المحليين بكيفية التعامل مع أسئلة الطلاب بدءًا من: أين عائلتي؟ الذي يُجاب عليه بـ«أنهم في مدرسة تدريب أنشأتها الحكومة»، وإذا تم الضغط عليهم، يجب على المسؤولين إخبار الطلاب بأن أقاربهم ليسوا مجرمين - لكنهم لم يتمكنوا من مغادرة هذه «المدارس».



كما يتضمن نص الأسئلة والأجوبة أيضًا تهديدًا مخفيًّا، تم إخبار الطلاب بأن سلوكهم يمكن أن يُقصر أو يمدد فترة احتجاز أقاربهم، إذ يُقال لهم :«أنا متأكد من أنك ستدعمهم؛ لأن هذا من أجل مصلحتهم ولصالحك أيضًا».



وكان هذا التوجيه من بين 403 صفحات من الوثائق الداخلية في واحدة من أهم التسريبات من داخل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين منذ عقود، وهي توفر رؤية داخلية غير مسبوقة للقمع المتواصل في شينجيانج؛ حيث احتجزت السلطات ما يصل إلى مليون من عرق الإيجور، والكازاخستانيين وغيرهم على مدى السنوات الثلاث الماضية 



انتهاك انساني

ويرفض الحزب الحاكم الانتقادات الدولية للمعسكرات التي توصف رسميًّا في الصين، بأنها مراكز تدريب وظيفي تستخدم أساليب معتدلة لمحاربة التطرف، لكن الوثائق تؤكد الطبيعة القسرية للحملة في كلمات وأوامر المسؤولين أنفسهم الذين صمموها وقاموا بتنظيمها.



وأشارت التقارير، إلى أن الأطفال الإيجور، رأوا والديهم يؤخذون بعيدًا عنهم، ولا يستطيع الأهالي زراعة المحاصيل أو حصادها؛ بسبب نقص القوى العاملة، بعد تنفيذ أكثر حملات الاعتقال انتشارًا في البلاد، منذ عهد الرئيس ماو«1949:1976».



ووفقًا للمستندات، فقد وضع الرئيس شي جين بينج، رئيس الحزب، الأساس للحملة في سلسلة من الخطب التي ألقيت على انفراد للمسؤولين أثناء وبعد زيارة إلى شينجيانج في أبريل 2014، بعد أسابيع فقط من طعن أحد مسلمي الإيجور أكثر من 150 شخصًا في محطة قطار قتل منهم 31، دعا السيد شي إلى «نضال شامل ضد الإرهاب والتسلل والانفصالية» باستخدام «أجهزة الديكتاتورية»، وإظهار «لا رحمة على الإطلاق».

مخاوف بكين

وأيضا زادت الهجمات الإرهابية في الخارج من مخاوف القيادة، وساعدت في تشكيل الحملة، وجادل المسؤولون بأن الهجمات في بريطانيا ناتجة عن سياسات تضع «حقوق الإنسان فوق الأمن»، وحث الرئيس الحزب الحاكم على محاكاة جوانب «الحرب على الإرهاب» الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر، فتوسعت معسكرات الاعتقال في شينجيانج بسرعة بعد تعيين تشن كوانجو رئيسًا لفرع الحزب الحاكم للمنطقة، في أغسطس 2016، وحض المسؤولين على «إلقاء القبض على كل من يجب القبض عليه».



واجهت حملة القمع مقاومة من المسؤولين المحليين الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات العرقية وخنق النمو الاقتصادي، فكان رد تشن هو تطهير الحزب من المسؤولين المشتبه في وقوفهم في طريقه، بما في ذلك زعيم المقاطعة الذي سُجن بعد أن أطلق بهدوء آلاف السجناء من المعسكرات.



جدير بالذكر، أن بكين سعت لعقود إلى قمع مقاومة الإيجور للحكم الصيني في شينجيانج، وبدأت الحملة الحالية بعد موجة من العنف المناهض للحكومة، بما في ذلك أعمال الشغب العرقية في عام 2009 في أورومتشي، عاصمة الإقليم، وهجوم مايو 2014 على سوق مفتوح، أسفر عن مقتل 39 شخصًا قبل أيام فقط من عقد الرئيس شي مؤتمرًا في بكين لوضع مسار السياسة الجديدة لشينجيانج،



منذ عام 2017، احتجزت السلطات في شينجيانج مئات الآلاف من الإيجور والكازاخستانيين وغيرهم من المسلمين في معسكرات الاعتقال، يخضع السجناء لأشهر أو سنوات من التلقين والاستجواب؛ بهدف تحويلهم إلى علمانيين وموالين للحزب.



كما ترسل الحكومة شباب الإيجور من شينجيانج إلى الجامعات في أنحاء أخرى بالصين؛ بهدف تدريب جيل جديد من الموالين للحزب، لكن كانت الحملة الأمنية واسعة النطاق، لدرجة أنها أثرت حتى على هؤلاء الطلاب من النخبة وهذا ما جعل السلطات متوترة.



وعلى الرغم من أن الوثائق المسربة، تنصح المسؤولين بإبلاغ الطلاب بأن أقاربهم يتلقون «علاجًا» من الإسلام الراديكالي، فإن عنوانه يشير إلى أن ذويهم أيضًا يتعرضون للعقاب.



وقد صاغ المسؤولون في توربان، وهي مدينة في شرق شينجيانج، سيناريو الأسئلة والأجوبة، وتم توزيع الدليل في جميع أنحاء المنطقة وحث المسؤولين على استخدامه كنموذج.



ومع ذلك، توقعت السلطات أنه من غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى تهدئة الطلاب، وسيكون لديهم عدد من الأسئلة الأخرى مثل: متى سيتم إطلاق سراح أقاربي؟ إذا كان هذا تدريب فلماذا لا يمكنهم العودة إلى المنزل؟ هل يمكنهم طلب أجازة؟ كيف سأدفع للمدرسة إذا كان والداي يدرسان ولم يكن هناك أحد يعمل في المزرعة؟



وقد أوصى الدليل بالرد على الطلاب، بأن أقاربهم قد «أصيبوا» بفيروس «التطرف الإسلامي» ويجب عزلهم ومعالجتهم، حتى الأجداد وأفراد الأسرة الذين بدوا أكبر من أن يمارسوا العنف، لم تستثنهم الحملة.



كما استشهدت الإجابات الرسمية المفترضة بالحرب الأهلية في سوريا ونموذج داعش، وأن يتم إخبار الطلبة بأن ذويهم «إذا لم يخضعوا للدراسة والتدريب، فلن يفهموا تمامًا مخاطر التطرف الديني، بغض النظر عن العمر، يجب أن يخضع أي شخص مصاب بالتطرف الديني للدراسة»، وعلى الطلاب أن يكونوا ممتنين؛ لأن السلطات قد أخذت أقاربهم بعيدًا.



وقالت إحدى الإجابات: «هذه فرصة للتعليم المجاني التي وفرها الحزب والحكومة؛ للقضاء التام على التفكير الخاطئ، وكذلك تعلم المهارات الصينية والوظيفية»، «هذا يوفر أساسًا رائعًا لحياة سعيدة لعائلتك»"



وحملت إحدى الوثائق تعليمات إلى المسؤولين لإخبار الطلاب بأن سلوكهم قد يضر بنتائج أقاربهم، إذ يجري تقييم السلوك اليومي للطلاب وتسجيل حضورهم في الدورات التدريبية والاجتماعات وغيرها من الأنشطة، ويقال لهم: «يجب أن يلتزم أفراد الأسرة، بمن فيهم أنت، بقوانين الدولة وقواعدها، وألا يصدقوا أو ينشروا الشائعات، عندها فقط يمكنك إضافة نقاط لأفراد أسرتك، وبعد فترة تقييم يمكنهم ترك المدرسة، إذا استوفوا معايير إكمال الدورة».



وإذا تم سؤالهم عن تأثير عمليات الاحتجاز على الشؤون المالية للأسرة، فقد تم نصح المسؤولين بتأكيد الطلاب على أن «الحزب والحكومة سيبذلون قصارى جهدهم لتخفيف معاناتك».



ومع ذلك، قد يكون الشيء الأكثر بروزًا، هو الإجابة النموذجية عن كيفية الرد على الطلاب الذين يسألون عن أقاربهم المحتجزين، «هل ارتكبوا جريمة؟» فقد نصت التعليمات للمسؤولين على الاعتراف بأنهم لم يرتكبوا شيئا و«أنه مجرد إصابة تفكيرهم بالأفكار غير الصحية»، وأن «الحرية ممكنة فقط، عندما يتم القضاء على هذا (الفيروس) في تفكيرهم».



يمكن إرجاع بداية فكرة الاعتقالات الجماعية إلى الزيارة الأولى والوحيدة للرئيس إلى إقليم شينجيانج بعد توليه منصبه، وهي جولة ملأها العنف، ففي عام 2014، بعد أكثر من عام بقليل من توليه الرئاسة، قضى أربعة أيام في المنطقة، وفي اليوم الأخير من الرحلة ، قام متشددان من الإيجور بتفجير انتحاري خارج محطة قطار في أورومتشي، أدى إلى إصابة ما يقرب من 80 شخصًا، أحدهم قتل.



وقبلها بأسابيع، قام مسلحون بالسكاكين في محطة سكة حديد أخرى في جنوب غرب الصين؛ ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة أكثر من 140، وبعد مرور أقل من شهر على الزيارة، ألقى المهاجمون متفجرات على سوق للخضروات في أورومتشي، جرح 94 شخصًا وقتل 39 شخصًا على الأقل.



وعلى إثر ذلك، ألقى الرئيس شي سلسلة من الخطب السرية التي تحدد المسار الذي توج بحملة أمنية جارية الآن في شينجيانج، وفي حين ألمحت وسائل الإعلام الحكومية إلى هذه الخطب، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي منها.



وتوفر الوثائق التي تم تسريبها نظرة حقيقية نادرة على دوافع الحملة، فقد قال السيد شي في كلمة، بعد تفقده فريق شرطة مكافحة الإرهاب في أورومتشي: «الأساليب التي لدى رفاقنا بدائية للغاية، يجب أن نكون قاسيين مثلهم وألا نظهر أي رحمة على الإطلاق».



وعلى الرغم من أنه لم يأمر بالاحتجاز الجماعي في هذه الخطب، فقد دعا الحزب إلى إطلاق العنان لأدوات «الديكتاتورية» للقضاء على الإسلام الراديكالي في شينجيانج.



وشبه «شي» التطرف الإسلامي بالعدوى بالفيروسات والمخدرات التي تسبب الإدمان بشكل خطير، وأعلن أن التصدي لها يتطلب «فترة من العلاج المؤلم»، وقال للمسؤولين في أورومتشي في 30 أبريل 2014، وهو اليوم الأخير من رحلته إلى شينجيانج: «لا يجب التقليل من شأن التأثير النفسي للفكر الديني المتطرف على الناس»، «الأشخاص الذين يتم أسرهم من خلال التطرف الديني - ذكورًا أو إناثا، من كبار السن أو الشباب - يدمرون ضمائرهم ويفقدون إنسانيتهم ​​ويَقتُلون دون أن يغمض لهم جفن».



وفي خطاب آخر، في مقر القيادة في بكين بعد شهر، حذر من «التسمم بالتطرف الديني، قائلًا: «بمجرد أن تؤمن به، أنه يشبه تناول المخدرات، وتفقد إحساسك، وتصاب بالجنون وستفعل أي شيء».



وقد كانت هناك فقرات مثيرة للدهشة بالنظر إلى الحملة التي تلت ذلك، طالب فيها السيد شي المسؤولين بعدم التمييز ضد الإيجور واحترام حقهم في العبادة، وحذر من المبالغة في رد الفعل على الاحتكاك الطبيعي بين الإيجور وعرقية الهان التي تمثل الأغلبية في البلاد، ورفض مقترحات لمحاولة القضاء على الإسلام بالكامل في الصين، وقال خلال مؤتمر بكين: «في ظل وجود القوى الانفصالية والإرهابية تحت راية الإسلام، جادل بعض الناس بضرورة تقييد الإسلام أو حتى القضاء عليه»، ووصف وجهة النظر هذه بأنها «منحازة، أو حتى خاطئة»، لكنه كان يقود الحزب بشدة نحو مزيد من القمع في شينجيانج.



قبل السيد شي، كان الحزب في كثير من الأحيان يصف الهجمات في شينجيانج بأنها عمل من قبل عدد قليل من المتعصبين الذين ألهمتهم ونفذتهم جماعات انفصالية غامضة في الخارج. لكن السيد شي قال: إن التطرف الإسلامي قد ترسخت جذوره في شرائح من مجتمع الإيجور.



ووفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية، فإنه رغم أن الغالبية العظمى من اليوغور معتدلة، لكن البعض بدأ في تبني ممارسات دينية أكثر محافظة في التسعينيات، رغم سيطرة الدولة على الممارسات الإسلامية، وتشير ملاحظات شي إلى أنه شعر بالقلق من إحياء روح التقوى العامة، وألقى باللوم على التراخي في فرض قيود على الممارسات الدينية، واعتبر أن أسلافه لم يأخذوا بالاحتياطات الواجبة.



في حين أكد القادة الصينيون السابقون على أهمية التنمية الاقتصادية؛ لخنق الاضطرابات في شينجيانج، قال شي: إن هذا غير كاف، وطالب بعلاج أيديولوجي، عبر محاولة تغيير فكر الأقليات المسلمة في المنطقة، وقال في مؤتمر القيادة حول سياسة شينجيانج، الذي انعقد بعد ستة أيام من الهجوم المميت على سوق الخضراوات: «يجب استخدام أسلحة الديكتاتورية دون أي تردد».



وكان بعض المحللين يتوقعون أن شي سيتبع طرق أكثر اعتدالًا عندما تولى قيادة الحزب في نوفمبر 2012، لكن الخطب المسربة بينت كيف أنه اعتبر أن من أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي هو التراخي الأيديولوجي، مستشهدًا بأن جمهوريات البلطيق كانت من بين الأكثر تطورًا في الاتحاد السوفيتي، ولكنها كانت أول من غادر البلاد عندما انهارت، وأن الرخاء النسبي ليوغوسلافيا لم يمنع تفككها، وقال: التنمية هي الأولوية العليا والأساس لتحقيق الأمن الدائم، وهذا صحيح، «ولكن سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه مع التنمية ، تحل كل مشكلة نفسها».



كما أظهر شي معرفة عميقة بتاريخ مقاومة الإيجور للحكم الصيني، أو على الأقل النسخة الرسمية لبكين منه، وتطرق في حديثه للفترات التي نادراً ما ذكرها القادة الصينيون علنًا، بما في ذلك فترات استقلال الإيجور في النصف الأول من القرن العشرين.



جدير بالذكر، أن حجم العنف الذي قام به مسلحو الإيجور لم يصل إلى حد تهديد سيطرة بكين على المنطقة، فعلى الرغم من أن الهجمات أصبحت أكثر فتكًا بعد عام 2009، عندما توفي ما يقرب من 200 شخص في أعمال شغب عرقية في أورومتشي، إلا أنها ظلت صغيرة نسبيًا ومبعثرة وغير معقدة، ومع ذلك، حذر شي من أن العنف قد ينتشر من شينجيانج إلى أجزاء أخرى من الصين ويمكن أن يشوه صورة قوة الحزب، وقال في مؤتمر القيادة، «ما لم يتم إخماد التهديد، فإن «الاستقرار الاجتماعي سيعاني من الصدمات، وستتضرر الوحدة العامة للأشخاص من كل عرق، وستتأثر النظرة العامة للإصلاح والتنمية والاستقرار».



وبتنحية المجاملات الدبلوماسية جانبًا، فقد أرجع أصول التطرف الإسلامي في شينجيانج إلى الشرق الأوسط، وحذر من أن الاضطرابات في سوريا وأفغانستان ستزيد المخاطر على الصين، وقال: إن الإيجور قد سافروا إلى كلا البلدين، ويمكنهم العودة إلى الصين كمقاتلين متمرسين يسعون إلى إقامة وطن مستقل، أطلقوا عليه اسم تركستان الشرقية.



يذكر أن آلافا من الإيجور يقاتلون في سوريا ضمن جماعة الحزب الإسلامي التركستاني والذي يوجد في الشمال السوري.



وقال شي: «بعد أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان، فإن المنظمات الإرهابية المتمركزة على حدود أفغانستان وباكستان قد تتسلل بسرعة إلى آسيا الوسطى»، «يمكن لإرهابيي تركستان الشرقية الذين تلقوا تدريبات في الحرب الحقيقية في سوريا وأفغانستان في أي وقت شن هجمات إرهابية في شينجيانج»"

 وكان الرئيس الصيني الأسبق، هو جين تاو، رد على أعمال الشغب التي وقعت في شينجيانج عام 2009 بحملة قمع، لكنه اعتمد أيضًا على التنمية الاقتصادية كعلاج للسخط العرقي.



لكن نهج الرئيس شي يقلل من أهمية الاعتماد على التنمية الاقتصادية؛ حيث قال: «في السنوات الأخيرة، نمت شينجيانج بسرعة كبيرة ومستوى المعيشة ارتفع باستمرار، ولكن النزعة الانفصالية و الإرهاب ظلا في ارتفاع»، «هذا يدل على أن التنمية الاقتصادية لا تجلب تلقائيًّا نظامًا دائمًا وآمنًا»، مبينًا أن ضمان الاستقرار في شينجيانج يتطلب حملة شاملة للمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية؛ لاجتثاث المقاومة في مجتمع الإيجور.



وقال: إن التكنولوجيا الجديدة يجب أن تكون جزءًا من الحل، معبرًا عن أهمية نشر أجهزة بها تقنيات التعرف على الوجوه، وتنظيم اختبارات جينية وجمع البيانات الضخمة في شينجيانج، لكنه شدد أيضًا على أهمية الأساليب القديمة، مثل المخبرين، وحث المسؤولين على دراسة كيفية استجابة الأمريكيين لهجمات 11 سبتمبر.


وقال للمسؤولين في جنوب شينجيانج في اليوم الثاني من رحلته: «يجب أن يكون هناك تذكير وتغيير فعال للمجرمين»، «وحتى بعد إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص، يجب أن يستمر تعليمهم وتحولهم».

لكن الرد الرسمي على تلك التسريبات جاء من شو قوشيانج، نائب مدير المكتب الإعلامي لمنطقة شينجيانج، الذي قال: إن التطرف الديني انتشر منذ التسعينيات وحدثت آلاف من أعمال العنف في شينجيانج، موضحًا أنه لم تكن هناك معرفة كافية على الساحة الدولية حول تلك الأحداث، والبعض يتساءل لماذا كانت تتخذ شينجيانج تلك الإجراءات لمكافحة الإرهاب والتطرف؟.




ولفت قوشيانج إلى أن إذاعة الصين الدولية، أنتجت سلسلة من الأفلام الوثائقية حول أحداث العنف في شينجيانج، ولكن لم يتم نشرها في الخارج، وزاد أن الشعب المحلي في المنطقة الجنوبية من مدينة شينجيانج لم يلق مستوى عاليًا من التعليم؛ لذلك لم يكن لديهم فهم صحيح للدين الإسلامي، ولذا قامت الحكومة الصينية بإقامة مدارس تدريب مهني لمساعدتهم على رفع مستوى تعليمهم.

شارك